والحقيقة لقد تخلت الدولة عن الدستور والقانون وعجزت عن صناعة موقف رافض لهذا الاضمحلال وهذا التردي المخيف، ومثلها فعلت التعددية السياسية والحزبية التي استخذّت للراحة والدعة وتركت الانهيار يزداد، فيما هي تبحث عن مصالحها الذاتية وتخون دماء رفاق ومناضلين وقوى سجنت وتشردت بفعل نضالها، وهزمها إخوتها ورفاقها في النضال.
هذه الرمسسة جارحة للشعب، وتخلٍّ سيئ عن معركة وجودية وارتهان لما هو خارج النضال الوطني، وكذب وزيف وادعاء أن ثمَّة عملًا برامجيًا يبدع ويحقق نجاحات.
(بلغ السيل الزُبى)، الوطن يغرق وثمَّة (نغم على ضفاف النيل ينتصر.)
ومن المعيب والمخزي والمخجل أن تكون القوى التي تحت سطوة الحوثي أكثر مواجهة وتحدياً ورفضاً من الدولة والتعددية السياسية فيما يسمى بالمناطق المحررة.
عيب كبير أن يتحمل المشقة من لا مرتبات لهم وجوعى ومغلوبون على أمرهم ويرفضون ويواجهون ويقاومون فيما الخارج النضالي - والله من العيب أن نطلق عليه نضالياً - لكنه الزمن الغرائبي الذي أوصلنا إلى هكذا انحدار قيمي ووطني وديني أيضا.
(وإن غداً لناظره قريب).