وزير الأوقاف في حوار لـ"أخبار اليوم":

نواجه العديد من العراقيل والعقوبات بسبب الظرف الاستثنائي ولم نقف مكتوفي الأيدي

2018-08-12 03:36:55 أخبار اليوم/ خاص

 

حرصت وزارة الأوقاف والإرشاد، ممثلة بقيادة الوزارة وقطاع الحج والعمرة على بذل كل الجهود في الارتقاء بخدمة الحجاج وتسهيل أدائهم لهذه الشعيرة بيسر وسهولة، حيث باشرت الإعداد والتحضير لها عقب موسم الحج الماضي وافتتحت مكتب دائم لشؤون الحجاج بمكة المكرمة ولا تزال جهودها جارية في هذا المضمار على قدم وساق ونالت الوزارة نتيجة لذلك الكثير من الشهادات والإشادات من الجهات ذات العلاقة في الجانب السعودي ومؤسسة الطوافة وكذلك الحكومة الشرعية و يقول معالي وزير الأوقاف والإرشاد القاضي د. أحمد عطية رئيس بعثة الحج اليمنية الذي تحدث لصحيفة "أخبار اليوم" بأن قيادة الوزارة تسعى للمزيد من الارتقاء والتميز..
وفي الحوار تفاصيل أوفى:
حاوره/ قائد الحسام
• البداية من لقائكم برئيس الوزراء وتقديم تقرير كامل عن استكمال ترتيبات بعثة الحج لهذا العام فما الذي تم حتى الآن؟
لقد حرصنا هذا العام أن نُعلن بدء تسجيل الحج في وقت مبكر مطلع شهر مارس، حتى نُعطي فرصة كافية للحجاج لتدبر أمورهم، وكنا قبل أن نُعلن قد بدأنا في التنسيق ووضع اللمسات الأولى لترتيب الاستعدادات لهذا الموسم، ذلك أن لدينا مكتب لشؤون الحجاج اليمنيين ومقره مكة المكرمة يعمل على مدار السنة، فبعد أن انتهينا من موسم حج العام الماضي بدأنا نتجهز لحج هذا العام، وفعلاً فقد أعلنا الانتهاء من كافة الترتيبات لحج هذا الموسم في وقت مبكر، وانتهينا من كافة الترتيبات فيما يتعلق بالسكن والإعاشة والنقل وتشكيل اللجان المختلفة وفق أعلى المعايير والمواصفات. وها نحن نشهد حاليا تدفق الحجاج اليمنيين بيسر وسهولة إلى الأراضي المقدسة دون تكدس أو عراقيل.
• للحرب أدواتها..
• وجهتم دعوة للخطباء لتبني خطاب يوحد الصف وينبذ الفرقة والعنصرية فما أهمية هذا الخطاب اليوم في ظل الحرب وتكريس المناطقية والعنصرية من قبل البعض؟
الخطاب الديني المعتدل الذي يوحد الصف وينبذ الفرقة والعنصرية، تتجلى أهميته من خلال المفردات المتصفة به، والحرب لها أدواتها، ومن أدوات الحرب مواجهة الفكرة بالفكرة، والخطاب الوسطي له أهمية في مقارعة الفكرة المشوهة التي يسوقها البعض في تعميق هوة العنصرية؛ والشعب اليمني شعب متدين بالفطرة، ويستمع بأذن واعية لقول الخطباء والعلماء والمرشدين الذين هم نواة المجتمع، وحين تأتي دعوات التسامح ووحدة الصف منهم فإنها ستكون لها أثرا في قلوب الناس. ونحن في وزارة الأوقاف والإرشاد مهمتنا ترشيد الخطاب الديني.
• إشادة الكثير من المتابعين بالنجاحات التي حققها معالي الوزير ووزارته وآخر تلك الإرشادات إشادة رئيس الوزراء ومسؤول في مؤسسة الطواف العربية إضافة إلى الجانب السعودي وغيرهم لمن تهدي هذا النجاح؟ وهل يعني رضاكم عن كل ما قدمتموه؟
نهدي هذا النجاح لفخامة رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي الذي يتابع مسيرة الحج خطوة بخطوة، وكذلك نائبه ودولة رئيس الوزراء، وللشعب اليمني عامة، وهذا النجاح قد تم بفضل الله ثم بالجهود الكبيرة التي يقوم بها قطاع الحج والعمرة في الوزارة طوال السنة من ترتيب وتنسيق وإعداد وتجهيز ومتابعة حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه، ونحن راضون عن ما قدمناه، ولكننا لن نقف عند هذا الرضى، فهذا العام قمنا بإضافات متميزة، وتلافينا بعض المشاكل التي حدثت في العام الماضي، كل ذلك من أجل تقديم خدمة أفضل لحجاجنا حتى يؤدوا مناسكهم بيسر وسهولة.
• ظرف استثنائي..
• ما هي أبرز العقبات والعراقيل التي تواجهكم في الوزارة عموما والحج خصوصا؟وكيف يمكن تجاوزها؟
هناك العديد من العراقيل والعقبات التي تقف أمام الوزارة؛ ذلك أن نعيش في ظرف استثنائي، في ظل الإنقلاب الحوثي على الدولة، والاستيلاء على العاصمة صنعاء، ومقر مؤسسات الدولة بما فيها مؤسسات وزارة الأوقاف، ما جعلنا نعمل بعيداً عن مكاتب الوزارة وبأدوات بسيطة، بالإضافة إلى تشتت الكادر الوظيفي، وغياب الموازنة العامة، فالوزارة ليس لها ميزانية، وغيرها من العقبات. ولكن هذه العراقيل لم تجعلنا نقف أمامها مكتوفي الأيدي، فنحن نعمل بما هو ممكن ومتاح، وقطاعات الوزارة كلها تعمل، ومكاتبنا في المحافظات الخاضعة للشرعية تؤدي مهامها وفق المتاح كما أسلفت.
إن الوزارة تبذل جهوداً كبيرة للارتقاء بأداء عملها بجميع قطاعاتها، وذلك بفضل الله ثم بعمل خطة تتجاوز التحديات والظروف للنهوض بالأداء الوقفي والتميز في خدمة الحجاج اليمنيين وتفعيل القطاع الإرشادي وبقية القطاعات فيها.
أما فيما يتعلق بالحج كان ثمة بعض العراقيل كعدم تعدد المنافذ ومركزية الوكالات في العاصمة صنعاء وعراقيل تتعلق بالتغذية والسكن والنقل، وقد تم معالجة ذلك من خلال التنسيق مع الجانب السعودي لزيادة الطاقة الاستيعابية لدخول الحجاج اليمنيين، وفيما يتعلق بالوكالات فإننا اعتمدنا وكالات أخرى في عدن وحضرموت والمهرة وسقطرى وغيرها من المحافظات تيسيراً وتسهيلا على الحجيج، وفيما يتعلق بالخدمات فقد حرصنا هذا العام أن يكون وفق أعلى المعايير والمواصفات، سعياً منا للتميز والريادة.
• على الرغم من كثرة الإرشادات والشكر للوزير النشيط ولوزارته المتميزة إلا أن هناك من يقول إن حج العام الماضي لوحظ فيه قصور وبعض السلبيات وبيع للتصاريح فهل من توضيح؟
عادة تقييم العمل لا يأتي إلا من خلال الأرقام والتقارير والمراقبة الميدانية والفاعلية في الأداء والسرعة في إنجاز المهام، ومطابقة النتائج للخطة المسبقة، ثم الرضى من المستفيدين والجهة المنظمة وطواقم العمل المشتركة.
نحن لا نلتفت كثيراً لمن يرجفون بشائعات كاذبة ونستغرب ممن يصدقها وهو لا يطلع على التقارير التي تشهد بنجاحنا.. صحيح حصل (بعض) السلبيات كما قلت أنت في السؤال وهذا البعض لاصق بالفعل البشري المتصف بالتقصير والخطأ، غير أننا لن نقف عند هذا البعض بل إننا عالجناه واستفدنا منه في سبيل تحقيق التميز. والغريب أن البعض يحاكم الناس بالبعض ويغض طرفه عن الأغلب.
وكما أسلفت فإن الميدان هو الشاهد، فإننا تلقينا إشادة من الجانب السعودي بتميزنا في العام الماضي وهم المنظمون للحج والمراقبون له، فعملنا هو الذي ميزنا وجعلنا نستحق هذا التكريم.
أما فيما يتعلق بزوبعة التصاريح، فهي منحة سعودية عددها ٤٠٠ تصريح حصلنا عليها العام الماضي وهي مخصصة للنازحين، وكما تعلم فإن عدد اللاجئين اليمنيين في السعودية ما يقارب مليون، والعدد الذي منح لنا لا يساوي شيئا أمام هذا الكم من الناس، وهو ما أدى إلى غضب البعض لأنه لم يحصل على تصريح.. ولا صحة لمن يقول تم بيعها.
• حج هذا العام يأتي نتيجة سلسلة من الجهود الجبارة والعظيمة لعدة أشهر للجهاز الفني والإداري للوزارة عموما وقطاع الحج والعمرة خصوصا فما الذي يميز حج هذا العام عن الأعوام السابقة؟
في هذا العام حرصنا أن نستفيد من بعض الإشكالات في العام الماضي وعملنا على حلها، بالإضافة إلى أننا عكفنا من بعد انتهاء الموسم الماضي على تطوير الخدمات التي ستقدم لحجاجنا في هذا الموسم، ولعلي هنا أتحدث عن أهم الخدمات التي تم تطويرها وهي نظام السكن فقد حرصنا أن يكون بأفضل الفنادق من أربعة نجوم فما فوق وأن تكون الغرفة تتسع لأربعة وفيها (دورة المياه) الخاصة بها، كما أننا حرصنا أن تكون بالقرب من المشاعر المقدسة... ونظام التغذية فقد أنزلنا مناقصة ووقع الاختيار على ٨ مطابخ من بين 21 مطبخ وفق أعلى الشروط والمواصفات، وأخذنا ضمانات منهم تسهل لنا عملية عقابهم في حالة تقصيرهم، كما أننا عززنا من مفهوم المراقبة على المطابخ فبالإضافة إلى اللجان المشكلة من قبلنا، أعطينا الحاج مساحة كافية للرقابة من خلال تسليمه مطوية فيها وصف وجباته اليومية وفي حال وجد أية قصور يبلغنا مباشرة، أما نظام النقل فقد أنزلنا مناقصة وفق شروط الوزارة ومعاييرها واشترطنا أن تكون الحافلات من موديل ٢٠١٥ فما فوق، وفيها جميع وسائل الراحة للحاج، بالإضافة إلى أننا حرصنا أن يكون النقل في هذا العام وفق نظام المرابطة؛ فالحافلة التي تأخذ الحاج من اليمن هي ذاتها التي تنقله في المشاعر المقدسة وهي التي تأخذه إلى المدينة ثم تعود به الي ارض الوطن وهذا تسهيلا على الحاج وهناك العديد من التفاصيل التي يطول شرحها.
• لجان رقابة..
• كثيرا ما كان الحاج اليمني في الماضي يقع ضحية نصب لوكالات الحج التي لا تتقيد بالشروط والمعايير إلا ما رحم الله هل لديكم آلية واضحة للرقابة على هذه الوكالات وسير عملها ابتداء من خروج الحاج من منزله وحتى عودته بعد إتمام الحج؟
هناك لجان رقابة باستمرار ومحاضر وتقارير ترافق الحاج من قبل التسجيل وتراقب أداء الوكالة في عملية التسجيل، وتُسجل وتُدون كل الملاحظات، كما أن هناك رقابة ترافق الحاج خلال رحلة النقل من خلال الرقابة على الشركات الناقلة وعلى الوكالات ومدى انضباطها وإشرافها على الحاج وعلى الباص، كذلك في هذا العام تم إضافة لجنتي رقابة: لجنة للرقابة على الإعاشة ولجنة للرقابة على المساكن، وكل هذه تعمل وفق آلية محددة وأصدرنا بها قرار قبل تدشين أعمال الموسم.
• كيف تفسر الإقبال الكبير لليمنيين على الحج رغم الظروف الصعبة؟
الشعب اليمني شعب محافظ ومتدين بالفطرة، ورغم الظروف الصعبة فإنهم يقبلون على الحج رغبة بأداء هذه الفريضة التي هي الركن الخامس من أركان الإسلام، نسأل الله العون والسداد لهم والخروج ببلادنا من هذه الظروف الصعبة من خلال دحر الانقلاب وعودة مؤسسات الدولة لأداء عملها على أكمل وجه، واستعادة عافية الوطن بعد هذه الجراحات.
• كلمة ختامية أو سؤال كنتم تودون إضافته هنا؟
إن كان من كلمة ختامية فهي الشكر لله سبحانه وتعالى على ما تم إنجازه حتى اللحظة ونسأله التوفيق والسداد في إنجاح هذا الموسم، ثم إننا نشكر فخامة الرئيس هادي الذي يتابع مسيرة الحج خطوة بخطوة، كما لا ننسى الدور الكبير للأشقاء في المملكة العربية السعودية لما يقدمونه من تعاون كبير معنا وتذليل الصعاب أمامنا في سبيل خدمة الحجاج اليمنيين، ولما توليه من عناية واهتمام بالحجاج بشكل عام.
وأحب أن أنوه للحجاج اليمنيين أننا في خدمتكم، ولن نتوانى لحظة في الرد على شكواكم إن حدثت أمامكم أية مشكلة، وسنعمل على حلها ومعاقبة المتسبب في ارتكابها، فأنتم العون لنا في تقييم أداء الحج، ونحن العون لكم في تقديم الخدمة المتميزة لكم، وهو حق لكم بلا شك علينا، وحجاً مبروراً وسعياً مشكوراً.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد