لو كانت حقيقة اليمن حاضرة في قمة المنامة لما غاب التأكيد على وحدة اليمن واستقلاله وسلامة أراضيه من إعلان القمة.
لكن اليمن يتيمة وغائبة، بل مغيبة في الحقيقة، وإن حضرت شكلاً دون مضمون حقيقي يعبر عن اليمن.
وفي حضور حقيقي للسودان، وسوريا، وليبيا، والصومال ولبنان، بقيادة وكرامة وموقف، على الرغم مما تعاني تلك البلدان الشقيقة، فقد حرصت قياداتها وممثليها، في مؤتمر القمة، على إدراج قضية وحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها في بيان القمة، كما كان يحدث في كل مؤتمرات القمة بالنسبة لليمن، حتى إعلان جدة في العام الماضي.
أما مجلس الرئاسة، برئاسة العليمي، الذي أكد إعلان المنامة، أنه يدعمه، فيبدو أن المجلس يعلم أن الهدف والغاية منه، هو التسهيل والتيسير لتجزئة اليمن، وهو ينفذ ضمناً أو صراحة، ما هو متوقع أو مطلوب منه، حيث غاب التأكيد على الحفاظ على وحدة اليمن واستقلاله وسلامة أراضيه، بعلم رئيس مجلس الرئاسة، أو طلب منه، منذ تعيين مجلس القيادة الرئاسي، وكانت اليمن حاضرة، بالتأكيد على وحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها، في كل مؤتمرات القمة، منذ 2015 حتى مؤتمر قمة جدة كما أسلفت؛ ومؤتمر قمة جدة، هو أول مؤتمر يحضره العليمي، ومجلس الرئاسة!
ربما غلب الظن أن غياب التأكيد على الحفاظ على وحدة اليمن واستقلاله وسلامة أراضيه، في إعلان جدة، العام الماضي، قد يكون حدث دون قصد؛ لكن إعلان المنامة أكد القصد وسبق الإصرار، وسوء النوايا تجاه اليمن.
نعلم أن التآمر على وحدة بلادنا قديم، وكنا نظن أن المتغيرات، وحسن نوايا اليمنيين، قد غيرت كثيراً، عند من يتربصون باليمن، ولكن يبدو أن حسن الظن وحسن نوايا اليمنيين، لم تكن في محلها تماماً، للأسف.
ومع ذلك، وعلى الرغم من كل ما يُقدَّم لتجزئة بلادنا من دعم وإسناد متعدد الأشكال، وعلى الرغم من كل أساليب الكيد والشيطنة التي تتعرض لها وحدة اليمن، منذ ما قبل تحقيق الوحدة عام 1990، فإن ثلاثين مليون يمني، يدركون ما الذي تعنيه تجزئة وتقسيم وتقزيم بلدهم، دون بلاد العرب كلها، وهم في النهاية قادرون على إحباط المؤامرات التي يتعرض لها وطنهم وأهلهم؛ وسبق لهم وأحبطوا ما يحاك ضد وطنهم من قبل، وإن كلفهم ذلك كثيراً.
وشكراً واحترماً وتقديراً للموقف الثابت الدائم للشقيقة الكبرى مصر، ورئيسها المحترم، تجاه وحدة اليمن واستقلاله وسلامة أراضيه، الذي أعلنه مجدداً كما هو دائما؛ فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم، وهذا موقف يليق بمصر وما تعنيه مصر.