أوروبا 2024: البرتغال تضع ثقتها بخبرة رونالدو بحثاً عن المجد

2024-06-11 00:30:29 أخبار اليوم - متابعات

  

منح الإسباني روبرتو مارتينيس مدرب البرتغال ثقته ودعمه الكاملين للنجم المخضرم كريستيانو رونالدو حيث يأمل أن يكون رهانه ناجحاً لقيادة "سيليساو" أوروبا إلى لقب أوروبي ثانٍ، في حين تشارك جورجيا في النهائيات للمرة الأولى في تاريخها حيث أوقعتها القرعة ضمن منافسات المجموعة السادسة.

رفع رونالدو رصيده التهديفي التاريخي إلى 128 هدفاً في 206 مباريات دولية مذ أن تسلّم مارتينيس المهام الفنية.

ويتحضر "سي آر7" البالغ 39 عاماً إلى تحطيم المزيد من الأرقام القياسية عندما تنطلق منافسات كأس أوروبا على الأراضي الألمانية في البطولة الـ 11 الكبرى التي يخوض غمارها، بما فيها الرقم القياسي لعدد المشاركات في البطولة القارية (6)، في حين يسعى لزيادة رقمه القياسي لناحية أكثر عدد من الأهداف في النهائيات (14).

وكان رونالدو حلّ ثانياً في ترتيب أفضل الهدافين في التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى النسخة الحالية من كأس أوروبا، ما بدّد المخاوف بشأن الشكوك حيال تراجع نجاعته التهديفية بعد انتقاله إلى الدوري السعودي للدفاع عن ألوان النصر.

شهدت علاقة مهاجم ريال مدريد الإسباني ومانشستر يونايتد السابق مع مدرب المنتخب السابق فرناندو سانتوش توتراً خلال مونديال قطر 2022، بعدما قرر الأخير تركه على مقاعد البدلاء لتخرج البرتغال من الدور ربع النهائي أمام المغرب (صفر-1).

لكن رونالدو أعاد ترسيخ نفسه باعتباره تعويذة منتخب بلاده، على الرغم من أن البرتغال تتباهى أيضاً بالمواهب الهجومية في صفوفها على غرار برونو فرنانديش وبرناردو سيلفا وديوغو جوتا، وغونسالو راموش.

قال مارتينيس في بداية عهده عقب تعيينه مدرباً بعد كأس العالم في قطر، حيث أشرف على خروج بلجيكا المخيّب للآمال من دور المجموعات "كريستيانو لاعب فريد من نوعه في العالم، ويملك أكثر عدد من المباريات الدولية".

وتابع "الخبرة التي يتمتع بها في غرفة تبديل الملابس مهمة للغاية".

وأضاف "جميع اللاعبين لديهم دور مهم. الشباب بسبب رغبتهم في اللعب، وأمثال كريستيانو رونالدو وروي باتريسيو وبرناردو سيلفا يجلبون الخبرة. من المهم أن يكون لديك غرفة تبديل ملابس كاملة".

وأكد مارتينيس أن زميله السابق في ريال مدريد المدافع المخضرم بيبي (41 عاماً) والذي يدافع حالياً عن قميص بورتو، تم استدعاؤه أيضا بسبب "دوره المهم في غرفة تبديل الملابس".

في المقابل، يغيب أوتافيو زميل رونالدو في النصر بسبب الإصابة، ليتم استبداله بلاعب خط وسط مانشستر سيتي ماتيوس نونيس.

وتُعتبر البرتغال المرشّحة الأوفر حظاً للتأهل من المجموعة السادسة، لكن رونالدو سيكون من بين أولئك الذين يعرفون مدى صعوبة هذه المهمة التي تبدو سهلة، بعد أن تأهل البرتغاليون إلى مراحل خروج المغلوب بالتعادل مع النمسا والمجر وأيسلندا، في طريقهم للفوز بلقب 2016.

وتستهلّ البرتغال مشوارها بمواجهة تشيكيا في لايبزيغ في 18 الشهر الحالي، قبل أن تواجه تركيا بعد أربعة أيام في دورتموند، وتكمل دور المجموعات أمام جورجيا في غيلسنكيرشن في 26 منه.

ويسعى المنتخب البرتغالي لأن يصبح الدولة الثالثة فقط التي تفوز بالكأس مرتين في ثلاث نسخ أو أقل، بعد إسبانيا (2008 و2012) وألمانيا الغربية (1972 و1980). علماً أن رحلتها الأخيرة في النسخة الماضية (2020) انتهت في ثمن النهائي بخسارة أمام بلجيكا صفر-1.

-جورجيا تعتمد على خفيتشا-

تعتمد جورجيا في أوّل ظهور لها ببطولة كبرى على نجمها خفيتشا كفاراتسخيليا، في حين تحتدم الاضطرابات والعنف السياسي في البلاد.

