حذر مصدر حكومي لـ"أخبار اليوم" من خطورة الأوضاع الاقتصادية جراء الأزمة السياسية الراهنة بين الحزب الحاكم والمعارضة من جهة والتداعيات الناتجة عن ثورة شباب التغيير والمطالبين بإسقاط النظام من جهة أخرى والتي بدأت تعكس نفسها بصورة سلبية وكارثية على الاقتصاد الوطني، خاصة إذا استمرت الأزمة على وتيرتها الراهنة.
 وأكد المصدر الحكومي أن الوضع الاقتصادي الراهن يضع النظام السياسي والحكومة أمام ضرورة القبول الفوري بالمبادرة الخليجية والتوقيع عليها دون قيد أو شرط، معتبراً تأخير التوقيع عليه سيدفع بالوضع الاقتصادي إلى الـتأزيم وستكون الإجراءات الوقائية تستخدمها الحكومة وتداعياتها السلبية على الاقتصاد وخيمة.
 وأضاف في سياق حديثه أن تلك الخطوات الوقائية للحكومة هي اللجوء إلى طباعة العملة، دون تغطية لسد العجز في الميزانية وهو ما سيصبح خياراً لدى الحكومة، خاصة بعد عزوف المستثمرين عن شراء أذون الخزانة والتي تعتبر إحدى وسائل الحكومة لسد العجز في الميزانية تحت بند الدين المحلي، مؤكداً أن معظم البنوك والمؤسسات اتجهت نحو فك ودائعها المستثمرة في أذون الخزانة واستبدالها من خلال تحويلها إلى عملة صعبة، الأمر الذي جعل من توجه الحكومة باتجاه الدين المحلي غير مجد.
 وكشف المصدر الحكومي أن عدداً من الوزراء أكدوا في اجتماعات حكومة واجتماعات مشتركة برئاسة الرئيس وأعضاء الأمانة العامة للمؤتمر، أكدوا أن الوضع الاقتصادي لم يعد بمقدوره تحمل إطالة الوضع الراهن، مؤكدين أن الخروج من الأزمة يجب أن يتم فوراً مع المعارضة والشباب في الساحات دون فرض أي شروط، داعين إلى سرعة التوقيع على مبادرة الخليج وعدم التأخير فيها.
وأضاف المصدر أن أحد الوزراء أشار على الرئيس بأن الوضع الاقتصادي بات يحاصر الحكومة والنظام بصورة أشد من حصار المعتصمين في الساحات.
وناشد المصدر الحكومي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لحساسية موقفه ـ ناشد الرئيس سرعة التوقيع على المبادرة لإنقاذ الوضع الاقتصادي بأي صفة تطلبها المعارضة، منوهاً بأن نجاح المبادرة الخليجية سيكون له تبعات اقتصادية إيجابية على التنمية في الوطن وسيقرر الحضور الفاعل لدول الخليج في دعم البناء والتنمية وإنعاش الاستثمار، وسيجعل رهن الحلول الجادة للبطالة مسؤولية مشركة.
وحذر المصدر من حالة الاستنزاف لتغطية النفقات التشغيلية على احتياطي البنك المركزي وخاصة بعد أن تم توقف تصدير نفط مأرب وكذلك تصدير الغاز الذي تعرض للاحتراق وذهب هباءً منثوراً.
وتمنى المصدر الحكومي على المعارضة والشباب في الساحات أن يدركوا حجم مسؤولياتهم تجاه أهمية الدفع باليمن للانتقال من الوضع الراهن نحو الأمام حتى يتم تفادي السير نحو الانهيار الكلي للاقتصاد، فالوضع اليوم يحتاج إلى تجاوز حالة السكون لثورتهم، طالما وأن الأفق السياسي منسد ـ حد قوله.