رئيس الوزراء يحذر من خطورة تجاوز الحلول الجذرية للأزمة ويؤكد تعثر خارطة الطريق

2024-05-29 02:38:27 أخبار اليوم - متابعات

  

أكد رئيس الوزراء أحمد بن مبارك، أهمية النظر إلى السبب والمسبب الرئيسي للتحديات القائمة والذي يتمثل في انقلاب ميليشيا الحوثي الإرهابية على السلطة الشرعية وإشعالها للحرب، مشيرا إلى أن إعادة الأمن والاستقرار إلى اليمن دون معالجة الجذر الأساسي للمشكلة سيجعل الأزمات تتكرر بشكل دائم ولن تتحقق التنمية والاستقرار.

ونبه رئيس الوزراء، من خطورة إغفال إيجاد حلول جذرية للأزمة اليمنية، ومعالجتها من خلال استكمال استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب، وتعاطي المجتمع الدولي مع الأزمة من منظور إنساني فقط.

جاء ذلك في جلسة الحوار الرئيسية بمنتدى الإعلام العربي المنعقد في دبي، حول مستقبل اليمن، الثلاثاء 28 مايو، بحضور أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي، وعدد من السياسيين، والوزراء، وقيادات المؤسسات الإعلامية، ورؤساء تحرير الصحف والمنصات الرقمية، ونخبة من كبار الكُتّاب والمفكرين، وقادة الرأي وصناع الإعلام والمعنيين به في المنطقة والعالم.

وقال رئيس الوزراء، إن أحد الإشكاليات التي أدت إلى إطالة أمد الحرب في اليمن هي أنسنة المشكلة، وابتعاد المقاربات كثيراً عن معالجة جذر المشكلة الأساسي والتعاطي معها من جانب آثارها الإنسانية وهي آثار صعبة بالتأكيد وحياة كل يمني على امتداد الوطن هي مهمة، لكن هذه الآثار ليست نتاج كارثة طبيعية، ولكن أسبابها الحقيقية معروفة.

وتطرق إلى الآثار الكارثية المباشرة للهجمات الإرهابية الحوثية على منشآت النفط الخام، والتي حرمت الحكومة من أكثر من 70% من مواردها، وأدى الى ضعف تقديم الكثير من الخدمات للمواطنين ومفاقمة المعاناة الإنسانية، وقدرتنا على تقديم الكثير من الخدمات، ومنها الكهرباء، والمعالجات التي تعمل عليها الحكومة.

ولفت بن مبارك، إلى أن "دول العالم وصناع القرار بالمجتمع الدولي وعقب القرصنة والهجمات الحوثية ضد السفن التجارية والملاحة الدولية في البحر الأحمر، عادوا لما كنا نتحدث عنه من أن عدم إنهاء الانقلاب في اليمن، وارتباط ميليشيا الحوثي بأجندة خارجية ستحدث كوارث في المنطقة والعالم"، موضحاً أن الأولوية الرئيسية للحكومة هي إيجاد مقاربة حقيقية لمعالجة المشكلة في اليمن، وضرورة تمكين ووجود حكومة قوية قادرة أن تقدم خدمات حقيقية لشعبها، والدفاع عن مصالحه.

واستعرض رئيس الوزراء، آفاق ومستقبل السلام في اليمن، وهروب ميليشيا الحوثي من استحقاقات السلام والبعد الأيدلوجي والعقائدي لمشروعها ومحطات السلام التي أفشلتها من مفاوضات الكويت وستوكهولم وآخرها خارطة الطريق التي بذلت فيها السعودية وسلطنة عمان جهودا كبيرة وتم تبنيها من الأمم المتحدة، موضحاً أن خارطة السلام في اليمن واضحة وخارطة الطريق قدمت مقترح عملي وإجراءات لبناء الثقة تقود إلى وقف شامل لإطلاق النار ثم الدخول في عملية سياسية.

