من كتاب
"الثقافة والثورة" لأديب اليمن الراحل " عبدالله البردوني"
إن اليمن لصيق بمواقع الأحداث وإليه تشير الأصابع
وعليه تدور الجلسات، وعلى اليمن أن يعرف من الآن حتى لا يقول كما قال وزير الدفاع
الكويتي: أخذنا على غرة، وكل مرة يقول قادة كل شعب عربي هكذا، فإذا استعادت
بريطانيا احتلالها لعدن، هل سنقول أصعقتنا الفاجعة والاحتمال على مرأى العين
والمسافة على مرمى قذيفة، لأن عدن في جملة السياق الجديد، كما أن شمال الشمال من
معالم الخارطة القادمة، فهل الحرب
المرتقبة فرجة رياضية؟ نرجح فريقاً على فريق ونحن من؟ هل نحن الفريق المستهدف؟ إننا
على أبواب حرب ولا نملك أدواتها لأن القوة القتالية تقوى بقوة اقتصادية كما تقوى
الاقتصادية بالثقافية، أما تفوق الخصوم علينا بسبب تضافر قواهم المتعددة الأسماء أو
الكثيرة الجوانب فإذا لاحت هذه الدولة أقوى فلأنها أثقف، وإذا لاحت أرجح فإنها أقوى
إدارة وأثقب تدبيراً، فإذا كنا شعب حرب بالوراثة، فهل لنا اقتصاد حرب وثقافة
قيادات؟ ووطنية قلوب؟.
.. .