شهدت محافظتا حضرموت والمهرة شرقي اليمن، الأربعاء 17 أبريل، سيولاً جارفة إثر الأمطار التي شهدتاها نتيجة المنخفض الجوي الذي بدأت تأثيراته في محافظة حضرموت.

وقالت مصادر محلية في محافظة المهرة، إن السيول قطعت عدداً من الطرقات لاسيما في مديرية قشن، حيث حاصرت السيول المتدفقة من وادي غبوري المسافرين على ضفاف الوادي، وجرفت سيارتين.

في غضون ذلك شهدت مدينة المكلا مركز حضرموت هطولاً غزيراً للأمطار مصحوباً بعواصف رعدية شديدة ورياح عاتية منذ ظهر الأربعاء، تلتها سيولاً جارفة بفعل المنخفض الجوي، تسببت في جرف طرقات وإغراق وتدمير قوارب كانت راسية بخور المكلا.

كما شهدت مدينة تريم في وادي حضرموت أمطاراً غزيرة وسيولاً جارفة تسببت في هدم منزل على الأقل وجرف مساحات زراعية.

وشكا سكان في عدد من المناطق بحضرموت والمهرة من انقطاع التيار الكهربائي عن مناطقهم بالتزامن مع هطول الأمطار.

إلى ذلك، ناقشت لجنة الطوارئ في المهرة الإجراءات الاحترازية والتدخلات العاجلة لتخفيف تداعيات المنخفض الجوي بعد يومين من تعليقها الدراسة بالمحافظة لمدة أسبوع.

واستعرض الاجتماع الذي ترأسه المحافظ "محمد علي ياسر" الترتيبات والتجهيزات المتخذة من قِبل لجنة الطوارئ والجهات المعنية خلال الأيام الماضية.

وشملت التدابير تهيئة المستشفيات ومراكز الإيواء وإمدادها بالخدمات وتنظيف مجاري السيول وتنبيه السكان القاطنين بالمناطق المنخفضة وإخلاءها حفاظا على سلامتهم.

بدوره، وجه محافظ حضرموت مبخوت مبارك بن ماضي، بتعليق الدراسة في المدارس والجامعات بجميع أرجاء المحافظة الخميس، ضمن الإجراءات الاحترازية من المنخفض الجوي، وفق تعميم نشره مكتب إعلام المحافظة عبر “فيسبوك”.

وفي السياق قالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ" إن رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، أجرى اتصالا هاتفا برئيس مجلس الوزراء، لمتابعة مستجدات المنخفض الجوي الذي بدأت تأثيراته خلال الساعات الماضية على المحافظات الشرقية.

واستمع العليمي من بن مبارك إلى تقرير حول الإجراءات والتدابير الحكومية المنسقة مع السلطات المحلية لمواجهة تداعيات المنخفض الجوي، والحد من آثاره المحتملة على المواطنين، والممتلكات العامة والخاصة.

ووجه العليمي، الحكومة والسلطات المحلية برفع حالة الجاهزية ومضاعفة الإجراءات الاحترازية بالتنسيق مع مختلف الأجهزة بما فيها العسكرية والأمنية، واللجان المجتمعية، والمنظمات الإقليمية والدولية للحد من آثار المنخفض الجوي، والعمل على سياسات أكثر استدامة لرفع قدرات مراكز الإنذار المبكر، والتكيف مع المتغيرات المناخية خصوصا في المحافظات الشرقية من البلاد.

وفي وقت لاحق من مساء الأربعاء، أعلنت السلطات المحلية في محافظة حضرموت، رصد أول حالة وفاة جراء المنخفض جوي الذي ضرب المحافظة كما خلف أضرارا في الطرقات وخدمات الكهرباء والمياه.

وقال وكيل محافظة حضرموت للشؤون الفنية المهندس أمين بارزيق ” إن التقارير الأولية للأمطار والسيول التي شهدتها محافظة حضرموت نتيجة تأثير أخدود من منخفض جوي، سجلت حالة وفاة مواطن، وأضرار في الأراضي الزراعية وبالطرقات الإسفلتية، وشبكة الكهرباء (33)، وخروج مياه آبار المياه في ثلة المغذية لمدينة المكلا، وجرف عدد من سيارات المواطنين، وكذا تضرر شبكة المياه في قصيعر شرق المكلا. حسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ".

وتشهد المهرة وحضرموت منخفضا جويا؛ هو امتداد لمنخفض الهدير الذي سبق أن مر بعدة دول خلال الأيام الماضية، وتسبب بسيول جارفة في الإمارات، قبل أن يصل شرقي اليمن حيث غمرت سيول الأمطار الغزيرة عدد من مديريات حضرموت والمهرة.

وتوقع مركز الإنذار المبكر أن تشهد الساعات القادمة هطول أمطار متفاوتة الشدة، تصل حد الغزارة على صحاري وهضاب وسواحل محافظات المهرة وحضرموت وشبوة، إضافة إلى أجزاء من المحافظات الوسطى والشمالية والغربية.

ووجه المركز تحذيراً للمواطنين في المناطق المتوقع هطول الأمطار عليها بأخذ الحيطة والحذر من العواصف الرعدية والرياح الشديدة وتساقط حبات البرد، وعدم التواجد في بطون الأودية ومجاري السيول أثناء وبعد هطول الأمطار.

كما نبه سائقي المركبات من تدن في مدى الرؤية الأفقية، بسبب هطول الأمطار وتشكل الضباب، مع احتمال حدوث انهيارات صخرية خاصة في المناطق الجبلية.

وقال المركز إن سواحل محافظات شبوة وحضرموت والمهرة ستشهد اضطراباً بحرياً وارتفاعاً للموج، ودعا مرتادي البحر والصيادين إلى الانتباه لهذا الأمر حرصاً على سلامتهم.