في ظل الدعوات المنادية بإصلاح التعليم العام والتعليم الجامعي طرق التدريس الجامعي ..تحاكي الماضي وتتسم بالجمود وتكرس التبلد

2010-04-22 04:36:53

تحقيق


* د. الشر جبي: كلياتنا تفتقد لأبسط
الإمكانات وإلزام الطلاب بشراء كتب وملازم معينة ظاهرة سيئة تتنافى مع الأخلاق
الجامعية * د. المتوكل: طرق التدريس في الجامعات لا تزال الأساليب القديمة
والمتوارثة هي السائدة ولم يحدث أي مواكبة.

* د. المسوري: يجب استبدال السبورة الجامدة والإلقاء
الممل اللذين يخرجان طالباً غير قادر على التعامل مع الواقع.
* د. عقيل :التعليم
الجامعي يعيش أزمة يجب دراساتها حيث أصبح التعلم لمن أراد والشهادة للجميع. الدراسة
في جامعتنا لم تعد تختلف كثيراً عنها في التعليم قبل الجامعي. . وخاصة في الثانوية
. . الملخصات أصبحت سيدة الموقف. . الطرق التقليدية والتلقين أبرز الوسائل في التعليم
الجامعي. . مسلسل تراجع الإمكانيات والأجهزة في الكليات التطبيقية عاماً بعد عام
لايزال على حاله دون حلول عاجلة أو خطط ناجحة. .

مؤشرات التحصيل العلمي في
الجامعات غير حقيقية وغير صالحة ولا تسهم في بناء مجتمع قوامه التفوق العلمي
والتقني، مدرسون يلزمون الطلاب بشراء ملخصات وملازم تحت إمضاءاتهم وكتب من تأليفهم،
فحُوصِرَ الطالب بين الكتب( المعقدة )والملخصات( المخلة). .
لماذا الاستمرار في
هذا الواقع دون ابتكار حلول جديدة ومثمرة؟ أم أن الابتكار ليس في قاموسنا المعاصر؟
وما هي إسهامات أعضاء هيئة التدريس في الارتقاء بالعملية التعليمية سلباً أو
إيجاباً؟وهل يُعفى الأساتذة من دورهم في مواجهة هذه الظاهرة ؟ وماهو دورهم في تطوير
المراجع العلمية وتبسيطها وتحديثها وعرضها بصورة ملائمة بحيث تمنح الطالب فرصة
التعليم الذاتي واختبار قدراته وبما يجعله لايُقِبل على بدائل واهية تؤثر في
مهاراته العلمية ومستقبله الأكاديمي والعلمي ؟ كل هذه التساؤلات بشأن واقع أساليب
ووسائل طرق التدريس في جامعتنا نناقشها مع نخبة من الباحثين وأساتذة التربية بجامعة
صنعاء ومركز البحوث والتطوير التربوي في التحقيق التالي: الدكتور / محمد علي
عبدالله المتوكل رئيس شعبة بحوث مناهج العلوم وباحث أول في مركز البحوث يؤكد أن
الأساليب القديمة في أساليب التدريس في الجامعات لا تزال هي السائدة ولم تحدث أي
مواكبة في المقررات الجديدة ، كما أن إعداد المدرس من حيث طرق التدريس لا تزال
الطرق المتوارثة.
منح المتعلم الدور الكامل: وأضاف : الغالب على أساليب وطرق
التدريس في الجامعات هي الطريقة الإلقائية التي لم تعد تؤتي ثمارها ، وعلى سبيل
المثال مجالات العلوم تتبع فيها طريقة الاستكشاف، إضافة إلى أن هناك أساليب كثيرة
يمكن استخدامها في العملية التعليمية في الجامعات ولكنها لم تتوفر في جامعاتنا أو
لم يعمل بها ، وهو الأمر الذي لم يعطِ الطالب الوقت الكافي لعملية الاستكشاف مع أن
المفترض أن تكون الطريقة التطبيقية هي السائدة وتُعطى اهتماماً كبيراً من قبل أعضاء
هيئة التدريس في الجامعات على اعتبار أنها تمنح المتعلم الدور الكامل ويظل المعلم
موجهاً ومرشداً فقط.
إعداد المدرس: ويوضح المتوكل أن تطوير وسائل وأساليب
التدريس في الجامعات أو المدارس بحاجة إلى تحديث برامج إعداد المدرس ، وبالذات في
طرق التدريس ، وأن تغّير المنهجية بحيث تعتمد الطرق الحديثة لتواكب المنهج المتطور
.
وكشف المتوكل عما قال إنه مشروع خاص بإعداد المعلم خاصة في مجال التربية
العملية في العلوم والرياضيات ، يجري تنفيذه منذ سنتين في كليات التربية في صنعاء ،
وذمار ، والحديدة ، بحيث تواكب هذه البرامج أي مخرجات في عملية تطوير المناهج في
التعليم الأساسي والثانوي.
توظيف المعرفة: أما أ.
د / محمد حسن المسوري
كبير الباحثين في مركز البحوث والتطوير التربوي ورئيس المجلس العلمي في المركز
فيقول : إن المعرفة كدراسة لا تكتسب بطريقة إلقائية وبنوع التعرف عليها أو تذكرها ،
وإنما تتطلب المعرفة في عصرنا الراهن توظيفها وهذا يتطلب استخدام وسائل متنوعة ،
هذا التنوع يكون تبعاً لتنوع حواس الفرد ، واختلاف قدراته ، وبرؤية وظيفية موجهة
نحو الواقع ، وبرؤية هادفة بحيث يستطيع الشخص أن يترجم المعرفة إلى ممارسات في شتى
مجالات الحياة.
محاصرة الطالب: وأضاف المسوري: إن هذا غير مطبق في جامعاتنا
وحتى في الأقسام العلمية ، بدليل أن توظيف المعرفة غير مجدٍ في المعامل التابعة
لهذه الأقسام.
وكذلك اعتماد الدكاترة على الملازم وهذا خلق إشكالية كبيرة لدى
الطالب لأنها حصرته في خدمة ما يقدمه الدكتور وأصبح نجاح الطالب وتفوقه متوقفاً على
اقتصاره على تقديم ما يُرضي الدكتور وحسب وإغفال ما دون ذلك من مراجع ومصادر علمية
أخرى.
ويرى المسوري أنه ولكي نتحرر من الأساليب التقليدية في طرق التدريس في
الجامعات لابد أن تغير هذه الأساليب ، وأن ترافق المعرفة رؤية تتضمن تحديد طبيعية
الهدف ، الذي يحدد الموضوع ، والوسيلة التي من خلالها يخضع الطالب للتقويم
.
ومتى ما حدد الهدف بشكل واضح المعالم والأبعاد نستطيع اختيار الموضوع ،
والوسيلة ، والأنشطة لكن الهدف في جامعاتنا غير واضح ، ومكمن القصور هنا يرجع إلى
أن كلياتنا تتجه اتجاهاً نظرياً ، ولو أنها اعتمدت على وسائل التقنية لكان أفضل ،
ذلك أن الهدف هو تزويد الطالب بالمعرفة ، والاستمرار في اعتماد الأساليب القديمة ،
يجعل الطالب بعد أن يتخرّج غير قادر على التعامل مع الواقع ، ومتابعة مستجداته ،
ولذا فقد أصبح اليوم من الضروري أن توّجه الدراسة نحو القضايا الحقيقية التي يحتاج
إليها الوطن ، كالإنتاج ، والتطبيق.
وينّبه المسوري إلى جملة من الإشكاليات
تحول دون الارتقاء بالعملية التعليمية من حيث أساليب التدريس في الجامعات منها :
كثرة عدد الطلاب وارتفاع أعدادهم داخل القاعات ولن يعالج هذه المشكلة إلا التقنيات
الحديثة التي ينبغي أن تحل بدلاً عن السبورة الجامدة ، والإلقاء الممل.
