الإعلامي المصري هاني شكر الله لـ"أخبار اليوم" يتمنى:

الا تتكرر ماساه الانتخابات المصرية في اليمن

2010-12-09 04:21:34 حاوره /صفوان الفايشي



أكد الإعلامي المصري هاني شكرالله ـ أن الانتخابات المصرية الأخيرة مثلت نكسة للإصلاح السياسي والعملية الديمقراطية برمتها، نتيجة التجاوزات والمخالفات التي شهدتها تلك العملية الانتخابية، متمنياً ألا يرى تلك المأساة تتكرر في أي قطر عربي.
وشدد شكر الله في الوقت ذاته على أهمية وجود معارضة قوية كشرط لتوازن القوى والحيلولة دون حدوث التزوير،مشيراً إلى دور الشعوب في إحداث التغيير من خلال المشاركة السياسية، لكنه يرى أن الأحزاب في العالم العربي " سلطة ومعارضة، أيأست الشعوب من العملية السياسية، مما جعلها تعزف عن المشاركة في العمل السياسي.
وتطرق شكرالله إلى ما قال إنها حالة استثناء في العالم العربي والمتمثلة في ديمقراطية تنتج الحزب الواحد وهو ما يجعلنا بحاجة إلى ديمقراطية حقيقية قائمة على التوافق بين مختلف القوى حقيقية قائمة على التوافق بين مختلف القوى السياسية وهو توافق على الدستور.
 شكرالله تناول في حديثه لـ"أخبار اليوم" قضايا كثيرة سنتعرف عليها من خلال هذا الحوار:ـ
*
* ما هو تقييمك للأجواء التي أجريت فيها الانتخابات المصرية وما شهدته من تزوير؟
أعتقد أنها كانت مؤسفة ومحبطة إلى حد كبير لقطاع كبير من الشعب المصري، ذلك أن الوعود التي أطلقها النظام المصري في انتخابات 2005م، بخصوص الإصلاح السياسي والذي كان قد أفتتح بتعديل قانون الانتخابات وإقرار إشراف رجال السلطة القضائية إشرافاً كاملاً على العملية الانتخابية، لكن شيئاً من هذا لم يتم، بل تم سحب هذا النص بعد ثلاث سنوات في إجراء انتخابات 2005م، ولم يعمل به حتى مجيء الانتخابات هذا العام 2010م، والتي شهدت الكثير من التجاوزات والمخالفات.. وللعلم فإن العملية الانتخابية المصرية دائماً تصاحبها تجاوزات ومحالفات، هذه التجاوزات ليس شرطاً أن تكون من الإدارة الحكومية نفسها، كون العملية الانتخابية المصرية لا يزال يغلب عليها الطابع القبلي " الطابع القبلي في مصر مختلف قليلاً عن الطابع القبلي في اليمن طبعاً" ولذلك غالباً ما نجد أن العائلات الكبيرة في المناطق المختلفة تقوم بالتزوير لصالح مرشحها أياً كان هذا المرشح، وعادة ما يحدث هذا بين مرشحين من الحزب الحاكم مع بعضهم البعض، وهذه ظاهرة فريد تتميز بها العملية الانتخابية المصرية، ولا أعتقد أنها موجود ة في بلاد كثيرة من العالم وهي أن الحزب الحاكم يصارع نفسه، ذلك أن الجزء الأكبر من المعركة الانتخابية تمثلت في صراع الحزب الحاكم مع ذاته، ويحدث على إثر ذلك عنف شديد، وربما سقط قتلى وجرحى نتيجة ذلك العنف، وأيضاً ما حدث لجماعة الإخوان المسلمين الذين نجحوا في انتخابات 2005م في الحصول على 88 مقعداً وهذا كان شيئاً غير مسبوق، وقد بدى الحزب الحاكم قبل انتخابات 2010م، ولديه إصرار شديد على إقصاء الأخوان المسلمين من البرلمان، أو على الأقل الحد من تواجدهم بشكل كبير وكانت التوقعات تشير إلى أن نية الحزب الحاكم يريد الهبوط بمقاعد الإخوان المسلمين وهم كانوا يدركون ذلك، وكما عرفت من حديثي مع بعضهم أنهم كانوا يراهنون على 20 مقعداً في أعلى حد وفي الوقت ذاته كانت المؤشرات تقول إن الحزب الحاكم لا يريد برلماناً سيطر عليه بنسبة 95% والذي يوحي بأننا عدنا إلى مرحلة حكم الحزب الواحد، على اعتبار أن حدوث هذا أمر غير لطيف للحزب الحاكم أمام العالم الخارجي أو في الداخل المصري، ولهذا فقد كان هناك اتفاق قوي بين قيادات الحزب الوطني ليس على التخفيض المطلق من مقاعد المعارضة في البرلمان، ولكن استبدال معارضة بمعارضة كإقصاء الإخوان المسلمين، واستبدالهم بالوفد والتجمع وبضعة أحزاب أخرى، إلا أن خطة الحزب الوطني هذه فشلت فشلاً ذريعاً، وانا أعزو هذا إلى جشع مرشحي الحزب الحاكم، بالنظر إلى حجم التكالب الذي كان بينهم، وذلك أن الحزب نفسه أنزل في قائمته الرسمية أكثر من مرشح يتنافسون على ذات المقعد في أكثر من "140" دائرة انتخابية، أي حوالي ثلث البرلمان، زد على هذا أن هناك عدداً كبيراً من المرشحين ممن هم أعضاء في الحزب الحاكم لكنهم خاضوا الانتخابات في مواجهة القائمة الرسمية للحزب الحاكم، وعادة عندما ينجح هؤلاء يعلنون انضمامهم إلى الحزب الحاكم كما حدث في انتخابات 2005م
تداعيات وآثار
* ما هي تداعيات وآثار ما شهدته الانتخابات المصرية على المنطقة العربية؟!
تعتبر مصر أنموذجاً مهم جداً بالنسبة للمنطقة العربية كلها، وبالتالي لو إستشعرت المنطقة العربية أن مصر تتقدم نحو مزيد من الديمقراطية ومزيد من الإصلاح السياسي فمن المؤكد أن يخلق هذا حالة من الضغط باتجاه ذلك في البلدان العربية الأخرى، ولذا أعتقد أن الحزب الحاكم والحكومة المصرية في ورطة ويجب عليهم أن يدركوا أنهم في مأزق، كون المشهد سيئاً ورديئاً، ذلك أن استحواذ الحزب الحاكم على ما نسبته 95% من مقاعد البرلمان، وأن يحدث هذا بعد مرور أكثر من 30 سنة من مسيرة الإصلاح السياسي والتعددية الحزبية، وأن يظل حزب واحد يسيطر وبشكل شديد على مجمل الحياة السياسية في البلاد ـ فإن هذا مشهد لا يرضي أحداً، ولذا لا أعتقد أن هذا الوضع سيستمر طويلاً، بل إن وصول المسألة إلى هذا المأزق تطرح على الجميع بمن فيهم الحزب الحاكم ومعارضيه ضرورة البحث عن سبل أخرى للتعامل مع النظام السياسي القائم وإلا فالجميع مهدد في ظل وضع وصلت فيه الأمور إلى هذا المستوى من التراجع.
الأطراف والمركز
* هل تتوقع أن يتكرر مشهد الانتخابات المصرية في بلدان عربية أخرى خصوصاً ونحن في اليمن مقبلون بعد أشهر على انتخابات نيابية؟
"يضحك" ربنا يستر.. أرجوا .. أرجوا أن تأخذنا اليمن باتجاه أفضل وليس تكرار نفس المأساة
* لكن مصر تمثل مقدمة الأمة العربية؟
هذا صحيح، لكن أحياناً يحدث العكس، فالأطراف هي التي تقود المركز،وأملي أنا كمصري أنكم في اليمن تعطونا وتطلعونا على نموذج مختلف، بحيث أننا نقول للنظام عندنا شوف اليمن سبقتك في الإصلاح السياسي.
* هل تتوقع أن يستمر مجلس الشعب المصري بصورته الحالية رغم عدم شرعيته من وجهة نظر المعارضة؟
أشك شكاً شديداً في أن يستكمل هذا البرلمان مدة خمس سنوات.
* كيف تلقى الحزب الوطني ردود الأفعال الخارجية تجاه ما شهدته العملية الانتخابية المصرية من تزوير ومخالفات رصدتها مختلف وسائل الإعلام؟
 إعلم أن هناك عدداً كبيراً من قيادات الحزب الحاكم في مصر وبالذات أولئك الذين ينظرون لأنفسهم على أنهم تيارات تحديثية وإصلاحية ـ مصدومون مثلهم مثل المعارضة، وليسوا سعداء بما جرى.
التوريث
* هل تعتقد أن الحزب الحاكم أقدم على كل ذلك تمهيداً لجعل عملية التوريث أمراً واقعاً لا مفر منه؟
هذا الموضوع شديد الصعوبة أن يتوقع الإنسان فيه حدوث شيء معين وأنا شخصياً لست مقتنعاً تماماً بأن هناك مخططاً للتوريث، وإن كنت أعتقد أن جمال مبارك هو أحد الاحتمالات المطروحة، وترجيحي أن الانتخابات الرئاسية في العام 2011م هو أن يرشح الرئيس مبارك لولاية أخرى، ومع هذا لا أستبعد أن تكون هناك احتمالات أخرى، لأن النظام السياسي مصمت جداً ولا نعرف حقيقة ما يجري وإنما نرى مؤشرات فقط، ولا نعرف ما يخبئه القدر، وقد يكون شخص آخر.
مذنبون
ما هو موقفنا كشعوب من ارتداد الأنظمة العربية عن التعددية الحزبية والديمقراطية؟!
الكل مذنب، لأن الديمقراطية لا أحد يأتي بها من أحد وإذا ما قرأنا نتائج الانتخابات الحالية سنجد أن هناك ضعفاً حقيقياً في المعارضة، لأنه لو كانت هناك معارضة قوية تفرض نفسها وتمنع التزوير، بغض النظر عن حجم التزوير وإلى أي مدى كان.. ويبقى لدينا أن المعارضة الوحيدة في مصر الجديرة بأن يطلق عليها معارضة هي جماعة الإخوان المسلمين بكل ما لديهم من مشاكل، وعلاقتهم بمختلف القوى المصرية، وكذلك التحول السلفي في حركة الإخوان المسلمين الذي يضعفها سياسياً، وطغيان الاتجاهات السلفية والمحافظة على التيارات الأكثر سياسية والأكثر حداثةً، كل هذا يضعف جماعة الإخوان ويجعلها غير قادة على إيجاد تحالفات وطمأنة الشعب المصري، في حال أصبح لها نفوذ في الحياة السياسية الشرعية في البلد أنها لن تستأثر ولن تكون الانتخابات التي ستجريها انتخابات المرة الأولى والأخيرة، وأن الانتخابات التي جاءت بها إلى السلطة تنتهي عندها الديمقراطية، عند ذلك سيسود عند كثير من الناس تخوف حقيقي وبالذات عند الأقباط واتجاهات المثقفين، إلا أن الإخوان ورغم كل هذا يظلون المعارضة الوحيدة.
ويبقى السؤال أمام بقية الأحزاب "الوفد، التجمع، الناصريين" لماذا سمحتم لأنفسكم أن تضعفوا إلى هذا الحد؟ إذاً هناك مأزق يواجه الجميع.
* لكن قد يقولون إنهم لا يريدون أن يدخلوا في مواجهة وعنف مع النظام؟
هذا صحيح لأن في العنف دماراً للأمة، لكن لا بد أن تكون هناك طريقة، لأن القوى السياسية لا تخلوا من الاتجاهات العقلانية بما فيها الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة والإخوان المسلمين وكل هذه القوى السياسية مطالبة بالبحث عن مخرج من المأزق الذي يواجه البلد والشعب.