وأضاف: "هناك جولات كثيرة جداً للسلام، نكون دائماً قريبين جداً من خطة سلام، لكن ميليشيا الحوثي في كل مره تتهرب، فقرار الحرب والسلم ليس بيدها وإنما مرتبط بالنظام الإيراني ومشروعه، ونؤكد أن السلام أسسه واضحة لكنه بحاجة إلى شريك حقيقي، لا يمكن للسلام أن يتحقق بدون شريك حقيقي".

وجدد التأكيد، على أن السلام هو الخيار الاستراتيجي الوحيد للحكومة الشرعية واليمن، والمنطقة بحاجة إلى الأمن والاستقرار، وإنهاء معاناة الشعب اليمني ووقف الحرب، وما يتطلبه ذلك من ضغط وجهد دولي لدفع ميليشيا الحوثي للسلام.

وفند رئيس الوزراء، مزاعم ميليشيا الحوثي الإرهابية بنصرة غزة، والسرديات الخاطئة بربط ما يجري من تصعيد في البحر الأحمر، مؤكداً أن قرصنة ميليشيا الحوثي الإرهابية في البحر الأحمر وتهديد الملاحة الدولية بدأت قبل عامين من العدوان الإسرائيلي على غزة، وهناك تقارير من الأمم المتحدة حول ذلك، وما يحدث الآن هو هروب من استحقاقات السلام.

وقال: "من يفجر البيوت على رؤوس ساكنيها، والمساجد والمدارس، من يحاصر مدناً كاملة كما يحصل في تعز منذ أكثر من عشر سنوات، من يقنص الأطفال وهم ذاهبون للمدارس، والنساء وهن ذاهبات لآبار المياه، لا يمتلك أساساً أخلاقياً للادعاء بأنَّه ينتصر لقضية عادلة مثل قضية أهلنا في فلسطين".

وأوضح أن كثيرا من المفاهيم الخاطئة لدى المجتمع الغربي عن الأزمة اليمنية والتي قادت الى سياسات خاطئة بدأت تتغير، حيث كان يجري الحديث أن ميليشيا الحوثي لا تشكل تهديدا إقليميا ودوليا ولا يمكن أن تستهدف المصالح الدولية، والآن هي تقوم بهذا الأمر، وأيضاً كان يقال في كثير من الأحيان بأنه ليس هناك ربط حقيقي بين هذه الميليشيات وإيران، وأن ليس لها تأثير حقيقي، غير أن الأحداث الأخيرة أثبتت أنها جزء من هذه الأجندة.

واختتم رئيس الوزراء، حديثه بتوجيه كلمة أمل باستحضار اليمن الكبير، الذي تتوالد فيه الحضارات، وشعبها العظيم وموقعه الاستراتيجي وثرواته غير المستغلة، وقال "دائماً وأنا أنظر لوضعنا أنظر لهذه المكانة فأشعر بأننا أقوياء رغم الصعاب التي نعيشها، كل ما نقدمه لشعبنا لا يذكر قياساً بحجم تضحياته، ومهما قدمنا فهو لا يذكر"، مستطردا: "لدينا قضية عادلة، وحريصون على السلام لكننا حريصون على التمسك بعروبة اليمن وعودته إلى موقعه الاستراتيجي المهم وموقعه الحيوي، ولدينا تصميم ولدينا إرادة".

             

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
الدكتور محمد سالم الغامدي لـ (أخبار اليوم) الحاجة لتعديل تقومينا الهجري تأتي من ضرورة ضمان دقة توقيت الشرعية السماوية

قال الكاتب الصحفي السعودي الدكتور محمد سالم الغامدي، إن التعديل للتوافق مع حركة الأبراج والفصول لضمان أن يكون العالم الإسلامي متناسيا تماما مع الظواهر الفلكية المحددة. وأكد الغامدي في حوار خاص أجرته (أخبار اليوم) إن هذا مشاهدة المزيد