منذ أن ظهر ما يسمى ب"الحراك" في العام 2007م
ورفع بعض عناصره دعاوى تطالب بالانفصال وإقدام بعضهم على ارتكاب جرائم أرتعب لها
سكان اليمن وأدانوها إدانة جماعية، مطالبين الدولة بالأخذ على أيدي القتلة
والدمويين ناهيك عن الممارسات الغوغائية والهمجية التي لو تم التصدي لها بحزم وقوة
لما تمادى أصحابها في غيهم ، واستمروا في عدوانهم واعتداءاتهم، منذ ذلك التاريخ
نسمع عما يسمى باللجان الشعبية
للدفاع عن الوحدة وكأنها في خطر، وإذ نظرنا للقضية من وجهة نظر تقيمية وإمعان نظر
في شرعية مثل هذه اللجان لوجدنا أنها لا تعدو عن كونها وسيلة للاسترزاق ليس إلا،
لأن إنشاء مثل هذه اللجان في حال استدعت ذلك الضرورات سواء كانت سياسية أو اجتماعية
أو جغرافية فإنها تستمد شرعيتها من من خطر حقيقي قائم يهدد الوحدة لكنها وفي حالتنا
الراهنة فإن الوحدة قائمة وراسخة رسوخ الجبال وليست بحاجة إلى لجان للدفاع عنها
والدفاع لا يكون إلا للمطالبة بالحفاظ على شيء مهدد بالزوال أما وحدتنا فليست
مقصورة على فئة بعينها ولا يملك حق الدفاع والحفاظ عنها أناس بعينهم بل هي ملك شعب
ناضل من أجلها طويلاً وقدم في سبيلها الغالي والنفيس والعودة إلى ما قبل ذلك أمر
مرهون تحققه متى ولج الجمل سم الخياط وبالتالي نقول: يا هؤلاء الوحدة ليست لجاناً
أو صحفاً أو قنوات، الوحدة كيان وشعب ودولة وحياة، وهنا استشهد بما قاله الأستاذ
الدكتور/ أحمد الكبسي أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء حيث قال: صحيح أن
إنشاء هذه اللجان قد يأتي من باب الحرص على حماية هذا المكتسب العظيم لكن يجب أن
ندقق في هذه اللجان ونفرزها ونعمل على تنقيتها ذلك أن البعض يتخذ من هذه اللجان
وسيلة للارتزاق والاكتساب.
وحماية هذا المكتسب العظيم الذي هو ملك لكل أبناء
اليمن رجالاً نساءً شباباً وشيوخاً لا يكون بهزيج القصائد المدفوعة الأجر مقدماً
ولا بتكريس ثقافة التضاد بين أبناء الوطن الواحد من خلال تضاهر اليمني ضد اليمني
ولكنه بإيجاد حلول جذرية من شأنها إنها المشاكل وسد الباب أمام دعاة التمزق
والتجزئة، لكن البعض وكما هي العادة يجعل من هذا المكسب وسيلة للارتزاق
والتكسب".
ويبقى أن نؤكد هنا على أن الوحدة مكتسب تاريخي لا يمكن لفئة أن تزايد
على هذا المنجز أو تسعى للنيل منه لأنه ملكي أنا وأنت وهو وهي وهما وهم وهن وكل
ضمائر الجمع والمفرد من أبناء هذه الشعب، وينبغي ألا يصدق أناس أنفسهم أنهم
الوحيدون الذين سيدافعون عن الوحدة، وأن هناك من يستخلى عنها، إن هذا منطق غير
عقلاني لا تدعمه الشواهد والحقائق التاريخية.
