منطقة المزارع والمنطقة الجديدة في دار سعد الشرقية بعدن يبلغ عدد سكانها 1400 نسمة تقريباً، يمثل الفقر فيها (61 %).. أما نسبة الأمية فيها فتصل إلى (30%).. كهرباء ضعيفة، والمياه شبه معدومة، وطرق غير معبدة، وشوارع بلا إنارة، ومشروع مجاري لم يكتمل..

تكمن مشكلة الماء والكهرباء في منطقة المزارع والمنطقة الجديدة التي قد تصل إلى انعدام المياه لساعات طويلة في اليوم الواحد، وكذا الكهرباء المتقطعة.
يقول أحمد سليمان، إن الماء والكهرباء هما أهم ما نعانيه في "المزارع" فالكهرباء منقطعة طوال الوقت وضعيفة أما المياه فانقطاعها بشكل مستمر.
وشكا سكان المزارع والمنطقة الجديدة من انتشار القمامات في الشوارع الرئيسة والفرعية وأمام المنازل، و حملوا مسئولية ذلك عمال النظافة لعدم نزولهم بشكل دائم ومستمر لانتشال القمامات قبل تراكمها.

شراكة المجاري
في منطقة المزارع والمنطقة الجديدة كان المواطن شريكاً فعالاً ومسانداً لتنفيذ مشروع المجاري، وذلك بدفع رسوم للمجلس المحلي يقدر بـ(10000) ألف ريال على كل منزل، إلا أن هذا المشروع لم يكتمل، ولم يجنِ سكان هاتين المنطقتين ثمار رسومهم، حيث قال البعض منهم إنها دفعت من المخصص الغذائي الشهري.
وقال عاقل المنطقتين شيخ أحمد عبدالله السالمي: "إنه تم الاتفاق على إدخال مشروع مجاري إلى دار سعد الشرقية بأكملها، وساهم المواطنون بدفع مبالغ مالية، ولكن للأسف لم يكتمل المشروع، حيث أن المشروع وصل إلى منطقة (غليل) وأجزاء منها، ومنطقتنا لم يصل هذا المشروع إليها بحجة عدم توفر المواسير والأغطية للمناهل".
وأضاف العاقل شيخ السالمي "وعندما خاطبنا الجهات المتخصصة أخبرونا أن هذا هو الجزء الأول للمشروع على أمل أن يكتمل المشروع بعد ذلك، وهذا الأمر يرجع تاريخه إلى 2009م م بعد متابعات طويلة المدى".. مشيراً إلى أن مشكلة المجاري تمثل الهم الأعظم بالنسبة لهم لما يعانونه من آثار البيارات الطافحة التي تسبب الأمراض الفاتكة. 
أم عباس وأطفالها الـ 12 عشر
في المزارع لا يمثل نسبة الفقر الحد الأعلى، إلا أن هناك أسراً تتجرع قساوة الحياة ومرارتها، فهذه أم عباس وأولادها الـ "12" يتيماً، فقد مات زوجها تاركاً لها حملاً ثقيلاً.
 تقول أم عباس: نحن في المنزل هذا الذي يغطيه الزنج والكراتين وسقوف من جواني وكنابل، ننام جميعنا ولا نعرف ما يخفي لنا غدا ولدي" 8 " فتيات وولدان صغيران وشابان أحدهما معاق، والشاب الآخر ليس بيده أي شيء أو حرفة، ونعيش على إعانات الجيران تارة وتارة من بيع مخلفات المواد البلاستيكية والحديد التي يقوم بجمها ولدي طيلة اليوم.
شباب
يمثل الشباب في كلا المنطقتين 40% من سكانها، ويمثل العاطلون عن العمل منهم"38" بالمئة والــ2 بالمائة متزوجون ولديهم أبناء وليس لديهم عمل مستقر أوثابت، سوى أن الحياة ترمي بهم من عمل لآخر في ظل الإهانات وسوء معاملة أرباب عملهم.
بقول أحد شباب المنطقة الجديدة ـ رفض ذكر إسمه ـ إنه يعمل لدى أحد المتنفدين الذي يكيل له دوماً الشتائم والإهانات دون سبب يذكر، وإذا قصر يوماً في عمله أقام رب عمله الدنيا عليه.
وأضاف ـ بعد تنهيدة ملتهبة ـ إنه قرر ترك العمل كثيرا، ولكنه يتراجع عن ذلك القرار كونه من الصعب الحصول على عمل آخر- حد قوله.
 أما راغب الحاج قال: أنا متزوج ولدي ولدان وأسكن إيجار وليس لدي عمل ثابت خاص أو عام، يعني على باب الله والنعم به، وأدفع كهرباء وماء من حين لآخر ولا أحد يمد لي يد العون.
وأضاف: أقسم بالله أنه تمر عيلنا أيام أنا وزوجتي وولداي لا نحصل على أبسط الأشياء وهو ملح الطعام.
مركز شرطة ومدرسة بلا مياه
تحدث عبدالله الهبة ـ نائب عاقل الحارة ـ عن مدرسة "إبن خلدون" في منطقة المزارع بالدار الشرقية عن وجود " 78 " أسرة بمعدل "350 " فرداً من نازحي أبين يسكنون مدرسة إبن خلدون من دون ماء، حيث أنهم يحصلون على الماء من خلال المزارع المجاورة للمدرسة أو المساجد القريبة، وكذا تحدث أحد المصادر العاملة في شرطة دار سعد عن المبنى الذي نقلوا إليه بعد إحراق المركز الرئيسي للشرطة وهو عبارة عن مستوصف قيد التشييد وقال إن المركز لا يوجد به ماء يذكر واعتماد القسم وأفراده على بوز الماء لتلبية إحتياجاتهم.
البناء العشوائي
نظراً للظروف التي عاشتها بلادنا من أزمة سياسية فقد استفاذ منها بعض الناس لإقامة الأعمال الغير قانونية ومنها البناء العشوائي التي أضرت بالمخططات المرسومة للطرقات وضيقتها دون وضع إعتبار للآثار السلبية التي قد تترتب على ذلك.
من جهته دعا شيخ الحارة المواطنين إلى كبت هذه الظاهرة ومحاربتها والوقوف ضد أولئك الذين يضرون بمنطقتهم، محذراً سلبيات وآثار ذلك التي قد تضر بالصالح العام في المستقبل.
يتساءل سكان المزارع الجديدة عن إنارات الشوارع لأنهم في الليل يظلون في ظلام دامس رغم أن المواطنين تعاونوا بوضع إنارة أمام كل منزل للتخفيف من عتمة المنطقة، مشيرين إلى أن هذه الطرق مخططة رسمية ولا ينقصها سوى سفلتتها والتي بدورها ستحد أيضاً من هذه الآثار وحتى على البناء العشوائي.