في ضل أحاديث ودعوات عن الحوار تفتقر للتطبيق الفعلي.. الحوار .. "بعبع" السياسة اليمنية .. أفكار نظرية لإشكالية قائمة

2010-06-14 03:27:05

• الصوفي
: اجتماع المشترك والمؤتمر على طاولة الحوار أمراً أصعب من حل مشكلة اليمن وعلى
الرئيس أن يحمي الوحدة الوطنية ويعيد الاعتبار للديمقراطية.

• النقيب
: الحوار في الوقت الراهن أصبح مضيعة للوقت وعلى سلطة البطش التنكيل أن ترحل وادعوا
المشترك إلى عدم المشاركة في جرائمها بالقبول بالحوار.

منذ أكثر من عام تقريباً وحتى الحظة الراهنة والوطن
اليمني يمر بمعمعة الحوار الجاري، وما أنفك اليمنيون داخل البلد وخارجة ليعلقون
آمالهم على ذلك الحوار ويعتبرونه ضرورة أساسية في ظل تدني وتدهور الأوضاع الداخلية،
ويدعون من جانبهم إلى التمسك به على أهميته البالغة في إخراج اليمن من أزمتها
الراهنة حتى صار مصطلح الحوار حاضراً بين الناس من أكثر المفاهيم تداولاً لاسيما في
الوسطين السياسي والإعلامي، وبالنظر لدوافع ذلك الحديث المكرر عن الحوار بين أطراف
العملية السياسية يتأكد لعامة اليمنيين حقيقة
أن ما يمكن وصفة الحوار
الحقيقي المفترض يكاد يكون مفقوداً بشكل طبيعي حتى على مستوى الحكومة وأعضاءها
والأحزاب وقياداتها وقواعدها، والسلطة وأجهزتها التنفيذية ولا يزال ذلك الحديث
يتواصل وبشكل متواتر بين السلطة والمعارضة، وخلال الفترة وإلى الآن دونما التوصل
إلى أي نتيجة محددة، يمكن الاعتماد عليها في حل ولو جزئية بسيطة من المشكلة القائمة
إلى درجة صار معها ذلك الحوار أشبة "ببعبع" السياسية اليمنية ما لم يكن "البعبع"
ذاته، وذلك ما ينطوي عليه من أفكار نظرية ومراوحة سلبية أظهرت الحوار في الواقع
اليمني وكأنه إشكالية قائمة، بل صار التكرار الممل لكلمة حوار دون أي آلية تنفيذية
تتخللها خطوات عملية مجرد استفزازاً لمشاعر اليمنيين كما أن طرح كلمة حوار على بساط
البحث والمناقشة دونما أي قرائن أو أدلة تؤكد مصداقية الكلمة ليست إلا بحسب رأي
كثيرون جزء من الأزمة ما دام والجدل الذي يفضي إلى جدل مستمر، فإنه وبقدر ما يؤدي
إلى تعميق تلك الأزمة القائمة، فإنه يؤكد غياب الحجج الواقعية خاصة ودعاة الحوار ما
زالوا حتى اللحظة مختلفين على مفهومه وتحديد أطرافه، وجدول أعماله، مما يجعلنا نطرح
عدد من التساؤلات عما إذا كان الحوار هو الحل للأزمة؟ أم أنه من نتائجها؟ ولا يمكن
أن تكون النتيجة مقدمة إلا عندما لا تتأسس أي دعوة لحوار وطني على مسؤولية الدولة
تجاه حل مشاكل مواطنيها وهي مسؤولية مستمدة من القوانين والتشريعات النافذة،
ومكتملة دستورياً وقانونياً، عندئذ يصبح ذلك الحوار مجرد مضيعة للوقت وتغطية لفشل
الدولة عن القيام بواجباتها وهدراً للمعرفة خاصة عندما تتماهى تلك المعرفة السياسية
بحوار يجهل الشعب ماهيته الحقيقية، كما يجهل أيضاً موضوعاته الأساسية، الأمر الذي
يطرح سؤال مفاده كيف ندعو الجياع إلى حوار وطني شامل مادام والمعنيون بالحوار
والقائمين عليه يقولون بأنه من أجل الوفاق والتفاهم حول كافة القضايا التي تهم
الوطن والمواطنين فهل يعي المنادون بالحوارات أن الشعب يتضور جوعاً ويعاني من الفقر
والبطالة بل أصبح البلد على مشارف المجاعة الشاملة وهو ما يمثل تناقضاً يصعب فهمه
أكان ذلك على صعيد السلطة أو المعارضة وكأن الحوار المقصود بينهما حواراً مقتصراً
على النخبة السياسية وليس من أجل الشعب ورفاهيته الاقتصادية وإنما لتمرير الصفقات
المتبادلة بمعزل عن هموم ومعاناة المواطنين خاصة والحزب الحاكم لا يرى في الحوار
ولا يريد منه إلا التغطية على الإخفاقات التي منيت به سياساته الخاطئة، وهو ما يظهر
حقيقة لا تقبل الجدل أو الشك تتمثل في الأجواء المضطربة على مستوى المشهد اليمني،
وذلك بسبب ضعف حضور الدولة وهشاشة كيانها التقليدي، وإذا كان الحال على صعيد الدولة
كذلك فكيف يمكن تهيئة تلك الأجواء لإجراء حوار وطني شامل وسط حالة التشظي السياسي
الذي تمر به اليمن الأمر الذي جعلنا نطرح عدد من التساؤلات على عدد من السياسيين عن
سبل وإمكانية تبني حوار حقيقي يخدم المصلحة الوطنية ويكون بعيداً عن المكايدات
السياسية ولا يعمق الأزمة القائمة:يقول أحمد عبدالله الصوفي – أمين عام المعهد
اليمني لتنمية الديمقراطية – هناك نظرية سياسية تحكم أحزاب اللقاء المشترك وليس فقط
خبراتها وعلاقتها بالمؤتمر الشعبي العام من خلال أشكال الحوار السابقة، حيث تزعم من
خلال نظريتها السياسية أن النظام السياسي في بلادنا قد انتهت مشروعيته وبالتالي فإن
أي حوار مع هذا النظام هو تجديد لمشروعيته - وهم تجديد المشروعية. أضاف : هناك وهم
يعتري أحزاب اللقاء المشترك كونها تعتبر نفسها مجددة للمشروعية متناسية أنها من
أوقف العملية الديمقراطية ومنعت حدوث انتخابات حرة ونزيهة ووضعت اليمن أمام العالم
كدولة تتخلى بطلب من المعارضة وتتوقف عن إجراء أي انتخابات لأن أي انتخابات ستجرى
حتى ولو بالتحايل على الديمقراطية من قبل الدولة يعتبر ديمقراطية ناقصة لأن أحزاب
المشترك لم تشارك في هذه الانتخابات. - قراءات في كتب قديمة وتابع الصوفي قائلاً:
المشترك يقرأ كتباً قديمة ويحاكي فلسفات قد ماتت وذلك حينما يعتقد أن المعارضة
قادرة على إسقاط النظام السياسي عن طريق الممارسة السلبية في الأداء. ويرى الصوفي أن
اللقاء المشترك عندما يريد إعادة عبدالله عبدالعالم في محاولة منهم لتطهير أيدي
عبدالله عبدالعالم من الدماء التي علقت بها، دون أي تردد في ذلك وكأن المعارضة
العنيفة عبر التاريخ السياسي تحتشد الآن وتحاول أن تقتص من النظام وتجبره على
الاعتراف بها، باعتبارها الطرف الأقل ، لكنه من يملي شروطه حد يجعل اليمن بعد خمسة
أعوام إذا ما استمر الحال على ما هو عليه الآن قد لا يكون موجوداً. - لا يوجد عقلاء
. وحول موقف عقلاء اليمن الاتهامات المتبادلة بين الطرفين لأحزاب المشترك والمؤتمر
الشعبي العام في التنصل من الحوار وإلقاء كل منهم باللاَئمة على الآخر أوضح الصوفي
أنه بين المشترك والمؤتمر لا يوجد عقلاء، وإنما هناك مؤتمر شعبي عام ولقاء مشترك،
يغادر ممثل الأخير منزل الدكتور الإرياني، ثم يصدر بياناً أن هناك وهم اسمه الحوار
ولا يتورع الرئيس المناوب للمشترك – على حد الصوفي الذي وصفهم بالمناوبين، - أن
يصدر مثل هذا البيان يكذب كل حوار – وكأننا نتكلم في سوق قات. واعتبر الصوفي أن مثل
هذا السلوك يجب أن نتوقف أمامه لأن الحوار مع من يكذّب أنه يأتي للحوار، وأحياناً
يأتي بمطالب ويقول أنه ليس هناك حوار، وكأن الحوار مع ما يسمى باللقاء المشترك أصبح
ضالة اليمنيين. وانتقد الصوفي من قال أنهم متواطئون داخل المؤتمر الشعبي العام عندما
يتواطؤون مع هذا المنهج للقاء المشترك مع أنه لقاء عابر ويبدو أنه لقاء شهوات أكثر
من لقاء خيارات وبرامج ورؤى سياسية واحدة على حد الصوفي. - إسقاط كل الأوراق. وبحسب
الصوفي فإن ما يجري داخل اللقاء المشترك هو تنفيذ أجندة إسقاط كل الأوراق من شجرة
الحياة السياسية للدولة اليمنية. وأردف الصوفي : واعتقد أن هؤلاء الطائشين الذين
خبروا الانقلابات لم يتعلموا أن الحوار بحد ذاته فن وليس بمقدورهم أن يكونوا
محاورين، لأن ليس لديهم قضايا، كما أنهم لم يتدربوا على أن يكون الحوار واحدة من
وسائل التطور السياسي. واستبعد الصوفي اجتماع طرفي المعادلة السياسية في اليمن
"أحزاب اللقاء المشترك والمؤتمر الشعبي العام" وقال ليس من مصلحة اليمن أن يجتمع
الطرفان ، طالما لديهم أجندات مختلفة بل مصلحة اليمن في الحفاظ على الوحدة الوطنية
وبأي خيار كان ، ويحافظ على الديمقراطية بأي ثمن وبأي كلفة ممكنة. وبالتالي فإن
الطرف الذي باستطاعته الحفاظ على وحدة اليمن ببرنامج سياسي وبقناعة وأن يلتزم طوال
الوقت بالعملية الديمقراطية هو الخيار لليمن وأياً كانت الكلفة التي يستطيع أن
يدفعها فإنها ستكون زهيدة مقابل أن يمنح اليمن استقراراً سياسياً بحسب الصوفي. -
مشاكل بحجم اليمن. ولفت الصوفي إلى أن المشترك لم يعد واحداً ، ولم يعد لديه أجندة
يمكن الاعتماد عليها، بل أصبح حميد الأحمر ينافس زعماء المشترك على الدور الريادي ،
وعليه فإن المشترك أصبح بحاجة ملحة لأن يعالج مشاكله التي هي شبيهة بمشاكل اليمن
وبالتالي فإن السعي إلى أن يلتقيا الحزب الحاكم واللقاء المشترك بات أمراً أصعب من
حل مشكلة اليمن، كما أنه لم يعد هناك إمكانية للحوار بين الجانبين ولو كطرفي ند ،
ذلك أن المشترك أصبح يعد نفسه كبديل للدولة معتقداً أن المال يصنع دولة ويشير
الصوفي إلى أن هناك في المشترك من يعتقد أن مشروعية 22 مايو في لحظة التوقيع يمكنه
أن يضع له فرصة كي يستعيد كل مكاسبه، وهنالك أوهام تحرك المشترك وهي تخالف الواقع
وتعكس الحقائق. - فرصة وحيدة. وخلص الصوفي إلى أن تجريب المجرب عقل مخرب ، ولذا لم
يعد من فرصة سوى فرصة واحدة أمام الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وليس أمام
مجلس النواب أو الحكومة ولا أمام أي قوى سياسية في الساحة، إذا كان جاد وصادق ويهمه
مصلحة اليمن فعليه أن ينفذ برنامجاً إستراتيجياً يحمي الوحدة الوطنية ويعيد
الاعتبار للديمقراطية ويتقدم نحو المستقبل. ذلك أن الرئيس أصبح متوقفاً الآن عند
1994 – بحسب الصوفي- والجميع يريد أن يوقفه عند ذلك التاريخ، ويكون رد الاعتبار
للديمقراطية من خلال الاعتراف بأنها حق للشعب وليس لأطراف العملية السياسية التي
تتنافس من أجل الشعب، وأن يعيد الحرية لاختيار أبناء هذا الشعب ، ويفتح شريان
السلطة للدماء الجديدة، وعليه أن يفتح قراءة الواقع التاريخي القوي ورؤى وأيدلوجيات
ومشاريع ، وليس لهذه الأحزاب التي قد تكلست وباتت تعمل متربصة لوراثته وهو حي. -
الحوار الأزمة. من جانبه يؤكد الدكتور / عيدروس النقيب – عضو الكتلة النيابية للحزب
الاشتراكي اليمني- أن الحوار في كل بلدان العالم وسيلة وليس غاية لكنه أصبح في
اليمن مشكلة وأزمة وأصبحت اليمن تعاني من مشكلة اسمها الحوار، لأن الحوار في
السياسة اليمنية تحول إلى كارثة من الكوارث وكأنه سبب أزمات اليمن. وأضاف: لا
مشروعية للحاكم دائماً ما يكون الحوار على قضية من القضايا، وهذه القضية تهم الناس
والمجتمع والشعب، لكن إخواننا في الحزب الحاكم يريدون أن يجعلوا من الحوار وسيلة
لإعادة أنفسهم وإنتاج أنفسهم لأن مشروعيتهم أصبحت مشكوك فيها. وأكد العيدروس أن
شرعية الحزب الحاكم في اليمن انقضت في العام 2009م وكان ينبغي عليهم أن يذهبوا
ليأتوا غيرهم وهم اليوم يدعون للحوار لإعادة إنتاج أنفسهم ليس إلا، أما الحوار
الفعلي فهم ليسوا من دعاته ولا يحبذونه، إذ كيف يدعون إلى الحوار في وقت هم يشنون
فيه الحرب ويقتلون المواطنين ويدمرون المنازل فوق رؤوس ساكنيها ويريدون من القوى
السياسية الوطنية أن تغفر لهم ذلك وأن تبارك لهم خطواتهم الإجرامية تلك. مضيعة
للوقتويرى النقيب أن أي حديث عن الحوار في ظل الأجواء الراهنة التي يشهدها الوطن لا
يعدو كونه مضيعة للوقت واستغفالاً للذين يرغبون في محاورتهم عبء نقيلوقال النقيب أن
إضفاء المشروعية وإسقاطها لا يصنعها الكلام والشعارات وإنما يصنعها من خلال ما يتم
تقديمه للمجتمع وللناس من خدمات ورفاه من قبل الحاكم ومن القوى السياسية، أما اليوم
فقد تحولت القوة السياسية الحاكمة إلى عبء ثقيل على جسد الحياة السياسية اليمنية
أرهقت الجسد اليمني وأهلكته بالفساد والبطش والتنكيل والفقر والإستقواء والعبث
بالدستور والقانون ولذلك ليس من حق الفئة الحاكمة أن تتحدث عن مشروعية أو شرعية وهم
يعلمون أنهم أخذوها بالتوافق الوطني من خلال ما سمي حينها باتفاق فبراير الذي تحول
إلى وبال على الشعب اليمني رفض الحوارودعا النقيب اللقاء المشترك بكافة فئاته
وقياداته إلى رفض الحوار مع سلطة تقتل وتفتك وتدمر المنازل فوق ساكنيها على حد وصفه
لافتاً إلى أن أي حوار يقوم به المشترك مع السلطة فهو مشاركة في الجرائم التي
إرتكبتها في المعجلة وفي الضالع وردفان والمكلا وأرحب وفي مأرب وصعدة وفي كل
مكان. وقال أنه يجب على المشترك أن يتطهر من أي لقاء مع هذه السلطة التي وصفها
النقيب بالمجرمة.
الحل والعلاجوعن الحل الناجح للخروج بالوطن مما يعانيه قال
النقيب أن الحل يكمن في أن يرحل الحزب الحاكم من على كرسي الحكم وأن يكفوا عن
التربع على صدور ورقاب الناس وأن يدعوا الشعب اليمني يحدد مصيره بعيداً عن سياسة
النخبة الحاكمة القائمة على القتل والبطش والنهب والاستعلاء. رسالة للشعبووجه النقيب
رسالة إلى الشعب اليمني بكافة فئاته السياسية الحية وهي أن يعلموا أن هذه السلطة لن
تمكث إلى الأبد وعلى الشعب ألا يخشى الخروج إلى الميدان والعمل دستورياً وقانونياً
على تغيير هذه السلطة وإختيار طريقة أخرى للحياة غير تلك الطريقة التي أوصلنا إليها
الحزب الحاكم الذي دمر البلاد والعباد

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
صحفي من تهامة يروي تفاصيل مرعبة لعملية اختطافه وتعذيبه ولحظة مهاجمة الحوثيين لمنزله بالأطقم العسكرية

بينما كنت أمسح رأس طفلي، كانت أصوات المليشيات الحوثية تتردد في أرجاء منزلي الكائن في السلخانة الشرقية، بمديرية الحالي، في يوم 13 نوفمبر 2018. في سردٍ مأساوي مليء بالقهر والألم، يستعرض محمد علي الجنيد، تلك اللحظة الفارقة ال مشاهدة المزيد