أفاد ديفيد باركس- مستشار إدارة الحكم في قضايا تقاسم السلطة في أميركا اللاتينية وشمال أفريقيا والشرق الأوسط- بأن جماعة الحوثي المسلحة عقدت الأزمة السياسية في اليمن وتهدد البلاد بأزمات مدمرة..

وأشار باركس- في تقرير نشرته صحيفة أوتاوا ستزن الكندية- أشار إلى محاولة اغتيال رئيس الوزراء اليمني/ خالد بحاح, ثم محاصرته ووضعه تحت الإقامة الجبرية من قبل الحوثيين في صنعاء..

وقال التقرير إن محاولة اغتيال بحاح واحتجازه غير القانوني- منذ أكثر من شهر- تأخذ أيضا موقعاً ضمن هذا السياق السياسي المُعقد.

وقبل قبول بحاح تولي رئاسة الوزراء، كان سفير اليمن في كندا- خلال الفترة من 2009 حتى 2014- ثم وزيرا للنفط، ومؤخرا ممثل اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة.

وأضاف: مثل بقية المجتمع العالمي، لدى كندا مصلحة في وجود يمن ديمقراطي يتمتع بالسلام. الأمر لا يقتصر على عدم الاستقرار السياسي الحالي الذي يجعل من الأسهل بكثير لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية التوسع وتعزيز عملياتها..

ولفت إلى أن اليمن تواجه أزمة إنسانية مدمرة, حيث أكثر من نصف اليمنيين يعيشون تحت خط الفقر و40 بالمائة من السكان عاطلين عن العمل وأربعة من أصل عشرة يمنيين يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وستة من عشرة أطفال يمنيين يعانون من ضعف في النمو.

وأشار إلى أن الأزمة الحالية منذ يناير الماضية تسببت في إغلاق جميع البعثات الدبلوماسية الغربية والخليجية في صنعاء وهناك احتمال كبير جدا جدا بأن المساعدات الإنسانية والتنموية سيتم تعليقها حتى تكون هناك بيئة سياسية أكثر استقرارا.

ونوه إلى أن لدى كندا علاقات مهمة في اليمن حيث لسنوات عديدة كانت نكسن أكبر شركة أجنبية تعمل في اليمن، وهي مسئولة عن حوالي 20 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، وهناك كثير من الكنديين يسافرون ويعملون في اليمن، وفي الآونة الأخيرة، دعمت الحكومة الكندية منتدى الفدراليات ليعمل مع المسؤولين اليمنيين وقادة المجتمع المدني حول قضايا تقاسم السلطة والمشاركة السياسية والمساواة بين الجنسين. كما مول الصندوق الكندي للمبادرات المحلية العديد من المشاريع الهامة في مجال الصحة والتعليم وحقوق الإنسان في اليمن.

خلال خمس سنوات من مهمته في أوتاوا، استطاع بحاح إقامة علاقة عمل وثيقة مع وزارة الخارجية الكندية. كان سفيرا نشطا ومحبوبا، لم يمثل مصالح اليمنيين المقيمين في كندا فحسب، بل انه استخدم التبادل الأكاديمي والثقافي من أجل بناء جسور التواصل بين البلدين.

وشدد باركس على ضرورة أن تنضم كندا إلى الدول الأخرى المطالبة بالإفراج عن خالد بحاح من الإقامة الجبرية غير القانونية. فهو لم يرتكب أي جريمة ولم توجه إليه تهمة بارتكاب أي مخالفات. فجريمته الوحيدة هي أنه أراد خدمة بلاده عندما طُلب منه ذلك.

وقال: كان خالد بحاح صديقا لكندا، فيجب على كندا أن تكون صديقة لخالد بحاح.