نتائج المرحلة الأولى لحرب الحصبة "122" شهيداً وخسائر تقدر بثلاثة مليارات ريال

2011-08-15 17:48:04 تقرير/ عدنان هاشم –عمر العميسي


119 شهيدًا وشهيدة من المدنيين ولا تزال ثلاث جثث مجهولة الهوية حتى اللحظة ليكون الإجمالي 122 شهيدا وشهيدة ، ومليارين وسبعمائة واثنين وتسعين مليوناً ومائة وواحد ألف ريال إجمالي الخسائر التي تعرض لها سكان الحصبة، ولم يشمل التقرير الذي أعده منظمة هود وأعلن عنه في المؤتمر الصحفي يوم أمس منزل الشيخ الأحمر وقناة سهيل الفضائية، وتتحدث المنظمة أنها تقدمت برسالة إلى وزارة الداخلية لتقديم تسهيلات لفريق التحقيق في حصر الأضرار الذي تعرضت لها المنشآت الحكومية، وقابلتهم بالمنع و المضيايقات في عملهم من قبل طلاب الكلية الحربية وآخرين من المتواجدين في المنطقة .
إن الأرقام الموجودة في هذا التقرير هي أرقام متواضعة مقارنة بالخسائر الحقيقية الإجمالية لأنها ترصد جزءاً يسيراً من آثار الدمار الذي حل بالمنطقة، كما أنها تسجل الخسائر المباشرة والأكيدة ولا ترصد الخسائر الحقيقية المتضمنة خسائر آثار النزاع وخسائر قيمة أدوات الحرب ومصاريفها ولا خسائر نزوح المدنيين، علاوة على أن خسائر الأرواح لا يمكن أن تقدر بثمن.
ولا تزال أغلب أحياء منطقة الحصبة تعاني من انقطاع كامل للخدمات الأساسية من ماء أو كهرباء، إضافة إلى الهاتف الأرضي والإنترنت.
يشير التقرير إلى أن هود تلقت استغاثات من أهالي الحي لإسعاف المصابين أثناء عمليات القصف، كما تفاعلت مع المتضررين من سكان الحي ووجهت نداءات لأطراف الصراع بالسماح بنقل الجرحى حين لم يتمكن من إسعافهم أحد جراء الاشتباكات العنيفة والمتواصلة،وأفاد شاهد أنه أثناء الاشتباكات كان مارا مع مواطن آخر خلف مبنى المساحة ووزارة التجارة، حيث تعرض رفيقه لإطلاق نار من قبل مسلحين بزي الحرس وعجز عن إسعافه بسبب إطلاق النار باتجاهه، حيث بقي في مكانه ينزف أكثر من خمس ساعات 
 وفي ظل هذا الوضع المأساوي والمحزن كان مصير الكثير من الجرحى المدنيين هو الموت لعدم قدرة أحد على إسعافهم وتقديم الرعاية اللازمة الطبية لهم، بل أن بعض الجثث ظلت مرمية على قارعة الطريق لفترة وصل بعضها لستة أيام وربما أكثر حتى تحللت جثث الموتى في الشوارع ومنهم من تحللت جثته أمام منزله دون رحمة من القذائف التي لم تترك فرصة للأحياء لمواراة جثامين أمواتهم الثرى أو حتى لملمة الأشلاء.
 ومن هؤلاء الشهيد أحمد الرحبي الذي قتل أمام منزله بتاريخ 2/6/2011م حيث بقيت جثته ملقاة أمام منزله لثلاثة أيام بعد وفاته كما يفيد أقاربه.
وعلى الرغم من أن سكان المنطقة من المهمشين كانوا واضحي الحياد إلا أنهم تعرضوا للقصف وتعرضت منظمة مجتمع مدني خاصة بالمهمشين للقصف أيضاً وسقط منهم قتلى وجرحى أصيبوا بإعاقات دائمة ولا تزال جثث بعضهم في المستشفيات بدون دفن حتى نشر هذا التقرير وقال شاكون منهم أن مسئولين عرضوا مبلغ عشرين ألف ريال يمني لكل جثة مقابل دفنها.
وفي غضون ذلك تلقت هود شكاوى من الطواقم الطبية التي قامت بإسعاف الجرحى بأنها تعرضت لإطلاق نار ومنعت من إسعاف الجرحى وتم خطف بعضها مع طاقمها الطبي وقتل المسعف عبد السلام المعمري داخل سيارة الإسعاف وأصيب جميع من كان معه فيها من مسعفين وهو الأمر المخالف للشريعة الإسلامية ولتعهدات اليمن الدولية في المواد(14-23) من اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب.
 كما قتل المصابون الذين كانوا في السيارة، وبقيت جثث مواطنين مرمية في الشوارع ولم تقم أي جهة بانتشال الجثث من الشوارع إلا بعد توجيه هود نداءً للصليب الأحمر بعد حصول هود على صور لجثث متحللة في الشارع.

يشار إلى أن الفريق الميداني تكون من المحامي صالح المريسي,والمحامي احمد الرحابي والمحامي علوي الحبابي,بالإضافة إلى المهندس وجدان الحكيمي والمهندس مالك الدعيس,وراجعه قانونيا المامي أحمد عرمان والمحامي عبدالرحمن برمان,وتولى صياغته الصحفي موسى النمراني.
وتحدث رئيس الفريق الميداني المحامي صالح المريسي،في المؤتمر الصحفي,عن الأخطار والمتاعب التي تعرض لها الفريق،وأبرزها منعهم من النزول إلى عدة مناطق منها منطقة حدة ومنطقة جوار وزارة الداخلية، كما لم يجد الفريق تجاوبا من الجهات الحكومية المتضررة بحيث تعذر رصد أضرارها ثم تم تقسيم المناطق المستهدفة إلى ثلاث مناطق شمل الحصر المنشور في تقرير المرحله الأولى.
في شهادات سكان منطقة الحصبة, اعتبر المحامي علوي الحبابي ما تعرضوا له بمثابة عدوان جماعي لكل السكان وليس لمنزل الأحمر فقط,مشيرا إلى تعرضهم لعقاب جماعي وقطع للخدمات الاساسيه بما فيها الكهرباء.
وذكر انه وعند مقابلتهم أمين العاصمة بشأن إرجاع التيار الكهربائي,رد عليهم"طز فيكم",مناشدا أمير دولة قطر والمجتمع الدولي بالتدخل لإغاثة النازحين من بيوتهم.
بدوره تحدث إبراهيم جوده عن قصف الحرس الجمهوري لمنزله المكون من سبعة طوابق واقتحامه من قبل قوات مكافحة الارهاب ونهب محتوياته.
فيما أشار حمود جديمه إلى اقتحام منزله واحتلاله من قبل الحرس لمدة "12" يوماً.

أولا: أعمال القتل والاعتداء التي تعرض لها السكان المدنيون
سجل فريق هود أسماء 119 شهيداً وشهيدة من المدنيين ولا تزال ثلاث جثث مجهولة الهوية حتى اللحظة ليكون الإجمالي 122 شهيدا وشهيدة كما سجل الفريق أسماء 520 جريحاً تحتفظ المنظمة بأسمائهم حرصاً على سلامتهم وبناءً على طلب البعض منهم عدم نشر إسمه
كما سجلت المنظمة وقائع اعتقال خارج القانون لمسعفين ومواطنين عاديين تصادف وجودهم في منطقة الحصبة أو محيطها وقت الأحداث أو أشخاص يشتبه في علاقتهم بالأحداث لكن دون توجيه أي تهم إليهم أو إحالتهم إلى النيابة أو حتى تسجيل أسمائهم في المعلوميات الرسمية للمنشآت الحكومية القائمة على اعتقالهم التي ترفع للمسئولين وتحال للنيابة وهو مخالف لنص المادة السابعة من القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء التي اعتمدها مؤتمر الأمم المتحدة الأول لمنع الجريمة ومعاملة المجرمين المعقود في جنيف عام 1955م، وأقرها المجلس الاقتصادي والاجتماعي الذي تعد اليمن عضوا فيه بموجب عضويتها في المجتمع الدولي وتعهدها باحترام كافة مواثيق الأمم المتحدة والقوانين الدولية العامة في المادة السادسة من الدستور التي تنص على (تؤكد الدولة العمل بميثـاق الأمم المتـحـدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان وميثـاق جـامعة الدول العربيـة وقواعد القانون الدولي المعترف بها بصـورة عامـة.)

ثانيا :- الاعتداء على منشآت مدنية ومنازل لمواطنين ليس من بينها منزل الشيخ الأحمر لا يزال أغلب تلك المنازل مهجوراً، يبحث عن ساكنيه،بعد أن دمرتها آلة الحرب الصالحية، ويشير التقرير إلى أن فريق منظمة هود تعرض للمنع من قبل طلاب الكلية الحربية وآخرين ومنعهم من مواصلة رصد الانتهاكات والخسائر


ثالثاً :-أنواع الأسلحة
وأستعان فريق المنظمة بخبير عسكري قام بمعاينة الأسلحة التي قامت بالقصف في حين منع الفريق من حصر الأضرار وأنواع الأسلحة في المرفقات الحكومية.

يشير التقرير إلى أن فريق هود حاول الوصول إلى كل المناطق المتضررة من القصف ولقي الكثير من الأخطار والمتاعب والعراقيل من قبل الأطراف المسيطرة على المناطق حاليا ومنع الفريق من النزول إلى عدة مناطق منها منطقة حدة ومنطقة جوار وزارة الداخلية، كما لم يجد الفريق تجاوباً من الجهات الحكومية المتضررة بحيث تعذر رصد أضرارها ثم تم تقسيم المناطق المستهدفة إلى ثلاث مناطق شمل الحصر الموجود في هذا التقرير المرحلة الأولى وتخطط المنظمة لإنجاز البقية على مرحلتين بحيث تكون مناطق سكن المدنيين في محيط وزارة الداخلية وحي النهضة ومنطقة حدة مرحلة ثانية والمنشآت الحكومية مرحلة ثالثة.
لاحظ فريق هود وجود مساجد ومآذن متضررة من القصف الذي تعرضت له بشكل مباشر ومقصود، منها مسجد رابعة العدوية ومسجد القشيبي ومسجد الزهراء ومسجد منزل الشيخ الأحمر.
كما لاحظ الفريق آثار دمار حلت بأفران الخبز في المنطقة.
وتقدمت مواطنة بشكوى لفريق هود مفادها قيام جنود الحرس باقتحام منزلها وكان من بين المنهوبات نهب ألبوم صورها الخاصة وقاموا بتوزيعها في الحارة
وحصل الفريق كما يضيف التقرير على شهادات مواطنين بأنهم رأوا قوات تابعة لمكافحة الإرهاب تقتحم مكتب شركة سماء للإنتاج الذي تعمل من خلاله قناة سهيل وهي شهادة مدعومة بأنباء وسائل الإعلام الرسمية التي أكدت وجود قوات من مكافحة الإرهاب تشارك في العمليات القتالية في المنطقة.


الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد