نائب مدير أمن تعز العقيد/ محمد المحمودي في حوار صريح مع

هناك تدمير ممنهج لأجهزة الأمن في تعز والإنفلات وأعمال السطو المسلح تتسع في مربعات أبو العباس وسرحان

2017-01-04 03:08:00 حاوره _ إبراهيم مجاهد

في معارك وصفت بالأشرس والأعنف على مستوى البلاد خاضتها ولا زالت تخوضها محافظة تعز ضد مليشيا الانقلاب، استطاعت خلالها قوات الجيش والمقاومة الشعبية تحرير ما نسبته 80% من أرض المدينة، لتنتصر المدينة ولكن بجراحات وتحديات متعددة لازال العديد منها يجر نفسه على المدينة التي تحاول أن تجعل البارود و رماد الحرب إكسير حياة كريمة.
يدرك الجميع بأن الأوضاع التي تعيشها تعز سيما المناطق المحررة، استثنائية نتيجة الحرب التي لازالت تشهدها المناطق المحيطة بالمحافظة وبعض أريافها. إلاّ أن الانفلات الأمني وما يمكن تسميته صراع فيما بين فصائل المقاومة وتعدد القيادة في المدينة، وكذا بروز عدد من الاختلالات الأمنية، لعل أبرزها عمليات النهب المنظم والسطو المسلح، بالإضافة تأثير الخلاف بين فصائل المقاومة على الوضع الأمني في أجزاء عدة من المدينة تخضع لإدارتها، هذه القضايا والتحديات حاولت "أخبار اليوم" الغور في تفاصيلها والبحث عن حلها، من خلال حوار حصري وجريء مع العقيد/ محمد المحمودي- نائب مدير أمن محافظة تعز- قائد المقاومة في مديرية مشرعة وحدنان..
وإلى نص الحوار:
-   في البدء هل لكم أن تضعوا القارئ والمواطن في تعز أمام وضع الأجهزة الأمنية اليوم في مدينة تعز؟
تعرضت الأجهزة الأمنية في محافظة تعز إلى انهيار كامل، وهذا الوضع ليس نتاج الاجتياح الذي قامت به مليشيا الحوثي وصالح، بل كان من قبل الاجتياح، حيث تم تدميرها بطريقة ممنهجة، حيث تم سلب ونهب كل ما كانت تظفر به الأجهزة الأمنية في المدينة، وعليه فإنه يجدر بنا القول إن الجهاز الأمني في محافظة تعز لا يملك أدنى مقومات الإدارة في الأوضاع الطبيعية وليس في ظل حرب تعيشها المحافظة.
فلا يمتلك الجهاز الأمني في المحافظة إدارة، ولا أجهزة الكترونية، ولا أطقم، و لا تسليح، و لا ميزانية، ولا مبان، كبنية تحتية، وخاصة في ظل وجود (300) سجين محتجز لدينا نفتقد إلى أبسط المقومات وهي التغذية لهؤلاء السجناء، ونحاول نواجه هذه المشكلة من الغذاء والدواء الذي نتلقاه في وضعنا الحالي من بعض المعونات من المنظمات، وفاعلي الخير وللأسف الشديد الحكومة الشرعية والتحالف لا يقدمون أي شيء سوى التعاطف ووعود طويلة المدى، والتي لم تحقق حتى اليوم.

•   سيادة العميد في ظل الظروف الصعبة الذي تعيشه تعز ما هي المناطق التي تقع تحت سيطرتكم كأجهزة أمنية في محافظة تعز؟
بعد معارك شرسة يمكن لنا الفخر والقول إن معظم مناطق محافظة تعز تقع تحت سيطرتنا كجيش وأمن ومقاومة ولو أردنا تحديد نسبيتها فإنه يمكن القول إن ما نسبته (80%) يقع تحت سيطرة الشرعية، وتبقى هذه المناطق بحاجة ماسة إلى تعزيز أمني وهذا ما نسعى إلى تحقيقه في القريب العاجل، ومع ذلك فإن التنسيق بيننا وبين بعض الفصائل كفصائل أبو العباس فالتنسيق بيننا وبينهم غائب تماماً وهي ما تسمى بالمنطقة الشرقية التي تتولى كتائب أبو العباس إدارتها.
وتبقى منطقة الحوبان والواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي وصالح والتي سيتم انتزاعها والسيطرة عليها بإذن المولى في القريب العاجل..

•   برزت ظاهرة السطو المسلح في مدينة تعز في المناطق الواقعة تحت سيطرة الشرعية ما هو دور الأمن في الحد من مثل هذه الممارسات المرفوضة؟
يجب أن نستحضر ونحن نستاء من أمثال هذه الظواهر أننا مازلنا في تداعيات حرب، هذه الحرب التي دمرت كل مدينة تعز (الأخضر واليابس) وخرجت منها مدينة تعز بجراحات كبيرة ومتعددة، ولكن مع ذلك نتمنى أن يتم التحديد بالدقة ما هي المربعات التي تكثر فيها مثل هذه الأعمال المرفوضة وعلى حد علمي أنها مربعين، وهنا سوف أصدق المواطن وأقول أن هذين المربعين هما مربع أبو العباس ومربع قوات صادق سرحان، في ظل غياب التنسيق التام بيننا وبين القائمين على هذين المربعين.

•   هل لكم في ظل هذه التحديات الصعبة إطلاع المواطن على أبرز ما حققته الأجهزة الأمنية في المحافظة ويمكن اعتبارها إنجازات؟
نسعى بصعوبة بالغة إعادة تفعيل الأجهزة الأمنية كإدارة الأمن، وأقسام الشرط الأمنية، رغم شحة الإمكانات المتمثلة في غرفة عمليات بالإضافة إلى قوة صغيرة في أدارة الأمن مكونة من (140) فرداً، وخمسة أطقم بدون أي تسليح، هذه كلها قوة إدارة أمن تعز، مع ذلك نسعى بهذه الإمكانيات إلى ضبط الأمن ومنع أعمال السطو التي تبين لنا من بعد أنها تتم تحت حماية بعض قادة الجبهات.

•   مع كل ما تم ذكره من شحة في الإمكانيات وضعف التنسيق بين إدارات بعض المناطق الخاضعة لسيطرة الشرعية في تعز، يرجع البعض هذه الاختلالات الأمنية إلى وجود صراع بين فصائل في المقاومة بتعز هل تتفقون مع هذا الطرح؟
لا يوجد أي صراع حقيقي بين فصائل المقاومة وإدارة الأمن على كل حال، والمقاومة الحقيقية مازالت مستمرة في القتال في الجبهات، وهنا يجب علينا الإشارة إلى أن هناك أفراد لصوص يقومون بأعمال مرفوضة تحت حماية بعض قيادات الجبهات وهي لا تمارس الصراع ولا تتواجد ولا تواجه.
•   تبقى القوة التي ذكرت سيادة العميد قليلة فهل هذه القوة تتقاضي مرتبات من الحكومة الشرعية؟
رغم قلة ما لدينا من قوة بشرية إلا أنهم لا يتقاضوا أي ريال من الحكومة الشرعية وفيما يخص اللجنة في عدن فحتى اللحظة لم تتضح معالمها ورؤيتها مع وجود تواصل ولكن لم يتم التنسيق لهذا الغرض.

-  المعوقات أمر حاصل في ظل وجود أجهزة أمنية تحاول أن تتعافى وتنهض فما هي أبرز المعوقات التي تواجهكم كأجهزة أمنية في محافظة تعز؟
عدم اهتمام الشرعية بالأجهزة الأمنية في محافظة تعز، وهناك بعض من القيادات تعمل على تقويض الأمن داخل المدينة ونوجه رسالة إلى قيادة الشرعية والأخ رئيس الوزراء والأخ وزير الداخلية، وندعوهم للالتفات إلى الأجهزة الأمنية في محافظة تعز لأننا نسيطر على ما نسبته 80% من محافظة تعز الأمر الذي يحتم عليها الاهتمام بالأجهزة الأمنية. وأوجه رسالة إلى قيادة الجبهات وأن يجعلوا الماضي ورائهم وخاصة بعد تقوية الجبهة الداخلية من القوى الانقلابية، من خلال مساندة وتقوية الجبهة الأمنية وأدعو أبناء تعز بان يعتمدوا على أنفسهم في بناء مدينتهم وان الداعم الحقيقي لهم هو أنفسهم بالوقف سويا لإعادة ألق المدينة.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد