يتجمع أطفال الحارة القديمة في مدينة المخا الساحلية، عصر كل يوم في ملعب المدينة الترابي، لممارسة رياضة كرة القدم، وإبراز مواهبهم في هذه اللعبة وسط تنافس وشغف للفوز في المباريات.

فرحة كبيرة ترتسم على وجوه الأطفال الذين يتسابقون للملعب الذي شهد تتويج منتخب المخا ببطولة كأس الشهيد الأسود.

اهتمام كبير حظي به قطاع الرياضة والشباب في المخا وباقي مديريات الساحل الغربي. وبرز الاهتمام في دعم الدوريات والبطولات الرياضية ودعم الجهود الرياضية والتي كان آخرها توفير شاشات عرض لمشاهدة كأس العالم في المديريات المحررة بالساحل الغربي، والتي شهدت تجمعا جماهيريا كبيرا.

الشوافي.. موهبة كبيرة

يعيش الطفل محمد الشوافي، وبقية زملائه في الحارة القديمة، التي تمتاز بشوارع وازقة مرصوفة واسعة وابنية حضارية واثرية قديمة، يلعبون معظم الأوقات أمام منازلهم، وفي الملعب، فهم يملكون فريقا رياضيا يمثل حارتهم، يطلقون عليه، "الشعلة" كما يستندون إلى تاريخ فريقهم القديم، ومواهبه الكروية، ومدرب ينظم حماسهم.

الطامح ذو الثالثة عشر من العمر قاده شغفه إلى لعب كرة القدم وهو صغير جداً، وقاده طموحه الكروي إلى توفير مبلغ مالي في إجازة المدرسة النصفية من مصاريف المدرسة، ليشتري قميصاً رياضياً ويطبع عليها اسمه من الخلف، تيمناً وطموحاً مستقبلياً له كلاعب يمثل المخا، وناشئي منتخب اليمن، كما يقول.

يقول الشوافي الصغير لـ"نيوزيمن"، إن ما يملكه من حماس في لعب الكرة اليوم أقوى وأكبر مما كان عليه قبل تحرير المدينة، مدفوعاً بحصاد منتخب المخا لكأس بطولة الشهيد الطفل عبدالعزيز الأسود، الذي اعدمته ميليشيا الحوثي الإرهابية مع 8 آخرين من رفقائه، بتهمة مقتل الصماد بغارة لصقور التحالف العربي في الحديدة.

 وتذكراً لليالي كأس العالم، يقول الشوافي "مشاهدة كأس العالم في حاراتنا وبأجواء رائعة اعطتنا دفعة قوية للعب وامتلاك الخبرة والموهبة لنكون نجوماً في المستقبل".

ومنذ تحرير المخا ومديريات الساحل الغربي، في محافظتي تعز والحديدة، زاد الاهتمام بالأنشطة الرياضية، منها الكروية، واقيمت العديد من البطولات الرياضية، بدعم ورعاية عضو مجلس القيادة الرئاسي العميد الركن طارق صالح، والهلال الأحمر الإماراتي.

وأسهمت الأنشطة الرياضية المتواصلة في زيادة شغف الأطفال والنشء بمختلف الألعاب في مقدمتها لعبة كرة القدم الأكثر رواجاً، وبرز هذا الاهتمام من خلال اعداد الفرق والأندية التي تتزايد بشكل كبير في المديريات وداخل المناطق المحررة بالساحل الغربي.

وفي مطلع ديسمبر الماضي، شهدت المخا اقامة بطولة كروية للبراعم اشرف على اقامتها الكابتن نبيل مكرم نائب مدير عام رياضة المحافظة، وشهدت بروز اسماء وفرق للبراعم في مدينة المخا.

قال نائل عبادي مدير مكتب الشباب والرياضة في المخا: إن الرياضة هي الرسالة السامية للوصول إلى قلوب الشباب، وكلما اهتممنا بالرياضة والشباب والنشء الكروي للأطفال كانت النتائج مرضية.

وأضاف عبادي، إن ما تشهده المخا والساحل من ورشة رياضية جراء اقامة بطولة شهيد الطفولة عبدالعزيز الأسود، برعاية عضو مجلس القيادة الرئاسي العميد طارق صالح، ما هو إلا بداية للعديد من الأنشطة، واعدا ببذل المزيد من الاهتمام بالبراعم وتفعيل الانشطة الكروية في المدارس واقامة دوريات في العزل.

وتشهد ملاعب المخا، توافدا كبيراً للأطفال والشباب للحفاظ على الوهج الكروي منهم الطفل الشوافي برفقة فريقه ومدربهم سامي الدادح وسط أحلام وطموحات كبيرة في الوصول إلى النجومية والمشاركة في صفوف المنتخبات الوطنية التي تمثل المحافظة واليمن.