قال رئيس المنتدى العربي للدراسات والتنمية د. نبيل البكيري إن تكليف الأحزاب السياسية للرئيس عبدربه منصور هادي بتشكيل حكومة كفاءات أمر لا يقدِّم ولا يؤخر شيئاً من الواقع كون القرار الأخير سيكون لجماعة الحوثي التي تسيطر عسكرياً على الأرض.
واعتبر البكيري في تصريح لـ "أخبار اليوم" التوجُّه لتشكيل حكومة وما يتم من كلفتة سياسية الآن مجرد نوع من الخداع والإنتاج الديكوري لـ"شرعنة" واقعٍ آخر تحكمه المليشيات الحوثية التي تسيِّره أموره وفق استراتيجيتها.
وأكد أن الحكومة القادمة ستديرها مليشيا الحوثي وبالتالي لن يكون هناك أي نجاح أو جديد سوى الانفلات الأمني ومزيدٍ من الانهيار الاقتصادي وربما مزيدٍ من الحروب الأهلية.
وأشار إلى أن الحكومة القادمة ستكون حكومة أمرٍ واقع ليس لها أية سلطة على الأرض بمعنى أنها سلطة صورية لا تَقوى على التعامل مع الواقع المعقَّد سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ــ حسب تعبيره.
وقال البكيري : إنه لا يعوِّل على أية حكومة قادمة وإن كانت حكومة كفاءات كون البلاد كلها تحت قبضة المليشيات التي أصبحت تُسيطر وتحكم وتفرض قوانينها الخاصة في إدارة الشأن العام عبر التوسُّع المسلح في المناطق وفرض واقعٍ احتلالي الأمر الذي لا يمكن في ظله الحديث عن عملية سياسية في الوقت الراهن.
وأضاف: إنه في ظل سيطرة الحوثي فلن تفلح أية حكومة قادمة ولو شارك فيها أفضل خبراء العالم, إذ أن أي عمل سياسي سيلتزم وجود سلطة حقيقية للدولة وببسط نفوذها على الأرض والسيطرة على سلطاتها الأمنية والعسكرية.
وأفاد بأن ما يحدث الآن في اليمن هو غياب للدولة وانهيار لسلطتها وسيادتها على أراضيها.
وأفاد رئيس المنتدى العربي للدراسات والتنمية أن الحديث عن مخرجات مؤتمر الحوار الوطني أصبح حديثاً عن مرحلة تاريخية مضت ولن تعود إلا في إطار نضال جديد ينبني على أساس إعادة هيبة الدولة وسيادتها واستعادة قدرة الحكومة على القيام بمهامها الدستورية والقانونية, مشيراً إلى أنه لا وجود للدولة ولا للحكومة ولا لسلطتها على أرض الواقع, فيما هناك ميليشيا هي التي "تشرعن" أعمالها في ظل غياب الدولة وتملأ هذا الفراغ الذي تشهده البلاد.
وفي سياق متَّصل وصف القيادي البارز في أحزاب اللقاء المشترك الأستاذ/ محمد الصبري الحكومة القادمة بأنها حكومة احتلال..
وقال القيادي في الحزب الناصري محمد الصبري ـ في منشور له على صفحته في الفيس بوك ـ "إن انسحاب المليشيات التي تحتل العاصمة ومدن يمنيه أخري كما جاء في خطاب الرئيس يجب أن يكون مطلباً وشرطاً وطنياً وإقليمياً ودولياً كي لا تأتينا حكومة احتلال".
وأضاف:" يكفي هذا البلد دماءً وعجزاً وفشلاً, لسنا ناقصين" , مؤكداً أنها "حكومة احتلال ومشاكلها وما ستفرضه على اليمنين من أشكال مقاومة مشروعة"....