حجز المنتخب الوحيد في هذه النهائيات الذي يشارك للمرة الأولى، مقعده إلى البطولة القارية بفوزه بركلات الترجيح على اليونان بطلة أوروبا السابقة في الملحق.

ويمنح نظام البطولة الجديد بعد رفع عدد المنتخبات المشاركة إلى 24 الدول الصغيرة مثل جورجيا الأمل في الوصول إلى الأدوار الإقصائية، في حين من الممكن أن يكون الفوز بمباراة واحدة كافياً لتأمين أحد أفضل المراتب في المركز الثالث.

وكان كفاراتسخيليا جزءاً من حملة الدفاع البائسة لنادي نابولي عن لقبه في الدوري الإيطالي هذا الموسم، لكنه يظل اللاعب الأساس في منتخب جورجيا بعد تسجيله أربعة أهداف في التصفيات.

قال نجم نابولي الذي قاده الموسم الماضي للفوز بالـ "سيري أ" للمرة الثالثة في تاريخه "كرة القدم بالنسبة لي مثل حياتي. من السهل قول ذلك، لكن كرة القدم هي حياتي".

ويتأهب المنتخب لباكورة مشاركاته على وقع اندلاع احتجاجات حاشدة من جانب المعارضة المؤيدة لأوروبا في جورجيا في نيسان/أبريل بعد أن قدمت الحكومة، بقيادة حزب الحلم الجورجي، مشروع قانون مثير للجدل حول "النفوذ الأجنبي".

وستكون تشيكيا على الورق هي المرشحة الأبرز للتأهل إلى جانب البرتغال، بعدما قّدمت أداء مبهرا في النهائيات السابقة وتحديداً قبل ثلاث سنوات عندما تأهلت إلى دور ثمن النهائي قبل أن تنتهي مغامرتها أمام الدنمارك.

ومن المتوقع مرة أخرى أن يهزّ المهاجم باتريك شيك الشباك بعدما تقاسم لقب أفضل هداف في نسخة كأس أوروبا 2020 مع رونالدو، علماً أنه استمتع بموسم لا يُنسى في باير ليفركوزن حيث فاز بثنائية الدوري الألماني(من دون أي هزيمة) والكأس، كما بلغ نهائي مسابقة الدوري الأوروبي (خسر أمام أتالانتا الإيطالي صفر-3).

دخلت تركيا نادي الترشيحات على نطاق واسع لتكون "الحصان الأسود" المحتمل للفوز بلقب النسخة الاخيرة، لكنها جرّت أذيال الخيبة بخروج مدوٍ من دور المجموعات.

سيسعى منتخب المدرب الإيطالي فينتشنسو مونتيلا، بقيادة صانع ألعاب إنتر بطل الدوري الإيطالي هاكان تشالهان أوغلو وأردا غولر النجم الصاعد في ريال مدريد، لإثبات أن ما مرّ به سابقاً بات خلفه وأنه يتطلع إلى المستقبل.

وسواءً اعتمد على كريستيانو رونالدو كلاعبٍ أساسيٍّ أم وضعه على مقاعد الاحتياط، يمتلك المدرب الإسباني روبرتو مارتينيس مدرب البرتغال تشكيلة قوية قادرة على الفوز بكأس أوروبا 2024 لكرة القدم مجدداً.

يدور نقاشٌ حول ما إذا كان حضور المهاجم المخضرم الفائز بخمس كراتٍ ذهبيةٍ مساعداً لمنتخب بلاده، أم معوّقاً له في فرصة أبطال أوروبا 2016 بتكرار الإنجاز مجدداً في ألمانيا.

رونالدو البالغ 39 عاماً والذي يلعب مع النصر السعودي، خاض بطولته القارية الأولى في كأس أوروبا 2004 وهو على أبواب خوض البطولة الدولية الـ11 في مسيرته.

حضر نجم مانشستر يونايتد الإنكليزي وريال مدريد الإسباني ويوفنتوس الإيطالي سابقاً في خمس نسخ من كأس أوروبا، سجّل في كلٍّ منها، وهو الهدّاف التاريخي لها بـ14 هدفاً.

صحيحٌ أنه لا يُمكن إنكار قدرته على إنهاء الهجمات، لكن رونالدو أصبح أقل حركة بكثير مما كان عليه في السابق، وقد قدّم المنتخب البرتغالي بغيابه في عددٍ من المباريات بعض أفضل مستوياته في السنوات الأخيرة.

بعدما عانى في دور المجموعات خلال مونديال 2022، جلس رونالدو على مقاعد الاحتياط أمام سويسرا في ثمن النهائي، وتمكّنت البرتغال من تحقيق فوزٍ ساحق (6-1) في أفضل أداءٍ لها ضمن البطولة.

غاب مجدداً عن مواجهة لوكسمبورغ خلال تصفيات كأس أوروبا بسبب الإيقاف، وسحق منتخب بلاده منافسه 9-0، في مباراةٍ تألّق فيها بديل رونالدو، غونسالو راموش مهاجم باريس سان جرمان الفرنسي مُسجّلاً ثنائية.

قال المدرب مارتينيس بعد إعلان تشكيلة البرتغال "بالنسبة لكريستيانو رونالدو، أعتقد أنه من الأفضل الحديث عن الإحصائيات".

وأضاف "اللاعب الذي يُسجّل (بهذا القدر الكبير) لناديه يُظهر استمرارية، وقدرة بدنية على البقاء في جاهزية دائمة وجودة أمام المرمى نحبّها ونحتاجها".

وتابع المدرب الذي أشرف على منتخب بلجيكا بين 2016 و2022 "لا نتّخذ قرارات بناء على المكان الذي يحترف فيه اللاعبون. نريد أن نبني أفضل فريق ونستدعي اللاعبين الـ26 القادرين على فعل ذلك".

سجّل رونالدو 44 هدفاً في 45 مباراة مع النصر في مختلف المسابقات هذا الموسم، كما صنع 13 تمريرة حاسمة.

وعلى الرغم من أن مارتينيس يؤمن بقدرات رونالدو ويدفع به أساسياً في كل فرصة، فإن هناك أصوات معترضة.

يقول فرانك لوبوف المتوّج مع منتخب فرنسا في كأس أوروبا 2000 "أعتقد أن بمقدورهم (البرتغال) الفوز بكأس أوروبا، لكن فقط في حال لم يلعب كريستيانو رونالدو".

يحتاج مارتينيس إلى إثبات نفسه بعدما فشل في قيادة جيل ذهبيٍّ لبلجيكا يضم كيفن دي بروين، إيدن هازار وروميلو روكاكو إلى الألقاب خلال حقبةٍ امتدت لستة أعوام.

بعد هذا الإخفاق، قدّم الإسباني مستوياتٍ جيّدةٍ مع البرتغال منذ تعيينه في كانون الثاني/يناير 2023.

حقق العلامة الكاملة في التصفيات، وفاز في 11 من المباريات الـ12 التي قادها، فكانت الخسارة الوحيدة وديةً أمام سلوفانيا.

"علينا أن ننمو"

النواة الأساسية للمنتخب البرتغالي تشبه تلك التي كانت تحت قيادة مدربه السابق فرناندو سانتوش، لكن اللاعبين يُمنحون حرية أكبر للهجوم.

إلى جانب رونالدو، يزخر المنتخب بثروة من المواهب الهجومية، بقيادةٍ من خط الوسط عبر برونو فرنانديش لاعب مانشستر يونايتد وبرناندو سيلفا لاعب مانشستر سيتي.

ثمّة خيارات هجومية لا تقلّ جودة أيضاً، مثل ديوغو جوتا (ليفربول الإنكليزي)، رافايل لياو (ميلان الإيطالي) وراموش بالإضافة إلى لاعبين آخرين.

وسيكون الشاب غونسالو إيناسيو قلب دفاع سبورتيتغ محطّ أنظار، وهو قادر على تقديم إضافة هجومية.

قد يكون هذا الجيل البرتغالي الأقوى في تاريخه، علماً أنه تم استبعاد عددٍ من الأسماء المميّزة من المنتخب، مثل ماتيوس نونيش (مانشستر سيتي)، فرانشيسكو ترينكاو (سبورتينغ) وريكاردو هورتا (براغا).

وتستهّل البرتغال مشوارها في مواجهة تشيكيا في 18 حزيران/يونيو، قبل لقاء تركيا في 22 وجورجيا في الـ26 منه ضمن المجموعة السادسة المتوقّع أن يتصدّروها.

يستهدف مارتينيس هذه المباريات لدفع المنتخب إلى مستوى جديد قبل الأدوار الإقصائية.

قال في كانون الثاني/يناير الماضي "حتّى ننجح في كأس أوروبا علينا أن ننمو خلال المباريات الثلاث الأولى".

وأردف "في السابق، منتخبات مثل إسبانيا، إنكلترا، فرنسا، بلجيكا، إيطاليا وألمانيا تمكّنت من الفوز بالألقاب عبر نموّها خلال البطولة

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
صحفي من تهامة يروي تفاصيل مرعبة لعملية اختطافه وتعذيبه ولحظة مهاجمة الحوثيين لمنزله بالأطقم العسكرية

بينما كنت أمسح رأس طفلي، كانت أصوات المليشيات الحوثية تتردد في أرجاء منزلي الكائن في السلخانة الشرقية، بمديرية الحالي، في يوم 13 نوفمبر 2018. في سردٍ مأساوي مليء بالقهر والألم، يستعرض محمد علي الجنيد، تلك اللحظة الفارقة ال مشاهدة المزيد