أدانوا ما تعرضت له "أخبار اليوم" من احتلال لمقرها ومصادرة أرشيفها ونهب ممتلكاتها

مليونية جديدة تجوب شوارع المدينة رفضا للمليشيات والانقلاب

2015-03-08 15:17:04 تقرير/ خاص

إب- قلب الثورة النابض ضد المليشيات المسلحة والانقلاب الذي جرى على شرعية الرئيس ومؤسسات الدولة- لا تزال إب ملهمة الثوار في كل مدن اليمن بحشودها واحتجاجاتها وتظاهراتها المليونية ضد الانقلاب والمليشيات ، فرغم استمرار آلة القمع والاختطاف والاعتقال المتزايد إلا أن الثوار الرافضين للمليشيات لا يأبهون لرصاصات المليشيات واعتقالاتها بل تزيد ثورتهم وهجا وقوة وصمودا ووقودا كما يقولون..


حشود مليونية

احتشد- صباح أمس- مئات الآلاف من أبناء وشباب وحرائر محافظة إب في مسيرة مليونية رفضا للمليشيات والانقلاب الحوثي وللمطالبة بالإفراج عن المختطفين لدى مليشيات الحوثي. وتقاطر عشرات الآلاف من مختلف مديريات محافظة إب إلى ساحة خليج الحرية وسط مدينة إب، للاحتشاد في مسيرة مليونية ضد المليشيات وللمطالبة برحيلها من المحافظة والعاصمة والمدن التي احتلتها بقوة السلاح.. وراحت الحشود الضخمة تجوب شوارع مدينة إب منددة بالاختطافات والاعتقالات التي تقوم بها مليشيات الحوثي بحق ناشطي وشباب إب وإعلامييها.

مسيرة عملاقة

المسيرة الحاشدة انطلقت من ساحة خليج الحرية مرورا بالسوق المركزي وشارع تعز وإلى جولة الصوفي حتى مبنى المحافظة لتلتحم المسيرة بمسيرة أخرى كانت في الانتظار ومن ثم المرور بشارع العدين في طريق عودتها إلى الساحة إلا أن مسلحي الحوثي اعترضوا الشباب لمنعهم من الوصول إلى الساحة ولتفريق المتظاهرين.

وبحسب عدد من المتظاهرين فقد غير الشباب المتظاهرون طريقهم صوب مبنى المحافظة من جديد وحرصا- كما قال عدد منهم- على سلامة المتظاهرات اللاتي شاركن في المسيرة بصورة غير مسبوقة وعادت المسيرة للتحرك مرة أخرى والوصول إلى مبنى المحافظة.

 وطالب المحتجون برحيل مليشيات الحوثي المسلحة والإفراج عن المعتقلين واستعادة هيبة الدولة مهددين بالتصعيد السلمي لتحقيق أهدافهم.

وأطلقت مليشيات الحوثي- بعضها بالزي العسكري- أطلقت وابلاً من الرصاص في الهواء بهدف تفريق إحدى المسيرات الشبابية والتي كانت تريد أن تلتحم بمسيرة أخرى إلا أن المحتجون لم يبالوا بالرصاص وتمكنوا من تعدي الحاجز الذي أرادت مليشيات الحوثي إيقافهم عنده ومنعهم من الالتحام بالمسيرة الأخرى.

رفض الاحتلال الإيراني

وأكد المشاركون في المسيرة الضخمة بإب على تمسكهم بشرعية الرئيس هادي ونقل العاصمة بشكل كلي لمدينة عدن جنوب اليمن، رافضين ما أسموه الاحتلال الحوثي الإيراني للعاصمة صنعاء. وتعهد المتظاهرون باستكمال ثورتهم الشعبية السلمية ضد المليشيات المسلحة وتحرير العاصمة صنعاء وبقية المدن التي سيطرت عليها المليشيات بقوة السلاح. وأكدوا استمرارهم في الاحتجاجات والتظاهرات السلمية حتى رحيل المليشيات من المحافظة ومدن أخرى سيطرت عليها المليشيات منذ 21 سبتمبر من العام الماضي.

إطلاق رصاص

مسلحون حوثيون أطلقوا الرصاص الحي لتفريق مسيرة حاشدة انطلقت- صباح أمس السبت- في محافظة إب وسط اليمن. وقال عدد من المشاركين في التظاهرة للصحيفة بأن الحوثيين أطلقوا النار في الهواء بهدف تفريق المسيرة, لكنهم لم ينجحوا في ذلك.

وتشهد محافظة إب- منذ أشهر- حراكاً شبابيا وشعبياً مناهضاً لجماعة الحوثيين رافقته حملة اختطافات واعتداء على المتظاهرين أدت إلى مقتل متظاهر ـ نصر فارس محمد الشجاع ـ أطلق الحوثيون عليه الرصاص الحي صباح السبت في الـ14 من فبراير 2015م.

وخرجت مسيرة حاشدة أمس السبت في محافظة إب تنديداً بانتهاكات الحوثيين وممارستهم العنف. وجابت مسيرة أمس شوارع المدينة، رافعة لافتات تدين ممارسات الحوثيين وانقلابهم على السلطة في البلاد، وتطالبهم بنبذ العنف والتخلي عن السلاح.

إنذار أول للانقلابيين

الناشط والقيادي في الثورة الشعبية ضد مليشيات الحوثي وانقلاب الحوثي على مؤسسات الدولة، أحمد السريحي, قال للصحيفة هؤلاء الثوار اليوم بحشودهم الغفيرة يقولون للانقلابين هذه مسيرة الإنذار الأول بمحافظة إب ونقول لهم هذه الحشود انذارتها الجديدة والقادمة ستكون عما قريب إنذارت مؤلمة وقوية بسلميتها وسنشفي غليل صدور اليمنيين من الانقلابيين العملاء للخارج وإيران وإب لا تقبل الخيانة والعملاء وإب هي عاصمة اليمن الاتحادي وستكون مع الشرعية ورفضا للانفلاب.

للرئيس فرصة أخيرة

المتظاهرة الشابة منى سعيد, قالت: خرجنا ضد المليشيات والاختطافات والانقلاب ولدينا خمس رسائل أريد أن أوصلها من تظاهرتنا اليوم وهي، الرسالة الأولى للرئيس عبد ربه منصور هادي نقول له" خرجنا اليوم نؤيد شرعيتك ونقول لك هذه فرصتك الأخيرة وأن تتحرك بصورة عاجلة وتغير أداءك ونحن سنكون معك وبجانبك".

والرسالة الثانية هي للانقلابيين بأن عليهم الرحيل وقد دق الجرس وعليكم الهروب والرجوع إلى كهوفكم. والرسالة الثالثة هي للمتخاذلين من أبناء الشعب ولمن هم في الجيش من المتآمرين على الوطن والذين تآمروا على الدولة والشرعية نقول لهم بأن التاريخ لن يرحمكم وسيسجل كل شيء والانقلاب سينتهي مهما كان.

والرابعة للمليشيات نقول لها مطاراتنا ليست للعملاء والخونة من عناصر حزب الله وإيران والعملاء والخونة لا يبنوا وطن. والرسالة الأخيرة والأهم أننا خرجنا للمطالبة بإطلاق المختطفين والمعتقلين وبأننا ندين الاختطاف والاعتقال وسنحرر معتقلينا بكل الوسائل السلمية والحضارية حتى ولو كنا أمام عصابة فبسلميتنا سنقض مضاجعهم وهذه النساء بعشرات الآلاف تملأ شوارع إب ترفض المليشيات فضلا عن رجال وشباب إب وأطفالها وشيوخها ترفضهم رفضا باتا ولن تسمح باستمرار همجيتهم في إب.

استعادة هيبة الدولة

المتظاهرة سميرة محمد قالت للصحيفة نطالب المليشيات الرحيل من جميع المحافظة ونحن نريد دولة مدنية حديثة بعيدة عن الهمجية. وأضافت: نحن خرجنا نطالب باستعادة هيبة الدولة وضد العمالة لإيران ومشاريعها العنيفة والتي لا يمكن أن تبني وطناً ولنؤكد على رفضنا للحوار العبثي الذي يجريه بنعمر والذي تحول لسمسار بيد المليشيات.

مع "أخبار اليوم"

المتظاهرة أفنان حمود, تحدثت للصحيفة من وسط المظاهرة بالقول: خرجنا لندين قمع الحريات والمظاهرات وللمطالبة بضبط قتلة الشهيد نصر الشجاع وبقية الجرحى الذين أصيبوا برصاص الحوثة السبت قبل الماضي منتصف فبراير الماضي.. وأضاف:" ندين ما تعرضت له صحيفة أخبار اليوم من احتلال لمقرها ومصادرة أرشيفها ونهب ممتلكاتها ونؤكد أن ثورتنا الشبابية كانت من أجل الحرية والكرامة والرأي والرأي الآخر".

الشاب المتظاهر عبده حمود العرواني تحدثت للصحيفة بالقول: خرجنا ضد الدكتاتورية ومع مسودة الدستور ولتنفيذ مخرجات الحوار ورفض للمليشيات التي أخافت المواطنين بقوة السلاح وإب هي مناضلة ولن تركع وسنكافح وسنناضل من أجل اليمن ومع عدن وقد كان لإب دور بارز في فك حصار السبعين وستعيد اليوم إب دورها من جديد.

اعتقال ناشطين وإعلاميين

وأقدمت مليشيات الحوثي بمحافظة إب على اعتقال ثمانية ناشطين عقب مشاركتهم بمسيرة أمس بينهم صحفيون وقيادات حزبية وناشطين مستقلين. وبحسب مصادر خاصة فإن المعتقلين هم الزميل الصحفي/ هشام هادي ورئيس المجلس الثوري/ أحمد علي عبداللطيف والمهندس/ رزاز الكمالي. كما أقدمت المليشيا على اختطاف رئيس إصلاح مديرية حبيش بمحافظة إب محمد الشامي مع ثلاثة من مرافقيه في نقطة المجمعة التي يسيطر عليها مليشيات الحوثي عقب مشاركتهم بمسيرة ضد المليشيات والانقلاب الحوثي.

دعوة لاجتماع عاجل

وقد أصدرت حركة رفض بياناً بشأن الاعتداء على المسيرة الشعبية بإب واختطاف ناشطين ودعت فيه كل القوى الثورية والشبابية لاجتماع عاجل لتدارس ما يتعرض له المتظاهرون والخروج بموقف موحد تجاه اعتداءات مليشيات الحوثي.

وقال بيان الحركة: في الوقت الذي كانت فيه مطابخ إعلامية تُسرب معلومات عن قرب الإفراج عن أمين عام حركة رفض الثائر الرمز أحمد هزاع من مُختَطف مليشيا الحوثي بغية تخفيف الاحتقان لدى جماهير إب الغاضبة وكعادتها عاودت مليشيا الانقلاب إلى ممارسة القُبح الممنهج الذي صار جزءاً من يومياتها.

وأكد البيان بأن ميليشيا الحوثي المسلحة قامت أمس بإطلاق الرصاص الحي لغرض تفريق المسيرة السلمية الرجالية، والنسائية والتي خرجت تجوب شوارع إب ،مطالبة باستعادة الدولة ورفض الانقلاب وخروج ميليشيات العنف من المحافظة.

مليشيا الكهوف

وقالت رفض في البيان: وفي خطوة أخرى أكثر قُبح من هذه المليشيات القادمة من كهوف ما قبل التأريخ والتي لا تعرف معنى حقوق الإنسان أو معنى الحريات العامة والخاصة وحق التجمع والتظاهر السلمي المكفول دستورياً وقانونياً فقد أقدمت بكل صلف وعنجهية باختطاف أربعه من شباب الثورة الرافضين للانقلاب وهم: د.أحمد علي عبد اللطيف, هشام هادي, الثائر:رزاز الكمالي, ومحمد حميد الشامي.

وحملت رفض, في بيانها_ حصلت "أخبار اليوم" على نسخة منه- حمّلت جماعة الحوثيين والسلطة المحلية والمدعو مدير الأمن، مسؤولية سلامة الناشطين المختطفين وعلى وجه الخصوص الشيخ البالغ من العمر سبعين عاماً والذي خرج ليشارك في المسيرة تحت وطأة الألم الأستاذ الشيخ /رزاز الكمالي وكذا رئيس حركة رفض المعتقل أحمد هزاع.

ودعا البيان المليشيات ومدير الأمن إلى سرعة إطلاق سراح المختطفين فوراً.. كما دعت رفض كل المكونات الثورية والحركات الرافضة للانقلاب والمكونات السياسية والاجتماعية إلى اجتماع عاجل لاتخاذ كافة التدابير والخيارات لإطلاق كل المختطفين.

تصعيد قادم

وأكدت رفض على أنه طالما وقد تمادت جماعة الحوثي في خياراتها العنفية فإن من حقنا ـ أي حركة رفض ـ من حقنا التصعيد بصورة غير مسبوقة في احتجاجاتنا السلمية التي لن تهدأ ولن تتوقف حتى يطلق كافة المختطفين وترحل مليشيات الموت من المحافظة ويسقط الانقلاب حد وصف البيان. كما جددت رفض دعوتها جماهير إب إلى أن يكونوا على أهبة الاستعداد لتصعيد الخيارات السلمية المفتوحة ضد ما أسمته صلف الحوثيين.

البحث عن سلطة

القيادي في التنظيم الوحدوي الناصري يتساءل عن دور السلطة المحلية قائلا: أبناء اب بكل أطيافهم أمام مسؤولية أخلاقية ووطنية يجب عليهم تحديد المواقف الواضحة تجاه ما يقوم به الحوثيون، وسؤال يجب أن يسأله كل أبناء المحافظة أين السلطة المحلية والأمين العام بالذات من كل ما يحدث أم أن أبناء المحافظة لا تعنيهم؟.

الشاب ماجد ياسين وأحد إعلامي إب بعث برسالة لمدير اﻻمن محمد عبدالجليل الشامي طالبا منه تقديم استقالته. وقال: إلى مدير الأمن محمد الشامي سبق وأن نصحناك أن تعتدل فعجزت واليوم ننصحك أن تستقيل لأنك فشلت، طالبنا بمدير أمن لحماية المحافظة وأمنها فأتوك لنا مدير أمن يحمي مليشيات تعبث بأمن المحافظة.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد