النصوص النثرية في مؤلفات الأديب سامر المعاني

2015-01-28 16:23:41 أخبار اليوم/ ثقافه خاص

تقول الشاعرة والإعلامية اللبنانية امل ناصر: هذا المرهف الحس، المنغمس في حماسه، ينساب مع إيقاعات كتاباته بقدر انسيابه مع إيقاعات نفسه الوالهة الفيّاضة بمعاني الجمال والحريّة والقيم الإنسانية المثلى. وجدانية هذا الكاتب لا تخلو من الشفافية والصَّفاء. فهي ترفل بأثواب العرائس وتضجُّ بالرِّقّة والسلاسة. كما أنَّ صدق انفعال الكاتب يجعل أعماله جداً قريبة إلى لغة الشعر، فقد أتحفنا بباقات من الصُّور التي تشهد له بالبراعة الفنية والأدبية. ويحاصرنا في لجَّة أمواجها ويعود بنا إلى شاطئ تعابير متناغمة وجذابة فيها رصانة لفظ ورزانة معنى وعذوبة أسلوب. أحلام الكرى كتاب نقرأه فنسمع صهيل خيلٍ ووقع حوافرها، نرى بريق سيوفٍ وعرس أبطال. نحسّ برمزية المعاني وفصاحة اللغة والألفاظ البيّنة. وقد تدفَّق سامر المعاني تدفق النَّهر في كتابته البديعة فكان طلق البديهة، في سطوره واحة سكونٍ وتجرُّدٍ وتشخيصٍ لتعطشاته المترفِّعة. 

تراتيل الروح

يُصبحُ الصراخُ أحياناً نعمةً عظيمةً فقد يُفسد ذلك السِر المكنون في نفسكَ أو يجهض ذلك الهم المُمزق في جسدك وروحكَ حين تشعر وكأنه يتربع في شرايينك وان صدرك لم يعد يحتمله,  بإحساس بأنه سيقتلك أذا لم تصرخ وتخرجه من أهات روحك.. فالصراخ هو الحل الوحيد حيث لا قيمة للنقاش أو إعلان ما بداخلك, فلن يشفي صدرك سوى الصراخ بأعلى صوت تسمعه الأشجار والطرقات وتحمل صداه الرياح ليصل لكل الناس لكن دون أن يفهموه.

2

بينما يقول الشاعر الأردني عبد الرحيم جداية: يفرز الأديب سامر المعاني في الكتاب بنصوصه النثرية طبيعة الثنائية الإنسانية والروحية بين نصفي المجتمع بشقي الحياة فإذا تفرق اختلاف الكون وإن اجتمع على أسس الحب والرحمة تجانس الكون في الذكر والأنثى فجعل الله بينهما المودة والرحمة ليسكنوا إليها وهذا هو الحلم الأول الذي نشده الأديب سامر المعاني في نصوصه النثرية.

وثاني هذه الأحلام آن تكون سيدة قصر الهوى , وهي نشوة المساء وهي السلوة لأشواق وهي الحضن الدافئ الذي يحتويه الباحث بأبجديات المرأة والحب والهوى لتحرير النظرات وهي البداية والغرور والصبا والجاذبية وهي من ينتظر منها أن تقول له احبك .

وتصف مفردات نصوصه النثرية حلمه الثاني.. المرأة بهذه الصفات الجمالية العليا والإنسانية الراقية متوثبة تواقة تعرف أحاسيسها وترسم مشاعرها كما رسم المعاني أحاسيسه ومشاعره على ضباب الزجاج.

وفي أحلامه يسأل وهل تقابل الذكورة المعنى الجليل للأنوثة؟ هذا السؤال اللغوي حينا، والاجتماعي حينا أخر، والأسطوري الأبدي في مراحل الحياة أجاب عنه الكثيرون وتعددت الآراء إلى أن جاء توفيق الحكيم في مسرحيته (عصفور من الشرق) ليميز بين الذكورة من الرجولة، أما سامر المعاني في أحلامه المتعددة لم يغب عنه جمال مفهوم الرجولة حلمه الثالث الذي يرتقي بالفروسية ويعلو بالعشق حين يرسم الزهور والندى فالرجل في نصوص سامر المعاني النثرية هو الإنسان لا البشري هو المشاعر لا الطين, هو الروح الحرة الطليقة لا تلك المكبوتة في صلصالها, فالرجل حالم متعدد الأحلام , شاعر مغني, خياله محلق يوقظ الأحلام من نكبات العمر, هو صانع الوفاء , يرسم على الضباب يكتب أبجديات الحب, يعرف مداخل القلوب, يعرف أيام القصيدة وكنز الأسرار ببوح الحقيقة فأحلامه نزهة, وقصائده توردت بأغاني اللقاء لهذا يعرف الأديب الرجل المتكئ في روحه ويسبح في شرايينه, يعرفه وطن الذكريات حيث الابتسامة والأغنية والحب.

خاطرة المساء


 - ها هي أناقة الحواس  تلتقط من بريق الكلمات أنغام السحر, فتتوسد الحروف له أنوارا كما القمر, ليسامر الجفون الناعسة بالحنين بالزهر, ليبقى الليل ظل القصيدة وروح الوتر, فلا شيء سوى السهر والحب ينير وجه القمر.

خواطر الفجر

أمام المرايا وعلى لسان الأغاني و ضحكات الصَفصاف أنا لا أشبه نفسي, نسيم فجر اليوم يبرئ كل عليل, أنفاس طاهرة للصلاة  اغتسلت من ندى الزهر سبح بعبيرها نور وفي شذاها جملت حروفي و أسمي.

همس الحنين

عانقيه بلا عتاب, ارتقي بعطره السارح في المدى صوب السحاب, اهمسي في انصهاره بين ضلوعك, لم تجف عيناي بعد صمتك الساكن في روحي . فرغم الرحيل صوب الغروب كانت قيثارة الحنين تزورني كل مساء, تسكن أرجوحة الأطفال عند عتبات الربيع بين أشجار الصنوبر تهزني إلى أقصى ارتفاع فأنام ضاحكةً وأنا أنادي اسمك من أعماق هذياني أوقفها أوقفها حبيبي...

*

موطن الياسمين

- ليس للمكان فضل علينا نحن من أحياه

والياسمين لولا سقيانا لضاع سناه

والشعر حين احتبس من شهدنا أنطقناه.


*

مررت والفجر يبتسم قُبلته الأولى لأشارك الياسمين ولادته, فكتبت على أول أوراقه الناعسة احبك. وعندما اشرأب النور وجدت على وجه الورقة الآخر وسمَ اسمك.   

موطن الروح

- أرجوك دع المكان فانا لا اعرف وطن غيره.. في هذا المكان ما زلت أجمع أجزائي المبعثرة وامسح غبار أنفاسي من مسافات الصيف, وأنا اتبع أثرك الذي كان يتوقف هنا, فعطر الياسمين ما زال عالقا في المكان منذ عمر الربيع في حياتي.

3

كما تبين الدكتورة الشاعرة إيمان العمري جزالة اللغة حيث تقول:

سامر المعاني لا تخونه الكلمة ولا ما وراءها حيث أنه متصالح مع لغته الأنيقة ويهندس ما يجول في وجدانه فيصنع لك نسقا بهيا, وبوعي الغواص الماهر يستطيع أن يقدم لك المحارة لتلتقط لؤلؤتها وهذا لعمري روعة الاستمتاع في الذائقة الأدبية---

سامر المعاني إذ يلملم الكثير من التفاصيل بومضة واحدة إنما يقول لقارئه افتح المطلق ---وانطلق..

 

   *على هوامش الأوراق كتبتُ جلَّ أحلامي.. فدائماً أحلامنا توضع على هوامش الوقت.

 * تتعثر الأفكار من حولي.. اشعر بإفلاس الحروف في ناصية روحي.. حتى تصبوَ ابتسامتك فأصنع من صمت الحروف رواية.

*لا تُغمض عينيك عندَ المفاجأة.. فجمالها بالدهشة الأولى.

ســـامـر الـمـعـانـي

قصة بحث

أفتش عنك في القوافي المُسـتترة

بين رموشِ الحروفِ المــتوتـرة

وفـي دقـاتِ قلــبِ الياسـمين

أفــتش عنـك في ألوانِ ألجوري

في ضـفافِ قوسِ قزحٍ مُنـــحني

على جنبات الطرقات والمياديـن

أفتش عنك في ريشــةِ رســـام

بين هذيانِ الـكرى والأحـــلام

في سُقيا الــكرومِ والبـسـاتين

تتمحص أسرار رســـائل البريد

في خطـواتِ الفـجرِ الـولـيـد

في هدايا أعيــادِ الحـالمــين


أفتش عنـك في ستائرِ النـــسيان

في دمـوعِ الضياعِ والاستيـــطان

وفي عيونِ الرجـالِ الثــــائرين

بين آهاتِ وجـــعِ الاغـــتراب

في ملاجئ تراكم فوقها الخــراب

وفي خيوطِ شيــب المضــطهدين

أفتش ...........................................

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد