طالبت أحزاب اللقاء المشترك المجتمع الدولي القيام بدوره الإنساني والأخلاقي لإيقاف المجازر المستمرة ضد المعتصمين سلمياً والمطالبين بحقوق مشروعة والتي تصاعدت وتيرتها مساء أمس الأربعاء في العاصمة صنعاء ومدينتي الحديدة وتعز, وسقط خلالها عدد من الشهداء ومئات الجرحى بالرصاص الحي واختناقات بالغازات السامة.
وأدانت أحزاب المشترك المجازر التي طالت المعتصمين وصنفتها بجرائم ضد الإنسانية تستهدف مئات الآلاف من الشباب العزل الذين يواجهون مختلف أنواع الأسلحة بصدور عارية.
وأكدت في بلاغ صحفي حصلت الصحيفة على نسخة منه أن هذه الدماء التي تسيل لن تزيد الشباب إلا إصراراً على تحقيق مطلبهم الأساسي بإسقاط نظام يسفك دماء أبناء شعبه بأعصابٍ باردة ودون وازع ديني أو أخلاقي أو إنساني.
واعتبر بيان المشترك الصمت العربي والدولي تجاه المجازر التي ارتكبتها سابقاً قوات عسكرية وأمنية يديرها أقارب صالح مع مجاميع مسلحة مأجورة ـ اعتبرته ضوءاً أخضر للاستمرار في ممارسة المجازر بصورة أفظع من السابق، داعياً المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات حازمة لوقف هذه المجازر، مناشداً الأشقاء في الخليج والجامعة العربية والأصدقاء في أوروبا وأميركا وكل أحرار العالم للتدخل ووقف المجازر التي ترتكبها قوات علي صالح ضد المعتصمين سلمياً في صنعاء وتعز والحديدة.
من جانبها ناشدت اللجنة التحضيرية للحوار الوطني الأمين العام للأمم المتحدة بسرعة التدخل الفوري لحماية المتظاهرين سلميا في اليمن الذين يتعرضون في العاصمة صنعاء والحديدة وتعز لأعمال قتل متعمدة من قبل قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي والأمن العام والأمن القومي.
وقال المتحدث الرسمي لتحضيرية الحوار الوطني محمد الصبري إن استمرار الصمت على هذه الجرائم المتواصلة منذ ما يزيد عن ثلاثة أشهر نقطة سوداء في سجل الضمير الإنساني والأمم المتحدة والمنظمات الدولية المهتمة بحقوق الإنسان، مؤكدا أن ثورة الشعب اليمني التي حافظت على سلميتها حتى اليوم ستحافظ على هذا الطابع ولن تنجر إلى أية مواجهات أو أعمال عنف أرادها علي صالح وأركان حكمه منذ بدايتها، مشيراً إلى أن رفع سقف الاحتجاج والتظاهر الثوري السلمي الذي تشهده كل محافظات الجمهورية اليمنية ويشارك فيها الملايين من أبناء اليمن لا يعبر عن وجود أزمة بين السلطة والمعارضة كما يجري التسويق لذلك من قبل أجهزة إعلام نظام صالح الذين تحولوا إلى عصابة تخطط لارتكاب الجرائم ضد الإنسانية في اليمن.
وانتقد الصبري تصوير ما يحصل في اليمن بالأزمة السياسية بين السلطة والمعارضة، وقال: من المعيب أن تقوم بعض أروقة الدبلوماسية العربية بتسويق ما يجري في اليمن وكأنه أزمة بين أحزاب اللقاء المشترك والمؤتمر الشعبي العام وليس ثورة شعب أراد استعادة السلطة المغتصبة من قبل نظام سياسي بائس فقد كل كفاءته ومؤهلاته السياسية والدستورية لأن يدير الدولة في اليمن.
كما دعا القيادي في تكتل اللقاء المشترك الأشقاء في دول الخليج إلى إعلان موقف واضح من الجرائم التي ترتكب تجاه إخوانهم وأشقائهم في اليمن الحريصين بثورتهم على صناعة دولة يمنية تنصرهم وقت الشدائد والملمات، وقال انه ليس في مصلحة أي عمل دبلوماسي أكان عربياً أو دولياً الوقوف موقف المتفرج مما ترتكبه عصابات الجريمة في صنعاء بحق الشعب اليمني ، كون الشعب هو من سينتصر في النهاية وستنتصر ثورته السلمية، مضيفا: لا نريد لأشقائنا وأصدقائنا أن يجعلوا بقاء عصابة تحكم اليمن على حساب إرادة الشعب التي تعتبر الضامن والراعي والحامي للمصالح الإقليمية والدولية.
إلى ذلك ندد حزب جبهة التحرير بالجرائم التي ارتكبها النظام ضد الشباب العزل في صنعاء.
وأشار في بيان بعث به إلى "أخبار اليوم" إلى أن الاعتداءات ضد المعتصمين سلمياً استمرت بشكل يومي في عموم المحافظات دون رحمة ولا شفقة.
وناشد حزب التحرير دول العالم الحر والدول العربية والإسلامية ألا يقفوا موقف المتفرج وأن يعملوا بما تمليه عليهم الضمائر الإنسانية في مقاطعة النظام اليمني ومنع مسؤوليه من السفر وحجز أموالهم حتى يستجيبوا للثورة الشبابية ومطالبها العادلة.
