أكدت مصادر محلية بمحافظة أبين أن المحافظة تعيش وضعاً مأساوياً وحالة فوضى عارمة، وقالت المصادر التي تحدثت لـ"أخبار اليوم" عن الوضع في المحافظة بعد سيطرة المسلحين على العاصمة زنجبار: إن حالة الفوضى عمت المحافظة، خاصة بعد مغادرة محافظ المحافظة وعدد من المسؤولين التنفيذيين في مقدمتهم مدير أمن المحافظة وقائد الأمن المركزي وقائد شرطة النجدة إلى محافظة عدن.
وقال الشيخ/ عمار البجيري –أحد الشخصيات الاجتماعية في مدينة زنجبـار لـ"أخبار اليوم": إن تجدد الاشتباكات بين اللواء "25" ميكا المتمركز في زنجبار والمسلحين بمحافظة أبين، إثر فشل الوساطة التي قام بها فيما بينهم، مشيراً إلى أن أركان اللواء قد وافق على أن يسلم اللواء إلى القبائل في المحافظة وهذا ما تم رفضه من قبل المسلحين، معتبرين ذلك بأنه سيخلق فتنة بينهم وبين القبائل.
وأضاف بأنه قد قام أمس الأول بالوساطة بين المسلحين وقيادة أمن النجدة ونجحت هذه الوساطة من خلال إخراج قرابة "100" جندي مع أسلحتهم الشخصية مع ثلاث من سياراتهم الشخصية وثم إيصالهم إلى نقطة دوفاس ومن ثم ينتقلون إلى عدن.
ووصف الشيخ/ البجيري الوضع في مدينة زنجبار بالمأساوي وأن المدينة تعيش بدون ماء ولا كهرباء منذ "3" أيام وكأنها غابة مهجورة، وناسها غادروا المدينة والمواطنون ينهبون كل المرفق والإدارات الحكومية، بعد أن يتم اقتحامها من قبل المسلحين ومن بين تلك المرافق كلية التربية بزنجبار والاتصالات ومركز الأبحاث الزراعي بمنطقة الكود الذي يعد أول مركز بحثي أنشئ في المحافظة خلال فترة الخمسينيات من القرن الماضي في الشرق الأوسط.
من جانبه قال عبدالعزيز الحمزة –رئيس الدائرة السياسية للتجمع اليمني للإصلاح، رئيس ائتلاف الثورة الشبابية في محافظة أبين: إن ما يدور حالياً بالمحافظة أشبه بمسرحية هزلية، فجأة الدولة غابت وحلت محلها الجماعات المسلحة الذين يدعون بأنهم جهاديون، وسيطروا على كل المرافق الحكومية حتى منزل محافظ المحافظة.
وأكد أن ما يدور في أبين دليل واضح على تصريحات الرئيس/ علي صالح بأن إذا رحل ستتجزأ اليمن إلى أربعة أجزاء منها أبين للقاعدة وستكون المحافظات الجنوبية مرتعاً للقاعدة وإنها تعد حلقة من حلقات المسلسل الذي يريد صالح إثباته للعالم وبأدوات النظام والتي يغذي هذه الحركات والأفعال، مشيراً إلى أن هذه الأفعال واضحة سبق وأن كشف عنها في أكثر من وسيلة إعلامية.
وطالب الحمزة كافة المواطنين في المحافظة، خاصة بعد غياب الدولة أن يتورعوا لإعادة الأوضاع إلى نصابها الحقيقية وتشكيل لجان شعبية حتى تأتي دولة الثورة الشبابية التي ننشدها بأن تكون دولة النظام والقانون، متمنياً أن لا يؤثر ما يجري في زنجبار على الثورة السلمية، خاصة وأن الإعلام الرسمي سيبدأ الترويج لها من أجل تخفيف الضغط الدولي الذي بدأ الأسبوع الماضي على الرئيس/ صالح لكي يتنحى وأن النظام سيلجأ لاستخدام هذه الورقة للمجتمع الدولي بأنه سبق وأن تم التحذير من القاعدة، فهي اليوم أصبحت تسيطر على محافظة أبين.
إلى ذلك أكد غسان شيخ فرج –أمين عام المجلس المحلي بمديرية زنجبار إن عاصمة محافظة أبين قد سقطت في أيادي المسلحين المتواجدين منذ زمن على الأراضي اليمنية وليست وليدة اليوم، مشيراً إلى أن سقوط زنجبار يأتي كنتاج لما تشهده الساحة اليمنية، وأن القيادات في المحافظة قد هربت بما فيها محافظ المحافظة الذي خرج من المحافظة أمس، تاركين وراءهم الجنود.
وأضاف: إن المواطن في زنجبار اليوم يطالب بالأمن والأمان وشربة ماء وكهرباء، موضحاً بأن هناك مقولة تقول "إذا سقطت أبين ستسقط بقية المحافظات" باعتبار أن أبين هي الرأس والأيام القادمة ستكشف ما هو خفي.