معارضة قوية
* هل وجود معارضة قوية شرطاً لنجاح العملية السياسية؟
إذا لم تكن هناك معارضة قوية فلن تكون هناك ديمقراطية ولن تحصل ديمقراطية، لأن الديمقراطية في النهاية ميزان قوى، حتى لو أتينا بحزب من الملائكة، وأعطيته كل شيء، ولا يوجد من يخالفه، فلن يستقل ولو أتينا إلى التزوير لوجدنا أن من يشرفون على العملية الانتخابية هم في الأخير موظفون، ولو كان هذا الموظف يدرك ـ سواءً وجد إشراف قضائي أم لم يوجد ـ أن الحزب الحاكم هذه المرة قد يكون حزباً معارضاً في المرة القادمة، وحزب المعارضة يتحول إلى حزب حاكم ـ سيعرف أنه إذا هو زور لصالح الحزب الحاكم هذه المرة، سيأتي الحزب المعارض في المرة القادمة وسيقطع رقبته، وبالتالي لن يزور، وسيبقى محايداً، لأنه يعلم أن الحكم سيؤول هذه المرة إلى هذا وفي المرة القادمة إلى ذاك، وهكذا.
نسيم عليل
* كيف تقرأ مستقبل الديمقراطية في العالم العربي في ظل هكذا ممارسات من قبل الأنظمة الحاكمة؟
* من الصعب جداً التنبؤ بديناميكية حركة الشعوب، ولقد بتنا نحن في العالم العربي استثناءً للعالم كله، وبالنسبة للديمقراطية أصبحت تطوف في مختلف أنحاء العالم من أميركا الجنوبية إلى شرق آسيا، إلى أفريقيا، وجنوب الصحراء وتأتي عند العالم العربي فتتحول إلى نسيم عليل، فهل سنظل "استنثاءً" أم سنتحول إلى الديمقراطية الحقيقية والتي هي مطلب شعبي عربي منذ عقود وليس سنوات متى سيحدث هذا؟ وكيف ؟ هذا ما يصعب التنبؤ به، لكن يترتب عليه ركود في مختلف جوانب حياتنا الاقتصادية والتنموية والاجتماعية والفكرية والثقافية والفنية وبكل المستويات وسنكتشف عندها حالة من الركود الكئيب الذي يجب أن نخرج منه، على اعتبار أننا أمة تمتلك مقومات النهضة وكنا في فترات سباقين كل بلدان العالم.
توافق عام
* إذاً كيف يمكننا تجاوز مرحلة الركود هذه من خلال الأداء السياسي؟
بالتأكيد إننا نستطيع ذلك، لكني لا أملك وصفة محدودة لذلك، لكن يجب أن يكون هذا هو طموحنا، وأعتقد أنه يجب علينا أولاً أن نبحث على بند الثوابت، لأن النظام الديمقراطي ليس نظاماً تجارياً ولا هو تغيير رديكالي، إنما التغيير فيه يحصل بشكل تدريجي ودائماً ما يتم على قاعدة من التوافق العام حول الثوابت وفي إطار هذه الثوابت يدور الصراع، ونحن نكون بهذا إزاء شيئين اثنين ـ أولاً: إن مختلف هذه التيارات السياسية إسلامية وعلمانية وقومية وليبرالية... إلخ ـ كل هذه التيارات تتوصل إلى تصور لتوافق عام حول الدستور، لكن لا بد أن يبقى هذا التوافق العام مقنعاًَ للجميع، بحيث لا يظل عندنا هذا الاختلال الرهيب في التوازن بين القوى السياسية والإيديولوجية المختلفة، لأن هناك اختلالاً كبيراً بين تلك القوى.
الأمر الآخر: لا بد أن يدرك الحكام خطر الاستمرار في هذا السلوك وعندنا مثل مصري يقول: سارقهم السكينة"، لأن هناك عدم إدارك في أنك قد تنجح في أنك تستمر عام وعامين وثلاثة وعشرة إلى آخرة، لكن هذا الوضع غير قابل للاستمرار، بل هذا وضع خطير ويهدد ليس بتفكك الدولة فقط بل بتفكك المجتمع.
كما أنه لا بد من مشاركة الشعوب، لأننا نحن في العالم العربي "حكومات ومعارضة" يأسناهم من العملية السياسية، فمثلاً عندنا في مصر 25% هو حجم المشاركة في الانتخابات الأخيرة وهذا بحسب ما أعلنته الحكومة، لكن الرقم الفعلي أقل من ذلك بكثير وقد يصل إلى 12%، وهذا الرقم عندما تقارنه بأي بلد في العالم يعد شيئاً مخيفاً، ونحن هنا نتكلم عن شعوب عازفة عن السياسة وبالتالي فإن مشاركة القطاعات الشعبية في العملية السياسية وجعلها تشعر بأنها جهة مصلحة حقيقية ـ ستمنع التزوير، وأنا أرى أن التزوير بالنسبة للمعارضة حجة البليد والمثل يقول" حجة البليد مسح التخت" "السبورة"، لأن المعارضة لو هي قوية فعلاً ستمنع التزوير.
* كلمة أخيرة؟
أوجه رسالة للشعب اليمني وأقول له: خذوا المبادرة وعلمونا نحن المصريين، الذين تأثرتم بنا في تبني النظام الجمهوري، إذاً قودونا أنتم في تبني النظام الديمقراطي وتوسع الديمقراطية في ظل النظام الجمهوري.

اعتراض
Objection
هو إعلان عن عدم الموافقة على أمر ما، وفي القانون، الاعتراض "أو المعارضة" هو طريق من طرق الطعن العادية في الأحكام يلجأ إليه الخصم الذي حكم عليه غيابياً لأجل الوصول إلى إلغاء أو تعديل هذا الحكم وذلك أمام المحكمة نفسها التي أصدرته.
ويعد الاعتراض "أو المعارضة" طريقاً ضرورياً للمحافظة على حق الدفاع للمحكوم عليه الذي صدر الحكم ضده دون أن يتمكن من إبداء دوافعه ووسائل دفاعه، لا سيما في الأحوال التي يكون فيها هذا الأخير حسن النية ولم يقدم على التغيب بقصد المماطلة وكسب الوقت.
أما الاعتراض من قبل الغير: فهو طريق من طرق الطعن بالأحكام، أجازه القانون لكل شخص لم يكن خصماً ولا ممثلاً في الدعوى، إذا كان الحكم الصادر فيها يمس بحقوقه.
ثم هناك الاعتراض على مشروع أو قرار سياسي في مجليس الأمن الدولي، يتم من قبل إحدى الدول الكبرى الأعضاء الدائمين في هذا المجلس باستعمال حق النقض أو "الفيتو" لتعطيل المشروع أو القرار.

إصرار على الزهو الكاذب!!
لا ندري لماذا يصر البعض منا على ادعاء النجاح والانتصار مع أنه نجاح وهمي وانتصار غير حقيقي، ويسعى جاهداً لتحويل الإخفاق والفشل إلى إنجاز والمحن إلى منح، مع أن الوقائع على الأرض تؤكد وتثبت خلاف ما يذهب إليه أولئك المتخمون بفساد السلطة والثروة من تباهي وتفاخر بمنجز في الدول الأخرى يصنعه أفراد وليس حكومات من ورائها شعوبها، وبالتالي ليس هناك ما يحملنا على الزهو الكاذب والعجب الزائف، فكلنا سوءات وعيوب وأخطاء وإخفاقات وفشل وعجز وتخلف فلماذا كل هذه النشوة؟
من أننا لا نزال أفقر دولة في الجزيرة العربية ولا يزال ثلثا اليمينين يعيشون بأقل من دولارين في اليوم، ولا تزال البلهارسيا الوباء الذي أصبح في الدول الأخرى في تاريخ الطب لا يزال من الأوبئة المستوطنة ونسبة الإصابة به 10% ولا نزال أيضاً نتسول المساعدات ونستجدي الأشقاء والأصدقاء دون فائدة، كما أنه لا يزال معظم اليمنيين وإن كانوا ينتمون إلى هذا الوطن، إلا أنهم لا يزالون مهجرين لا يمتلكون مساكن وخصوصاً في المدن الرئيسية ويعيشون تحت رحمة المستأجرين أمام عجز حكومي كامل عن القيام بأي حلول لمعالجة أزمة المساكن، باعتبارها أحد أهم عوامل الاستقرار.
ولا يزال مليون ونصف من الأطفال يتسربون من التعليم سنوياً ولم يلتحقوا به، ناهيك عن أن بعض المدراس لا يزال طلابها يفترشون الأرض، ويفتقدون للمعلمين، فلماذا التعالي الكاذب؟
ولا تزال البطالة تسري في أوساط الشباب والخريجين كسريان النار في الهشيم.. كما ما نزال عرضة لابتزاز مجموعة من التجار الذين ماتت ضمائرهم وباعوا آخرتهم بدنياهم ولا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة، ولا يزال بعضنا ينصب على بعض ويمارس الزيف والخداع على جاره وأخيه وأقرب الناس إليه.
معوقات وصعوبات لا حصر لها نعاني منها ومع هذا يخرج علينا البعض ليحدثنا عن مكاسب بأرقام فلكية لا يصدقها عاقل، ويسرد المنجزات التي لا توجد إلا في مخيلته، ولم يعلم هؤلاء أن هناك مؤسسات ودوائر حكومية لا تزال غير قادرة على منح موظفيها رواتبهم في الزمن المحدد، ناهيك عن تأخر المستحقات والمكافآت رغم ضآلته لأشهر وقد تمتد إلى عام كامل.. فأين المنجزات التي يتحدثون عتها؟! وأين المكاسب التي يطقطقون بها؟! كفى يا هؤلاء تهريجاً ونفاقاً وكذباً وزيفاً!! كفانا استهتاراً بمشاعر هذا الشعب!! كفانا زهواً زائفاً وابتهاجاً كاذباً! ألا يكفي الفساد الذي ينخر في كل دائرة من دوائر القطاع الحكومي؟
ألا يكفي الفقر الذي يزداد كل يوم زبائنه؟
كفانا صفقة الغاز المشبوهة وحقل النفط ومحطة مأرب الغازية!! إننا بحاجة إلى أن نكون صادقين مع أنفسنا قبل الآخرين وذلك حتى لا يفقد الآخرون ثقتهم بنا.. عندها يمكننا أن نتحدث عن منجزات ونجاحات وغيرها..

حديث الناس
طقس يلفه الظلام
رغم الشكاوى التي رفعها الناس على مؤسسة الكهرباء بشأن تلف أجهزتهم الكهربائية نتيجة الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي ـ إلا أن الجهات المعنية في الكهرباء تمعن في ممارساتها تلك وبإصرار شديد، متجاهلة كل الانتقادات والشكاوى، وكأن الأمر لا يعنيها. وقد زادت هذه الأيام نسبة الانطفاءات الكهربائية لتصل مدتها في بعض الأحياء إلى ثلاث ساعات، كما هو الأمر في حي هبرة خلف وزارة التربية والتعليم وسعوان وأحياء شارع خولان والصافية والحصبة وغيرها.. وإذا ما حاول المرء الاتصال بأحد أرقام طوارئ الكهرباء في منطقة من المناطق ـ لا يجد من يرد عليه، ناهيك عن الضعف الشديد الذي يبدو عليه التيار الكهربائي في بعض الأحياء، بحيث لا يستطيع تشغيل جهاز الكمبيوتر.
 فإلى متى هذا التجاهل والتساهل واللامبالاة من العاملين في هذا القطاع الهام؟ ومتى سينعم المواطن بكهرباء خالية من المنغصات؟!.
الانتخابات المصرية مؤسفة ومحبطة للشعب المصري
* الحزب الحاكم في مصر كان يريد استبدال معارضة بمعارضة أخرى ولكنه فشل فشلاً ذريعاً
* الحزب الحاكم والحكومة المصرية في ورطة ومأرق للمشهد السيء والرديء
* الشعوب العربية أصبحت عازفة عن السياسة بسبب "السلطة والمعارضة"
* أرجوا أن تأخذنا اليمن باتجاه النظام الديمقراطي فقد تأثروا بنا في تبني النظام الجمهوري وألا تكرر نفس المأساة
* المعارضة الوحيدة في مصر هي جماعة الإخوان المسلمين
* إذا لم تكن هناك معارضة قوية تمنع تزوير فلن تكون هناك ديمقراطية لأن الديمقراطية ميزان قوى
* الديمقراطية الحقيقية مطلباً شعبياً عربياً منذ عقود


المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد