"أنا حرة".. صرخة أسيرة فلسطينية في وجه المحقق الاسرائيلي

2011-06-14 15:43:18 أخبار اليوم/ متابعات


 تتيح المخرجة والممثلة الفلسطينية فالنتينا ابو عقصة فرصة لجمهور المسرح لمشاهدة جولة من جولات التحقيق التي تتعرض لها الاسيرات الفلسطينيات في السجون الاسرائيلية من خلال مسرحية "انا حرة" التي شاركها في تقديمها على خشبة مسرح عشتار في رام الله الممثل اياد شيتي.
ويقدم الممثلان على مدار ستين دقيقة ملخصا معدا بعناية لما جمعته فالنتينا على مدار عام من البحث واللقاءات مع فلسطينيات خضن تجربة الاعتقال السياسي في السجون الاسرائيلية.. استمعت منهن الى ما تعرضن له خلال فترة التحقيق التي قد تستمر اياما واسابيع في بعض الاحيان تستخدم فيها الكثير من اساليب الترهيب والترغيب.
وقالت فالنتيا لرويترز بعد العرض "ما قدمته في المسرحية "انا حرة" جزء حقيقي مما تتعرض له الأسيرات الفلسطينيات في السجون الإسرائيلية وإنا شخصيا لم اعش تجربة الاعتقال ولكني بذلت كل جهد ممكن كي اتقمص شخصية الأسيرة خلال جولة من جولات التحقيق التي تتعرض لها الأسيرات."
وأضافت "لم أقدم تجربة أسيرة واحدة بل عملت بعد عام من البحث واللقاءات مع عدد من الأسيرات خلال مراحل مختلفة قبل الانتفاضة الأولى وخلالها وخلال الانتفاضة الثانية وعملت على إعادة صياغة هذه التجارب على مدار ثلاثة شهور لأقدمها على مدار ساعة من الزمن لذلك المسرحية عرض لجولة تحقيق واحدة."
ويبدأ العرض المسرحي لحظة دخول الجمهور إلى قاعة المسرح ليرى فتاة مكبلة اليدين والقدمين معصوبة العينين مربوطة الى عمود في زاوية المسرح يسمع صوت أنينها قبل أن يجرها السجان إلى غرفة مجاورة لتدخل بعد ذلك أمام الجمهور وقد بدت عليها آثار التعذيب على وجهها.
ويدخل بعد ذلك المحقق "اياد شيتي" لتبدأ جولة التحقيق التي تبدأ في تقديم نفسه كرجل يحترم حقوق الإنسان ويرفض ما تعرضت له الأسيرة من تعذيب إضافة إلى استعراض ثقافته الواسعة للأدب العربي ليبدأ مرحلة الترغيب مع الأسيرة في محاولة منه لانتزاع اعترافات منها.
وينتقل بعد ذلك إلى الترهيب من خلال التهديد بتشويه السمعة بتلفيق تهم تتعلق بممارسة الجنس وصولا إلى مرحلة العنف والاعتداء على الأسيرة بالضرب ومحاولة اغتصابها وتهديدها بجعل مجموعة من السجانين تغتصبها.
مشاهد عنيفة يشاهدها الجمهور على خشبة المسرح حيث يقيد المحقق يدي الأسيرة ويضع قدميه عليها إضافة إلى شد شعرها بقوة وإلقائها على الأرض ومحاولة خنقها إلى أن ينتهي بمحاولة اغتصابها.
وأوضحت فالنتينا أن ليس لجميع الأسرى والأسيرات مثل تلك الشخصية التي تقدمها في المسرحية والتي ترفض الاستسلام أو الاعتراف رغم كل أساليب التعذيب وقالت "بالطبع هناك أسرى وأسيرات يصمدون خلال التحقيق ويرفضون الاعتراف وهناك آخرين ينهارون ويعترفون تحت الضغط النفسي والجسدي."
وقال شيتي لرويترز بعد العرض "في البداية عندما عرض علي المشاركة في المسرحية تخوفت لأنه حتى تكون مقنعا يجب ان تقتمص الشخصية وليس سهلا أن تتقمص شخصية بينك وبينها صراع. عملت على دراسة أساليب التحقيق واستمعت إلى روايات من الأسرى والأسيرات حول ما يجري معهم خلال التحقيق والأساليب التي يتم استخدامها من قبل المحققين الإسرائيليين وانتهيت إلى تقديم النموذج الذي رأيته في المسرحية."
وأضاف "سأشعر بالرضا إن كرهني الجمهور في هذه المسرحية لأن ذلك سيعني أنني نجحت في أداء الدور."
ويرى المسرحي الفلسطيني ادوارد معلم أن العرض "جريء ولأول مرة يتناول المسرح الفلسطيني بهذه الواقعية قضية بهذه الحساسية التي تعاني فيها الأسيرة داخل السجن وبعد الخروج منه من خلال علاقتها بالمجتمع."
وتابع لرويترز بعد مشاهدته العرض "لقد نجحت فالنتينا وبجرأة أن تنقل شيئا واقعيا من ما تتعرض له الأسيرات داخل السجون وربما يكون ما قدمته رغم قسوته أقل بكثير مما يحدث مع الأسيرات داخل السجون الإسرائيلية. قد يكون الجمهور المحلي يعرف أو يسمع عن هذه القضايا ولكن ربما يشكل ذلك صدمة للجمهور العالمي."
ويستعد طاقم المسرحية لمواصلة جولة عروضه لتكون محطتها القادمة في مدينة الناصرة في الرابع من الشهر القادم بعد أن قدمت جولة من العروض في الرباط وعمان وحيفا ورام الله.
العرب أون لاين

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد