مؤتمرات.. لا تخدم اليمن

2010-04-05 03:38:57

سبق
لوزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر أن قال بعد حرب أكتوبر 1973م "لا حرب

سبق لوزير الخارجية
الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر أن قال بعد حرب أكتوبر 1973م "لا حرب بدون مصر، ولا
سلام بدون سوريا ولا أمن بدون اليمن"، ولا تحمل تلك المقولة جديداً فقد قالها وبشكل
أرقى قبل كيسنجر رسول الإنسانية "محمد عليه الصلاة والسلام" في حديث "إذا هاجت
الفتن فعليكم باليمن"، لكن ما نلاحظه أن الحكومة تجهل تلك الحقيقة كما تجهل أهمية
اليمن في المنظومة الأمنية إقليمياً ودولياً خلافاً للسياسة الدولية
التي
تتعامل مع اليمن إنطلاقاً من اعتبارات أمنية بدرجة أساسية قبل أي اعتبارات سياسية
أو اقتصادية ولعل ما يؤكد ذلك أن احتلال بريطانيا لعدن كان تحت الهاجس الأمني لفرض
سيطرتها على البحار والمحيطات، وبالتالي فإن جميع القوى الدولية دائماً ما تربط بين
دعمها لليمن واستقراره بالأمن ولكن تلك القوى لها مفهومها الخاص لذلك الأمن الذي
تقصد به أمنها الإقليمي والدولي في سياق الحفاظ على مصالحها على مستوى المنطقة
بدليل أن مؤتمر لندن 2010م الذي أوصت به أمريكا لبريطانيا كان دافعه الحقيقي الهاجس
الأمني بعد مسرحية "عمر النيجيري" وما قدمته الحكومة اليمنية لذلك المؤتمر لا يعدو
عن كونه دراسات أمنية وتنازلات تجاه قضايا مصيرية كما تكرر ذلك السيناريو في مؤتمري
الرياض وأبوظبي لكنه كان في مؤتمر أبو ظبي أكثر وضوحاً وشفافية حيث اقتصر على
مناقشة القضية الأمنية وأحالها ليتم مناقشتها في مؤتمر لم يحدد موعده في ألمانيا،
كما تم إلزام الجانب اليمني باستكمال الدراسات والأبحاث الأمنية كي يتم إقرارها
ورفعها إلى اجتماع مايو المقبل في الرياض واقترحت الرئاسة الإماراتية الألمانية عقد
مؤتمر في نيويورك وهو ما يؤكد وبما لا يدع مجالاً للشك أن توالي تلك المؤتمرات
الخارجية لا علاقة لها بالحصول على مساعدات اقتصادية وإنما هي عبارة عن حفريات
أمنية في الشأن الداخلي اليمني تجري على قدم وساق تحت مبرر دعم الاقتصاد والتنمية
خاصاً وأن السيد إستيفن هيديمان نائب الرئيس الأمريكي في معهد السلام الأمريكي
المتخصص في السياسات العربية أكد مؤخراً في تصريحات صحفية أن القيادة اليمنية ستسغل
المخاوف المشتركة لتحسين تدفق الموارد من واشطن إلى صنعاء، وأن الحكومة لا تنظر إلى
القاعدة كأهم تحدي أمني، الأمر الذي يشر إلى أن الإدارة الأمريكية غير واثقة وغير
مقتنعة بأداء اليمن تجاه مكافحة ما يسمى بالإرهاب وأنها تستغل الإرهاب لإسجلاب
الأموال فقط، وبدلاً من أن تكون اليمن حاضرةً في تلك المؤتمرات بصادراتها المحلية
وتراثها الحضاري أصبحت تقدم تقارير أمنية عن ذاتها خاصة والآلة الإعلامية الغربية
قد ضخمت تنظيم القاعدة وبالغت في خطر ذلك التنظيم وأظهرته على أنه جزء لا يتجزأ من
سياسة الابتزاز الدولية التي تمارسها الدول الغربية على اليمن وقد كان بوسع الحكومة
اليمنية أن تجعل تلك المشكلة محلية وتعالجها في الإطار الداخلي لكنها انجرت إلى
أوكار السياسية الغربية بحجة الحصول على مساعدات خارجية مع أن الأمن الذي تبحث عنه
القوى الإقليمية والدولية هو أمن للحفاظ على مصالح تلك القوى مقابل تفتيت اليمن
وإضعافها وزراعة الشقاق والخلافات بين أبنائها بهدف تجزئة اليمن إلى كيانات متناحرة
وإفراغها من انتمائها العربي والإسلامي، مستغلين فشل الحكومة التي انشغلت بالانجرار
وراء المؤتمرات الخارجية وتناست قضية شعبها واحتياجاته الاقتصادية وكذا ضعف الأمن
والاستقرار فالعالم لا يريد من اليمن إلا تجنيدها ضمن المنظومة الأمنية والإقليمية
بما في ذلك حكومتها وشعبها ولا يهم تلك القوى الدولية تدهور الأوضاع الاقتصادية
والسياسية والأمنية في هذا الوطن بقدر ما يهمها تأمين مصالحها..

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد

 
معلومات التواصل

  location

  06300864 967+

 info@akhbaralyom.net


© جميع الحقوق محفوظة © 2013-2023 صحيفة أخبار اليوم