الإلقاء
والتلقين: وقال المسوري : إن طريقة أن يظل الطالب هو المتلقي والدكتور هو المتحدث "
المُلقي " طريقة غير مجدية في الأساليب التعليمية الحديثة ؛ لأنها تضعف دور الطالب
، وتضعف تفاعله مع الموضوع التعليمي ، إضافة إلى أن دور الدكتور قد تغير عما كان
عليه ، وتحول من وضع " المُلقي " إلى وضع التحكم فقط في شروط عملية التعلم ،
وبهذا يصبح دور الطالب فاعلاً ، وغير معدوم ، وعلى الجامعة أن تساير هذا التطور في
الأساليب والوسائل التعليمية المختلفة.
ويؤكد المسوري على أهمية الاطلاع
والقراءة والبحث من قبل الطالب ، بدلاً من الركون إلى الملازم القاصرة ، التي لا
تعد مرجعاً يمكن الرجوع إليه لأن معلوماتها محدودة ، وهناك إشكالية أخرى هي إلزام
الطالب بشراء الملزمة وحصر أسئلة الامتحان فيها وتحولت الملازم بحسب المسوري
وللأسف الشديد عند بعض الدكاترة إلى مسألة بيع ، واستغلال الطالب ، وكان يجب على
أعضاء هيئة التدريس تحديد عناوين ومراجع فقط.
وتمنى المسوري أن نستحضر واقعنا
ومتطلبات أبنائنا في المستقبل ، بأبعاده المختلفة وظواهره المتعددة ، ونحدد غايتنا
، على اعتبار أننا مسئولون مسئولية تامة وطنية وعلمية تجاه أبنائنا وتجاه مستقبلهم
. .
من جانبه قال د / عبدالباسط عقيل أستاذ مشارك ورئيس دائرة تطوير مناهج
العلوم الإنسانية واللغة بجامعة صنعاء ومركز البحوث التربوي : إن أساليب التدريس
تعتمد على نوع الجامعة ، والكلية ، والمعلمين ، أو الطلاب المستهدفين ، والبرامج
الخاصة بكل تخصص ، ذلك أن كلية التربية تختلف عن غيرها من الكليات كون مخرجاتها
تتوجّه إلى وزارة التربية والتعليم ، إلا أن هذه المخرجات لا تخدم هذا المجال ،
وعلى حد عقيل هناك جامعات وكليات أخرى ليس عند أعضاء هيئة التدريس فيها أدنى معرفة
بطرق التدريس ، وأنواعها ، إنما يأتون محاضرين دون سابق تدريب ، أكاديميين بحت ،
وهم بحاجة إلى كفاءات مهنية وحصلوا على العضوية في هيئة التدريس في الجامعات لمجرد
أنهم كتبوا بحثاً فقط.
وتساءل قائلاً : لكن هل هم قادرون على إيصال المادة ؟ وهل
هي هادفة ؟ وهل لديهم الوسائل المناسبة والمواكبة والأنشطة الملائمة لطبيعة المادة
التي يدرسونها ؟ هذا ما يجعلنا نجزم بأن التعليم الجامعي عليه الكثير من الملاحظات
، وملاحظات أخرى كثيرة على أداء أعضاء هيئة التدريس في الجامعات.
أساليب حديثة
ومتطورة ويضيف : أن يظل الطالب فوق الكرسي يستمع ما يلقي عليه المحاضر أمر يزيد من
تبلده ، كما أن راحة بعض الدكاترة أصبحت تعتمد على نسبة عدد الطلاب الذين يمتلكهم
هذا الدكتور أو ذاك وذلك لفرضه عليهم شراء ملازم ومنشورات من إعداده ، وتحول الأمر
إلى مصدر دخل لدى بعض الدكاترة تدر عليهم الكثير من الأموال ، عبر أصحاب آلات طباعة
الملازم والأوراق ، إلى جانب أن الدكاترة والمعلمين لا يعرفون سوى طريقة الإلقاء
والتلقين ، ولذا فإن الكادر الجامعي بحاجة ماسة إلى إعادة التأهيل وإقامة دورات
تدريبية في طرق التدريس ، وذلك حتى لا يتحول الطالب في ظل العملية التعليمية
الحالية في الجامعات إلى إناء امتلأ ثم يتقيأ ما ألقي عليه في دفتر الإجابة
.
إفلاس أكاديمي وعلمي: وأكد عقيل على أهمية الارتقاء بمستوى التعليم الجامعي
بإتباع الأساليب الحديثة والمتطورة في إيصال المعلومة، مضيفاً: وعلينا أن ندرك بأن
نوعية العلاقة القائمة اليوم بين كثرة أعداد المتعلمين ونوعيته علاقة عكسية ، فكلما
كثرت أعداد الطلاب في الدراسات العليا كلما أثرت هذا على مستوى المخرجات التي
يفرزها التعليم الجامعي ولا يستفيد منها سوق العمل ، حتى أن طلاب الدراسات العليا
تفرض عليهم الكليات التي ينتمون إليها اتجاهات خاطئة في بناء أدوات البحث ، وكذلك
التعامل معها ، وكتابة الأهداف ، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن طريقة اختيار
وتعيين الكادر الجامعي أثرت فيها المحسوبيات ، والمجاملات ، والانتماءات ، وغيرها
من المعايير التي خدشت مستوى التعليم الجامعي ومستقبله.
وأضحت العبارة " التعلم
لمن أراد والشهادة للجميع " هي المقولة المعبرة عن واقع وحال التعليم الجامعي
. .
تشويه المادة العلمية وإساءة للمعرفة وينصح عقيل أعضاء هيئة التدريس في
الجامعات الحكومية والخاصة بالابتعاد عن الذاتية في العملية التعليمية والنظر إليها
كمكسب من خلال تعاقد بعض هؤلاء مع دوُور نشر ومحلات طباعة الملازم ، لإجبار الطلاب
على اقتناء ما يفرضونه عليهم ، بحجة أن لهم إضافات وإيضاحات تتضمنها تلك الكتب
والملازم التي تحمل أسمائهم وأما غيرها فليست كذلك وهذا من جهة نظر عقيل تُسيء
إلى المعرفة وتشوه المادة العلمية تشويهاً كاملاً يفقد من خلالها الطالب جوهر
العملية التعليمية والمادة العلمية ، كما أن اعتمادهم على هذه الأساليب عودوا
الطلاب على الكسل ، مع أنه يفترض بهم كطلاب جامعيين أن يدخلوا مجال البحث العلمي من
أوسع أبوابه ، وذلك حتى يكونوا قادرين على تحليل القضايا التي توكل إليهم ، والنظر
للأشياء وفق متغيراتها ووفق تفاعلها ، لا أن يخرج طالب الماجستير وهو لم يتسلح بأي
مهارات علمية حقيقية. وأوضح انه لايُعفى الأساتذة من دورهم في واجهة هذه الظاهرة عن
طريق تبسيط المراجع العلمية وتحديثها وعرضها بصورة ملائمة لاحتياجات الطلاب بما
يجعل الطالب لا يُقبل على أي بدائل تؤثر في مهاراته العلمية.
وأضاف أنه يمكن
للجامعة إعادة النظر في طريقة إعداد المرجع العلمي وتطويره فضلا عن الملزمة والملخص
بصورة تجعلها أداة أساسية للتعلم لاحتوائها على أجزاء تمنح الطالب فرصة التعليم
الذاتي واختبار القدرات وهذا لايمكن أن تتضمنها الملازم والملخصات التي لاتحوي سوى
قشور للمادة العلمية وهي ملازم وهمية في الحقيقة.
إستراتيجية وطنية: ويرى عقيل
في احتكار بعض أعضاء هيئة التدريس في الدراسات العليا أكثر من طالب بحجة الإشراف
عليهم رغبة في جني مزيد من المال يرى في هذا إفلاساً أكاديمياً وإفلاساً علمياً ،
وإفلاساً في الأمانة العلمية ، حيث يذكر أن هناك نماذج لخمسة طلاب يشرف عليهم دكتور
واحد أو اثنان بزعم أنهم رؤساء أقسام ، أو عمداء كليات وهكذا طغى المال على كل شيء
، وقد بدت آثار المخرجات الجامعية الغير مؤهلة على طلاب الدراسات العليا والتي كشفت
بحسب عقيل عن حجم التدني الحاصل في التعليم الجامعي وفي طرق التدريس المعتمدة
فيه.
وعن الحلول والمعالجات قال : لابد من إستراتيجية وطنية لإعادة النظر في
التعليم الجامعي أولاً ، بحيث يخدم أهداف التنمية المنشودة في المجتمع ، وهذا بحاجة
إلى تأهيل عناصر يمكن الركون إليها في مناقشة وتحليل القضايا تحليلاً عملياً
وموضوعياً ، يقدم الحلول لهذه الظاهرة أو تلك كما يجب أن نعترف أن التعليم الجامعي
في أزمة يجب دراساتها من كافة الجوانب ، سواءً من حيث سياسات التعليم الجامعي ،
ومناهجه ، ونوعيته والقيام بالإصلاحات المطلوبة.
ولكن وللأسف فإن بلادنا لم
تصل إلى هذا المستوى من الوعي والإدراك ، فمعايير هيئة التدريس في الجامعات غير
مناسبة كتلك التي تشترط ألا يزيد عضو هيئة التدريس عن ( 40 ) عاماً لكن ورغم كل ذلك
فإن الجامعات الحكومية تظل لها الأفضلية بكثير جداً عن غيرها من الجامعات الأهلية
التي ينطبق عليها مقولة.
دورات تدريبية: ويؤكد الدكتور/عبد الغني قاسم الشرجبي -
أستاذ أصول التربية بكلية التربية جامعة صنعاء-على أهمية أن يعقب الماجستير أو
الدكتوراه لمن رُشحّوا للتدريس في كلية من الكليات دبلوم عام في أساليب وطرق
التدريس أسوةً بما هو حاصل في بعض الجامعات العربية وذلك لتمكين عضو هيئة التدريس
في الجامعة من اكتشاف أساليب التدريس المناسبة والحديثة.
مشيراً إلى ضرورة
الدورات التدريبية لأعضاء هيئة التدريس في كل الجامعات وفي مختلف الكليات
والتخصصات، وأن معظم مدرسي كليات التربية في بلادنا ليسوا مؤهلين في هذا المجال
ولابد أن يخضع هؤلاء لشروط الانتقاء ويكون لديهم الرغبة في التعلم والاستعداد
ويملكون قدرات وحباًَ للمهنة ،وإن كانت قد بدأت جامعة صنعاء وبعض الجامعات في
المحافظات الأخرى خلال العامين الماضيين بعقد دورات في طرق التدريس لمواكبة
التطورات في مجالات التعليم المختلفة، وانتفع بها عدد كبير من أعضاء هيئة التدريس
العاملين في تلك الكليات إلا أن هذا وحده لايكفي، بل لابد من الاستمرار في هذه
الدورات كل عام على اعتبار أنها بدلا عن الدبلوم العام الذي يجب ألا يختار الشخص
ليعمل مدرساً في الجامعة إلا إذا كانت لديه شهادة في طرق التدريس تقررها الجامعة
بحسب التخصصات المختلفة، سواءً العاملون في الطب أو الهندسة ، أو العلوم ، مالم
فيخضعوا لدورات تدريبية متتابعة في أساليب وطرق التدريس الحديثة.
وقال الشرجبي
هناك مركز التطوير في جامعة صنعاء أنشئ لإكساب المدرسين باختلاف مستوياتهم أساليب
التدريس ولكن منهم من أقبل ومنهم من امتنع بحجة أنه أمضى فترة كبيرة في التدريس
من(15-20سنة) ومن غير العقول أن يأتي وبعد كل هذه المدة ليتعلم أساليب وطرق التدريس
.
افتقاد أبسط الوسائل والإمكانيات: وعن سبب غياب هذه الوسائل وعدم ظهورها في
أداء من خضعوا للدورات التدريبية في أساليب تدريسهم سواءً في التخصصات النظرية أو
التطبيقية أرجع الشرجبي ذلك إلى افتقاد الكليات لأبسط الإمكانات والوسائل التي قد
يحتاج إليها عضو هيئة التدريس للخروج عن الطرق التقليدية واستخدام وسائل حديثة في
التدريس وهذا بحاجة إلى أن تستشعر الجامعات المسؤولية عن هذا الواقع وتسعى لتوفير
متطلبات عضو هيئة التدريس الذي تدرب وسعى لتطوير ذاته وأدائه في التخصص الذي يعمل
فيه ،وعليها أن تثبت جاهزيتها بالأدوات اللازم توافرها في كافة الأقسام والكليات ،
من حاسوب ، وبروجكتر ، وأجهزة مختلفة -فضلاً عن التهيئة المسبّقة للمباني الجامعية
بحيث تستوعب هذه الأجهزة والوسائل المستخدمة في طرق التدريس الحديثة، إضافةً إلى
تطوير من يتولون الإشراف على الأجهزة والإمكانات التي يحتاجها عضو هيئة التدريس،
واستحضار الجدية والإخلاص والاستمرار في التطوير والمواكبة.
ظاهرة سيئة ولا
أخلاقية: ووصف -أستاذ أصول التربية -الأساليب التي يتبعها بعض الدكاترة مع الطلاب
وإلزامهم بشراء ملازم وكتب معينة ومن أماكن معلومة تحتكر هذه الملازم أو المؤلفات
وفقا لاتفاق مسبق مع مدرس المادة وصفها بالظاهرة السيئة جداً والتي لاتليق بأخلاق
المهنة على الإطلاق. .
وقال:هذا نهج ضار جدا بالتقاليد والأخلاق الجامعية ،
وبالطلاب وبالعلم، بل ينبغي أن تكون المقررات ضمن تأليف جماعي سليم ، يشترك فيه
أعضاء هيئة التدريس جميعهم في كل قسم، بحيث يأخذ كل عضو فصلاً معيناً من الكتاب
ويشبعه إشباعاً جيداً ، ليظهر في النهاية كتاباً يجعل الطالب يحترمه ، ونحن بهذه
الطريقة نصبح مثلنا مثل العالم من حولنا، في استراليا وبريطانيا واليابان وأمريكا
كما أن الطلاب يحصلون على كتاب يليق بهم وبتخصصهم.
وبحسب الشرجبي فإن الأستاذ
الناجح والمتمكن يحث طلبته على القراءة والاطلاع، بل ويكلفهم بذلك ويقّيم مناقشات
لتلك القراءات ويعطي درجات نظير هذا الجهد، لكن المكتبات الموجودة في جامعتنا
متواضعة بطبيعة الحال ، والمراجع الهامة غير متوفرة مع أن البحث العلمي لا ينجح إلا
متى توفرت المراجع والمصادر المختلفة،مشيداً بتجارب بعض الجامعات في الدول المجاورة
التي تمكن الطالب من الحصول على كل ما يحتاج إليه في التخصص الذي التحق به بحيث
تتيح له الدخول على كافة المواقع البحثية التي توفر مختلف الوسائل والدوريات
والمراجع، سواءً في الكلية أو وهو في البيت وذلك مقابل اشتراك لا يزيد عن (500$)على
مدى أربع سنوات وهو مبلغ تتفق الكليات بشأنه مع وزارة التعليم العالي بحيث كل ذلك
يكون متاحاً لكل طالب يرغب في هذه الخدمة وبحسب تخصصه ولا يعد مبلغاً كبيراً مادام
يساعد الطالب في الاطلاع على كل جديد وبما يخدم المجال الذي
اختاره.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد