اعتبر تقرير نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأميركية  تصريحات المسؤولين الاميركيين غير المتماسكة إزاء اليمن تلخص عدم وجود أي إستراتيجية متماسكة من جانب إدارة أوباما في التعامل مع اليمن.

وقالت المجلة إن اليمن تجسد فشل إستراتيجية الرئيس أوباما لمكافحة الإرهاب والافتراضات الخاطئة التي يستند إليها. فعندما لا يستطيع أوباما التدقيق في تحديد العدو الذي نحاربه ولا يستطيع الكشف عن الإيديولوجية المتشددة التي تدعم التعايش مع الشعب الأميركي، فإنه في أحسن الأحوال يطلق العنان لخياله، وفي أسوأ الأحوال يفتقد إلى القيادة الحقيقية مما يضع جميع الأميركيين في خطر حسب تقرير فوزين بوليسي.

وأشارت إلى أن الجهود التي يبذلها المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بنعمر، لتعزيز الحوار السياسي بين الحوثيين والأحزاب السياسية الرئيسية في اليمن, تراوح مكانها.

ولفتت إلى أن الأوضاع الآن في اليمن سيئة للغاية مما جعل وزارة الخارجية الأميركية تعلن في 11 فبراير عن إغلاق سفارتها في اليمن لأسباب أمنية، وأن الأمر الذي زاد الطين بلة أن المسلحين الحوثيين استولوا على السيارات التابعة لموظفي السفارة الأميركية، وأمروا قوات مشاة البحرية الأميركية بتسليم أسلحتهم قبل مغادرة اليمن.

وأضافت إن إدارة أوباما -على الرغم من مغادرة اليمن على عجل في أعقاب سيطرة الحوثيين- لا تزال تدعي، على حد قول نائبة المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماري حرف، أن حليف الولايات المتحدة الرئيس هادي "ما زال هو رئيس اليمن". هذا الخبر سيكون للرئيس هادي نفسه على اعتبار إنه استقال تحت الضغط.

وقالت حرف إن الحوثيين لا يستحقون الاعتراف "لأنهم لم يتبعوا العملية الصحيحة التي يمكن لليمن تغيير الحكومة". لكن في الوقت نفسه، قالت حرف: "الحوثيون يشاركون في القتال ضد القاعدة في شبه الجزيرة العربية أيضا، لذلك هناك الكثير من التعقيدات على الأرض".

نائبه المتحدثة باسم الخارجية الأميركية لم تعط إجابة واضحة "عما إذا كنا سنعمل مع حكومة لا وجود لها لكن الولايات المتحدة تعترف بها أو عما إذا كانت الولايات المتحدة ستعمل مع حكومة الأمر الواقع التي أنشأها الحوثيون لكن الولايات المتحدة لا تعترف بها"؟

وأشارت المجلة الأميركية إلى أن التشيع الإيراني والقاعدة يختلفان جوهريا في العقيدة الإسلامية، لكنهما يشتركان في الإيمان بالحكم الإسلامي المطلق واستخدام العنف لدعم مساراتهم لتحقيق الهيمنة في جميع أنحاء العالم.

وأضافت المجلة: في محاولة لتوطيد سلطتهم السياسية، أقدم الحوثيون على حل مجلس النواب اليمني ونصبوا ابن عم زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي رئيسا جديدا للبلاد. لكن ابن عمه قد يكون مجرد رئيس صوري. فما هو ظاهر هو أن عبدالملك الحوثي هو المسؤول الحقيقي عن سيطرة الحوثيين على أجزاء من اليمن.

في خطابه الأخير، قال الحوثي إن من مصلحة كل القوى المحلية والأجنبية "تحقيق الاستقرار في هذا البلد". وهدد بـ"تداعيات على مصالح هذه القوى" إذا كانت هناك أي محاولة لزرع الفوضى أو الإضرار بهذا البلد. بالتأكيد أن تحذيرات الحوثي ليست موجهة للنظام الإيراني الذي يعتبر آخر التطورات في اليمن امتدادا لمنطقة نفوذه.

وأضافت إن إيران تمد حلفائها الحوثيين بالمال والسلاح والتدريب. العميد الإيراني باقر زادة تفاخر بانتصار الحوثيين في اليمن معتبرا أنه "انتصار تاريخي للثورة الإسلامية الإيرانية" ومع ذلك، فإن سيطرة الحوثيين هي أضعف بكثير من أن تمتد إلى البلاد بأكمله، على الرغم من تبجح الحوثيين ونفخ إيران لابواق الانتصار الكبير للثورة الإسلامية الإيرانية.

الحوثيون يتوسعون إلى مناطق في وسط اليمن القريبة من مناطق النفط والغاز في البلاد، لكن الفوضى تنتشر أيضا. الانفصاليون في جنوب اليمن يواصلون معركتهم الخاصة وقبائل أخرى في البلاد ترفض القبول بسيطرة الحوثيين على السلطة.

وتقول المجلة إن تغذية النسور على جثث الربيع العربي العابر، الذي منح بعض اليمنيين أملا كاذبا، ساعد في تقوية تهديدات القاعدة في شبه الجزيرة العربية أكثر من أي وقت مضى على الرغم من هجمات إدارة أوباما بالطائرات بدون طيار.