وكيل محافظة حجة لشؤون الوحدات الإدارية الشيخ/ ناصر دعقين لـ(أخبار اليوم):

تسليم السلطات المحلية شؤون المحافظة للمتمردين أغرقها في براثن التشرد والفقر والمرض

2017-01-05 03:31:48 أخبار اليوم / التقاه/ عبدالواسع راجح

- بصفتك وكيل المحافظة لشؤون الوحدات الإدارية، ما الدور المفترض أن تقوم به السلطات المحلية بالمحافظة والمديريات؟ وكيف تقيّمون أداءهم خلال الفترة الأخيرة؟
 * في البداية أوجه لكم في صحيفة "أخبار اليوم" شكر قيادة المحافظة على اهتمامكم بقضايا المحافظة المختلفة عبر مراسلكم، بالنسبة لما ذكرت، الأصل أن السلطات المحلية هي المعنية بإدارة شؤون المديريات والمحافظة، خاصة في ظل الأوضاع الراهنة التي تعيشها البلاد، ونحن- كقيادة شرعية للمحافظة- نكن لأعضائها كل الود والاحترام، كونهم منتخبين من أبناء المحافظة .. إلا أن الواقع اليوم يقول بأنه لم يعد بيدهم القدرة على فعل شيء بعد أن سيطرت الميليشيات على زمام الأمور وصادرت مؤسسات الدولة برمتها، فأصبح دورهم مشلول ..
- كيف تفسّر موقف السلطات المحلية بالمحافظة من تماهيها مع المتمردين وتسليمهم زمام الأمر في إدارة شؤون المواطنين؟ وهل لازال بإمكان المجالس المحلية أن تستعيد دورها بعد سلب منها؟
* كما ذكرت سابقاً بأن دورهم أصبح مشلولاً وصودرت صلاحياتهم من قبل سلطات الانقلاب، ونحن نتعامل مع هذا الأمر كواقع يعيشونه مفروضاً عليهم، الآن أن عليهم أن يدركوا بأن الوقت لازال فيه متسع لاستعادة هذا الدور المأمول وتحقيق طموحات المواطنين الذين انتخبوهم في ترسيخ الأمن والاستقرار ورفض تسلط الميليشيات، وأن يمدوا أيديهم إلى القيادة الشرعية من أجل استعادة الدولة ومؤسساتها والنظام والقانون ..
- سياسات المتمردين أغرقت المحافظة في وحل التشرد والفقر والمرض، برأيك هل تتحمل السلطات المحلية مسؤولية ذلك؟ وكيف يمكن إنقاذ المواطنين من هذه الكوارث؟
* لقد حولت الميليشيات حياة المواطنين بالمحافظة إلى جحيم بفعل سياساتهم الهمجية، ومصادرتهم لمؤسسات الدولة وتهميش دور هذه المؤسسات في إدارة شؤون الناس، حيث سجلت آخر إحصائية لمنظمات دولية، نزوح أكثر من 480 ألف مواطن وإصابة أكثر من 150 ألف طفل بسوء التغذية والأرقام في تزايد، والوضع يتفاقم يوماً بعد آخر وسط لامبالاة من قبل سلطات الانقلاب.. إلى جانب توسع قاعدة الفقر والبطالة بين الأهالي، وانعدام الخدمات الصحية، وأن موظفي الدولة أصبحوا يتسولون بدون رواتب، وأكثر من 120 ألف حالة ضمان اجتماعي توقفت إعاشاتها منذ عامين، القضاء على المناطق الحيوية الاقتصادية مثل "حرض وميدي وعبس" وأعمال التنكيل التي تمارسها بحق المواطنين من خطف وتشريد، وأعمال النهب للممتلكات والمساعدات الإنسانية ومصادرة للحقوق والقضاء على كل جميل بالمحافظة. 
ولا حل برأيي لإنقاذ المواطن من هذا الوضع الكارثي، إلا باستعادة مؤسسات الدولة وعودة النظام والقانون ليحكم الجميع تحت مظلته الشرعية، وعلى القوى الحية والوطنية أن تسعى جاهدة لتنفيذ ذلك، والالتفاف حول القيادة الشرعية ودعم الجيش الوطني لتحرير المحافظة والوطن عموماً من همجيتهم ..
- يقول البعض بأن المناكفات السياسية دفعت بمعظم- إن لم يكن كل- السلطات المحلية بالمحافظة للتخلي عن مسؤولياتهم تجاه المواطنين، والسماح للميليشيات بالعبث بمقدرات المحافظة؟ كيف ترون ذلك، وما النتائج التي ترتبت على هذه التوجهات؟
* للأسف الشديد كان هناك سوء تقدير من قبل السلطات المحلية والجهات الأمنية والقضائية وغيرها في التعاطي مع الانقلابيين نكاية بحزب الإصلاح والشرفاء في باقي الأحزاب، ورغم أننا أبلغناهم في حينها بأنه يجب الحفاظ على مؤسسات الدولة وهيكلتها ونظامها، وأن يقوموا بدورهم كسلطات منتخبة لها كل التقدير والدعم والمساندة منا، لكن للأسف الشديد استمروا وتماهوا مع المتمردين ظنا منهم أنهم سينشئوا شراكة فاعلة مع الحوثيين لتكون النتيجة انقلاب الأخيرين عليهم ومصادرة دورهم المأمول.. بل وترتب على ذلك عواقب وخيمة يدفع ثمنها أبناء المحافظة بكل فئاتهم وفي مقدمتهم من سهلوا مهمة سيطرتهم على المحافظة ..
- هناك من يقول بأن تخوفاً يسري بين أعضاء السلطات المحلية من سيطرتكم على المحافظة كسلطة شرعية وذلك بأنكم ستمارسون عمليات الإقصاء والعداوة معهم إذا ما تم تحرير المحافظة من المتمردين، وهو ما يدفعهم لمزيد من دعم الميليشيات.. كيف تنظرون إلى ذلك؟ 
* نطمن كل السلطات المحلية ومسؤولي الدولة كافة بأنه لا إقصاء ولا تهميش، كما أننا لن نمارس سياسات (الفيد)، ما نريده بناء مؤسسات الدولة وعودة النظام والقانون، خلافنا مع المتمردين ومن تلطخت أيديهم بدماء اليمنيين فقط .
ولذا أوجه هذه الرسالة عبر صحيفتكم لكل القوى السياسية والوطنية وموظفي الدولة بأننا لسنا إقصائيين، نحن مع السلام والأمن والاستقرار لكل أبناء الشعب ..
 - أطلقتم في قيادة المحافظة مؤخراً حملة استغاثة (حجة تستغيث) ما أهم نتائج الحملة؟ وكيف يمكنكم إيصال تقديم أي مساعدات إنسانية للمتضررين في ظل سيطرة الانقلابيين على المحافظة ومصادرتهم للعديد من المعونات الإنسانية لصالح ميليشياتهم؟
* نعم تم إطلاق الحملة لتعريف العالم والمنظمات الإنسانية بحجم المأساة الإنسانية بالمحافظة وبعثنا رسالة لهم بسرعة التدخل لإنقاذ المواطنين خاصة النازحين وإعادة الحياة بين سكانها، وبحمد الله وجدنا تفاعلاً إيجابياً من قبل مختلف المنظمات الدولية والاغاثية، وفي مقدمة من تفاعل معنا مركز الملك سلمان للأعمال الإغاثية والإنسانية ومنظمة المؤتمر الإسلامي .
وبالنسبة لآلية إيصال أي مساعدات للمتضررين نحن ينتهي دورنا عند توضيح معاناة المواطنين، والإسهام في حلحلتها، ويجري حالياً دراسة آلية إيصال هذه المساعدات عبر منظمات دولية محايدة، بما يكفل إيصالها لمستحقيها دون أي نهب أو مصادرة ..
- هل آن الأوان لتحرير محافظة حجة وإقليم تهامة عموماً من التمرد؟ وهل تلمسون جهوداً حثيثة من قبل القيادة السياسية والعسكرية للدفع بهذا الاتجاه أم أن الأمر لازال بعيد المنال؟
* نعم آن الأوان لتحرير المحافظة وإقليم تهامة عموماً، ونبشر الجميع بأن هناك انتصارات عظيمة على المتمردين في أكثر من جبهة وقريباً سيتم دحرهم، وبهذه المناسبة نقدم التهنئة لأبناء الشعب والقيادة السياسية الشرعية ممثلة بالأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ونائبه الفريق علي محسن ودولة رئيس الوزراء على الانتصارات التي تحققت مؤخرا في بيحان وعسيلان والنجاحات في صرواح والتقدم في نهم وصعدة وغيرها من الجبهات التي تبشر بتقدم غير مسبوق للجيش الوطني والمقاومة الشعبية ..
كما يحدونا الأمل في إحراز تقدم في تحرير، إقليم تهامة، وأدعو كافة أبناء الإقليم وحجة خصوصاً للالتفاف حول الجيش الوطني، فأبناء حجة شبوا عن الطوق وترعرع أبناؤها في كنف الجمهورية والوحدة، ولا يمكن لهم العودة إلى عهد الكهنوت والظلم الذي عاشه أجدادنا مهما كانت الظروف أو بلغ الثمن ..
- رسالتك للسلطات المحلية والمشائخ والوجهاء بالمحافظة؟ 
* عليهم أن يعوا بأنه لا سلام ولا عيش في أمان واستقرار إلا مع الدولة ومؤسساتها والنظام والقانون، لأنه لا أمن ولا تنمية في ظل الانقلاب والتمرد، ولذا أدعوهم إلى الالتفاف حول السلطة الشرعية، ونبذ الميليشيات التي دمرت مقومات الحياة برمتها ..
كما أؤكد من هنا على السلطات المحلية، بأن يكونوا عوناً لمحافظ المحافظة اللواء/ عبدالكريم السنيني الذي سيقود المحافظة إلى بر الأمان بالتعاون مع كافة القوى الوطنية الحية ..
 - رسالتك للمواطنين بالمحافظة؟
* أقول لكل أبناء المحافظة لقد زاد عبث المتمردين بحياتكم، وآن الأوان لأن تحافظوا على فلذات أكبادكم من محارق الموت الذي تقودهم إليها ميليشيات الانقلابيين، وإن على الجميع مسؤولية استقرار الوضع العام من خلال، دعم الجيش الوطني ووضع حد للمتمردين وإعادتهم إلى جادة الصواب لتعود الحياة لوضعها الطبيعي ويعيش الجميع في سلام .
- كلمة أخيرة تود قولها؟
* أقول في الختام، بأن تضحيات شعبنا اليمني العظيم في الدفاع عن النظام الجمهوري والوحدة، والوقوف مع السلطة الشرعية المنتخبة من الشعب لن تذهب سدى وسيسجلها التاريخ بحروف من ذهب، وبالمقابل سيذهب التمرد إلى غير رجعة، عاجلاً غير آجل، مهما تظاهر بأنه لازال قادراً على المواجهة، لأن الظلم زائل لا محالة، وفجورهم تجاوز الحد ...

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد