كشف انسحاب الاحتلال الإسرائيلي الإثنين 1 أبريل، من مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة الذي طوقه واقتحمه قبل أسبوعين، عن جرائم مروعة حيث انتشرت عشرات الجثث.

دمار كبير

أفادت وزارة الصحة أن المجمع صار خارج الخدمة، متحدثة عن دمار “كبير جدا” فيه وفي الأحياء المحيطة به.

وقال الناطق باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل لوكالة فرانس برس: “قوات الاحتلال أعدمت عددا من المواطنين حيث عُثر على جثثهم وهم مكبلو الأيدي في مجمع الشفاء الطبي، وهنالك عدد كبير جدا من الشهداء”.

وأضاف: “الاحتلال قتل حوالي 300 شهيد بمجمع الشفاء ومحيطه… وقوات الاحتلال أحرقت كل أقسام المجمع ودمرت كل المعدات والأجهزة والمستلزمات الطبية”.

وجددت منظمة أطباء بلا حدود في بيان أصدرته الإثنين دعوتها إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار بقطاع غزة وحماية المدنيين والمباني والطواقم الصحية.

أثناء الهجوم الإسرائيلي على مستشفى شهداء الأقصى اضطر فريقنا إلى التوقف عن علاج المرضى والإصابات البليغة.

وقالت المنظمة إن مستشفى شهداء الأقصى هو الوحيد وسط قطاع غزة القادر على رعاية المصابين بجروح خطيرة.

من جانبه، قال مدير التمريض في مستشفى غزة الأوروبي: “فقدنا أكثر من 800 سرير في مستشفى الشفاء و100 جهاز غسل كلى.. فقدنا ثلث الخدمة العلاجية في غزة بفقدان مجمع الشفاء.”

وأضاف: “ما حدث في مجمع الشفاء كارثة وطنية تم العثور على مئات الشهداء في مجمع الشفاء الطبي”.

وتابع: “الاحتلال يسعى بشكل منهجي إلى تدمير القطاع الصحي في غزة”.

أما الدكتور معتصم صلاح، فصرّح للجزيرة من داخل مجمع الشفاء الطبي قائلا: “قوات الاحتلال قصفت وحرقت كل مباني المجمع بلا استثناء.. جميع مرافق مجمع الشفاء الطبي لم تعد صالحة للعمل”.

وتابع: “كل مرافق المجمع خرجت عن الخدمة بسبب القصف الإسرائيلي”.

صدمة كبيرة

قالت مديرة البرامج في “هيومن رايتس ووتش” إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تمنع بشكل متعمد دخول المساعدات إلى قطاع غزة”.

 وتابعت: “على المجتمع الدولي الضغط على إسرائيل لفتح المعابر وعلى الولايات المتحدة وقف تزويدها بالأسلحة”.

 بدورها، قالت ألوية الناصر صلاح الدين، لجان المقاومة، إنّ المذبحة الإسرائيلية البشعة والجرائم المروعة والإبادة الجماعية التي ارتكبها الاحتلال في مجمع الشفاء الطبي ومحيطها تؤكد مجددا الوجه الحقيقي للاحتلال النازي وداعميه في الإدارة الأمريكية المجرمة وسعيهم وإصرارهم على إبادة أهلنا في قطاع غزة.

طفل شهيد تحلل بعد أن منع الاحتلال الطواقم الطبية أو الأهالي من الوصول إليه خلال العدوان على مجمع الشفاء الطبي بغزة

وأردفت في بيان: “المجازر المروعة في مستشفى الشفاء من قتل وعمليات إعدام وإحراق، وتدمير مباني المستشفى والمئات من المنازل المحيطة، تدعو شعوب الأمة وأحرار العالم في كل مكان إلى الخروج إلى شوارع عواصمها ومحاصرة سفارات الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة حتى وقف هذه المحرقة على شعبنا في غزة”.

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورا تظهر حجم الدمار الذي لحق مجمع الشفاء الطبي، وذلك عقب انسحاب “الجيش” الإسرائيلي منه، الاثنين.

وأكد التلفزيون الفلسطيني أنه تم إحراق مباني مجمع الشفاء وخروجه بالكامل عن الخدمة، مشيرا إلى أن حجم الدمار بالمجمع والمباني المحيطة به كبير جدا.

إعدامات ميدانية

قالت حركة حماس، إنّه بعد انسحاب جيش الاحتلال من مجمع الشفاء الطبي تم “اكتشاف آثار عمليات إعدام مروعة وجثامين لشهداء مقيدي الأيدي مدفونين أحياء”.

وطالبت الحركة المجتمع الدولي والهيئات القضائية بالتحرك الفوري للدخول إلى مدينة غزة والاطلاع على حجم الجريمة التي تعرض لها مجمع الشفاء الطبي والتحقيق فيها.

وحثّت الهيئات القضائية الدولية، خصوصا محكمة الجنايات الدولية، على البدء في إجراءات فعلية للتحقيق في الجرائم والفظائع التي حدثت في مجمع الشفاء الطبي ومحيطه، وفي مُجمَل الجرائم التي تحدث منذ ستة أشهر، ونفض الغبار عن عشرات البلاغات وطلبات التحقيق في الجرائم الصهيونية بحق المدنيين العزل، وتنفيذ مهمّتها المنوطة بها لمحاسبة قادة هذا الكيان وتقديمهم إلى العدالة.