ما يريده الناس بعد نصف قرن من الثورة.!؟

2012-09-24 02:27:23 استطلع الناس/فيصل عبد الحميد


مستشفى نموذجي مجاني لمعالجة المرضى، وتعليم نوعي وبرامج اقتصادية تعالج مشكلة الفقر.. هي ما يحتاجه المواطن اليمني بعد مرور نصف قرن على قيام ثورته الأم للقضاء على الثلاثي البائد "الجهل والفقر والمرض" إلا أن الناس مازالوا يعانون كل ذلك.
وهمومهم اليوم ـ قد يقول قائل ـ إنها أصبحت مختلفة، لكن "هموم الناس" استطلعت الناس ووجدت أنها لا تختلف كثيراً عن هموم جيل سبتمبر الذي عانى ومازال حتى اليوم يعاني، وبرغم مرور السنين فهناك حلم يأملون تحقيقه في المستقبل القريب، من خلال حكومة الوفاق الوطني.

تعليم مجاني للجميع
البداية كانت مع الشاب/هيثم علي عبده الذي قال: ما أتمناه هو تحسين وضع الناس، وأن تقوم حكومة الوفاق بدورها في الوصول بالشعب إلى بر الأمان، وأن يكون البلد آمناً ومستقراً، وأحلم بجامعات مجانية وتعليم للجميع.
 وقال صادق قحطان ـ الذي كان بالقرب منا أثناء حوارنا مع هيثم ـ قال: الشعب خرج إلى الساحات للقضاء على الفساد، لأنه ـ وطوال فترة حكم المخلوع ـ لم يتحقق شيء، وظلينا كما نحن في جهل وفقر ومرض، وهؤلاء قامت ثورة26سبتمبر في1962م للقضاء عليهم وحتى اليوم لم نُقض على أي شيء، فمازال الجهل موجوداً وبأعداد مخيفة، وتكاد تكون نسبة الأمية في بلادنا مرتفعة بشكل مخيف، والفقر كما ترى في تزايد مستمر، فكل عام والفقر يضيف إلى تعداده آلاف الأسر والمحتاجين، والحكومة لا تصنع شيئاً حيال ذلك، وكأن الأمر لا يهمها، وكذلك المرض لم نقض على مرض معين في بلادنا، وكلما مرت السنوات تظهر حالات أزيد، فمثلاً الملاريا ـ التي يكون العالم قد قضى عليها نهائياً ـ إلا أن في بلادنا مازال هذا المرض يحصد الآلاف سنوياً، وغيرها من الأمراض كـشلل الأطفال، وخدماتنا الصحية سيئة، ونحلم بعد مرور خمسين عاماً على قيام ثورتنا سبتمبر بـمستشفى نموذجي حكومي مجاني يقدم خدماته على مدار الساعة.
قضاء نزيه ورقي بالمؤسسات
مواطن آخر وهو عبد الكريم علي مرشد ـ المغترب خارج الوطن وجاء إلى اليمن لزيارة الأهل ـ سرد لـ"هموم الناس" أحلامه وهي إحالة الفاسدين إلى القضاء، وإيجاد قضاء عادل ونزيه، وتحسين التعليم، وإيجاد حل لتوظيف الشباب والحد من البطالة، وتمنى على حكومة الوفاق أن تختار أشخاصاً ذوي كفاءة للمناصب الإدارية ليعملون على زرع التنمية والرقي بنا كمواطنين في جميع المجالات في المؤسسات الحكومية والمدنية.
تحسين ظروف المواطن
فيما المواطن/ منصور علي سعيد ـ من ريمة ـ أضاف إلى ما طرحه عبد الكريم أن المواطن بحاجة إلى أمن وكهرباء ومدارس واقتصاد قوي، والشارع بحاجة إلى تحسين ظروفه وتحسين أوضاعه الخدمية الأساسية، وتلبية طموحات الشباب، فالثورة لم تقدم لنا احتياجاتنا وما خرج من أجله أباؤنا قبل خمسين سنة لم يحقق، ويجب أن تحقق من خلال حكومة الوفاق والثورة الشبابية.
الثورة الأم لم تحقق ما قامت لأجله
كما أفادت المواطنة/ سلوى السياني ـ طالبة في جامعة صنعاء ـ بالقول: أنا أطالب بأن تكون الحكومة مع الشعب وتناقش همومهم، فخلال السنوات الماضية من عمري، لم أجد ما قرأته في كتب التاريخ بأن ثورة 26سبتمبر قضت على الجهل والفقر والمرض، وهذا لم يتحقق حتى الآن وغداً سنحتفل باليوبيل الذهبي للثورة الأم، ومازلنا نحلم بمدرسة ومستشفى وأمن وجيش قوي، فهناك مناطق لم تصلها خدمات الدولة الأساسية بعد.
 وتحلم الطالبة سلوى بتحسين خدمات الناس في الوزارات وإلغاء الوساطات والرشوات، وعلى هيئة مكافحة الفساد أن تطهر كل الوزارات من الفاسدين وتقدمهم للمحاكمة، وترسخ الوطنية في نفوس أجيال الثورة الشبابية.
وأما الحاج/ قاسم محمد سيف يقول: تخيل بأننا ومنذ خمسين عاماً نحلم بمركز صحي يرقى بخدمات الصحة بالشكل المطلوب.. ففي منطقتي "الرونة بشرعب"، عندما يعاني أحدنا وعكة صحية، نتجه مباشرة إلى مدينة تعز وفيه أيضاً لا نجد مشفى حكومياً جيداً بتجهيزاته، قادراً على استيعاب كل الحالات المرضية ومعالجتها، برغم وجود كادر طبي كبير في بلدنا إلا أنهم لا يلقون الاهتمام ومعظم هذا الكادر الطبي بدأ في الهجرة لدول الجوار لتحسين أوضاعهم، ومعظم من كافحنا لتأهيلهم نحن المواطنون للأسف عملت الحكومات السابقة على تطفيشهم من هذه البلاد، وأجبروا على تركنا نعاني المرض، وإن وجدت مباني فإنها تظل هياكل فارغة من كل المعدات ووسائل الطب الحديث، المتطور، الذي يلبي حاجيات الناس والناس بهمومها تعاني كل يوم وتزداد سوءاً ولا يلتفت إليها أحد، فالعالم يحتفل في أعياده بالإنجازات، ونحن بماذا نحتفل؟..
 
أعداء الحرية والجمهورية يؤرقهم المسار الثوري في كل زمان ومكان وما أشبه ثورة اليوم بثورات الأمس
من جانبه أكد/ صادق الصليحي ـ صحفي أنه ـ خلال خمسين عاماً من عمر الثورة اليمنية السبتمبرية ـ ولم يطرأ على الواقع المعيشي بكافة نواحيه أي تغيير إيجابي ملموس لدى المواطن، مردفاً: إن من أهداف ثورة 26 سبتمبر، القضاء على الفقر والجهل والبطالة في حين أن هذا الثلاثي الموبوء لم يحدث له أي تغيير، بل ازداد حدة انتشارها: فالفقير يزداد فقراً والأمية تحولت إلى منحى آخر تجهيل التعليم والبطالة اتسعت رقعتها على ساحة الوطن.. ناهيك عن الصحة التي تكاد تكون غائبة في المستشفيات الحكومية، حيث أن المواطن اليمني ـ خلال عُمر الثورة ـ لم يحصل على "حبة علاج" مجانية حتى وإن كان العلاج من "مشتقات" البراستمولات أو المهدئات الأخرى.
مستدركاً الصليحي بالقول: إن الثورة اليمنية السبتمبرية سرقت بمبادرة أقليمية بعد حصار السبعين يوماً في 65م، حيث خرجت هذه القوى الإقليمية مع أطراف عميلة آنذاك التي أرادت أن تبقى اليمن تحت مسمى الجمهورية ولكن بفضاء ملكي.. وهو ما اكتشفته الثورة التصحيحية في عهد الحمدي.. وهذا أيضاً ما تكرر اليوم خلال الثورة الشبابية السلمية ثورة الحادي عشر من فبراير..
طريق معبد:
فيما أشار بليغ عبدالعزيز إلى أنه مازالت هناك الكثير أمام حكومة الوفاق ويحلم أن تصفى المؤسسات من الفساد وما تزال هناك قضايا كالأراضي المنهوبة لم تعالج، ومازالت أمور كثيرة بحاجة إلى تصحيح، ونحن بحاجة للاستثمار الحقيقي الملبي لهموم الناس ومتطلباتهم الأساسية والتي عجزت الحكومات السابقة خلال الخمسين عاماً عن تحقيقها.
فبليغ ـ من فرغ العدين ـ يقول: مازالت مديريته تحلم بطريق مبعد منذ قيام الثورة، وأبناء المديرية يعانون الكثير، فهم في أمس الحاجة لطريق، حتى تصل إليهم باقي الخدمات من كهرباء وصحة وتعليم نوعي يلبي متطلبات الأسر هناك، ومعالجة قضايا المواطنين التي تخلف الكثير من المشاكل.
 ويريد بليغ يمناً جديداً خالياً من الفساد، وحكومة عادلة في توزيع خدماتها على المواطنين، وتنظر إليهم بمعيار موحد، إننا مواطنون سواسية في مواطنتنا، ولنا حقوق، يجب أن تلبيها حتى ينعم الشعب بالحياة الكريمة، وخدمات الثورة وصلت إلى كل مواطن في هذا البلد.
الاهتمام بالشباب والتعليم:
أما معاذ محمد عبدالله ـ من صبر ـ فقد أكد بأن الناس يريدون من الحكومة بناء مشاريع استثمارية تستوعب الشباب العاطل عن العمل والاهتمام بالتعليم الجيد والتأهيل المتطور، حتى نواكب التطور والتنمية بما يلبي حاجات الناس وهمومهم.
تحسين الأجور وتخفيض الأسعار:
لكن الحاج/ حمود الشرعبي، يرى أن الناس لا تحتاج إلى خطابات بل إلى عمل وقانون، والناس ـ حسب قوله ـ يطالبون بتحسين أجور العاملين في القطاع الخاص والحكومي، ومعالجة مهضومي الحقوق وتخفيض الأسعار، وتوفير احتياجاتهم الأساسية من كهرباء وماء وصحة وتعليم، وإنصاف الناس، بالحقوق وتفعيل القانون لمحاسبة الفاسدين وتطبيقه على الجميع حتى يتساوى الناس أمام القانون.
الناس ينظرون إلى الحكومة بعد مضي هذه السنوات ومازالوا، يحلمون بمستشفى وطريق وأمن وتعليم، ومعالجة الفقر وإيجاد قضاء مستقل حتى يقفون أمامه لمحاسبة الفاسدين، وطرح همومهم التي عاني منها الناس نصف قرن من الزمن ولا زالوا يحملون بتصحيح أخطاء الماضي وعراقيل المستقبل.
 

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد