شهدت محافظة تعز في وقت متأخر من ليل أمس اشتباكات عنيفة جرت في أنحاء متفرقة من المدينة حتى ساعات الفجر الأولى ليومنا هذا الأحد، أستخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة.
وأكدت مصادر محلية بالمحافظة أن انفجارات عنيفة هزت شارع جمال والسلخانة وأماكن عدة في المدينة وأن اشتباكات دارت بالقرب من معسكر الجند ومطار تعز.
وتحدثت المصادر عن سقوط "3" مدنيين قتلى بينهم امرأة جراء القصف المدفعي العنيف الذي تشنه وحدات الحرس الجمهوري على مناطق قريبة من شارع الستين بتعز.
وقد واصلت قوات الحرس الجمهوري قصفها العنيف بالدبابات والمدافع والأسلحة الثقيلة والمتوسطة على مناطق عدة باتجاه منطقة شرعب بمحافظة تعز، حيث استمر دوي الانفجارات في أماكن متفرقة في المنطقة حتى ساعة كتابة هذا الخبر في وقت متأخر من مساء أمس السبت.
 حيث قتل خمسة من أفراد الحرس الجمهوري وأصيب 11 آخرين بجروح متفاوتة في كمين مسلح نصب لهم أمس في شارع الستين.
وقالت مصادر مطلعة إن الهدف الذي نصب من أجله الكمين هو استهداف قائد الحرس الجمهوري في تعز ( مراد العوبلى ) الذي نجا من الحادثة وكان على متن سيارة مصفحة حسب مصادر "أخبار اليوم" والمتهم بارتكاب جرائم كبيرة بحق المعتصمين السلميين في المحافظة وكذلك استمراره لقصف المنازل في عدة مناطق في المحافظة بشكل عشوائي وقد تم نقل القتلى وإسعاف الجرحى إلى المستشفى العسكري بالمحافظة .
وعصر ذات اليوم سمع دوي انفجارات عنيفة بالقرب من مفرق الذكرة بمديرية التعزية، حيث قالت مصادر لـ"أخبار اليوم" إنها ناتجة عن قيام قوات النظام باستخدام الأسلحة الثقيلة وقصف القرى الواقعة أسفل خط الستين والممتدة من مفرق الذكرة وحتى نقطة الربيعي .
كما شوهد صباح أمس 6 دبابات في منطقة الجندية متجهة نحو الستين , وأفاد أهالي المخلاف بمديرية شرعب عن مشاهدتهم لطائرة هيلوكبتر حربية تحوم فوق منطقتهم.
وفي هذا السياق قال الشيخ/ حمود سعيد المخلافي في تصريح خاص لـ"أخبار اليوم" إن 18 دبابة خرجت أمس باتجاه شرعب بالإضافة إلى سبع دبابات كانت متواجده في المنطقة من وقت سابق وكذلك عدد من الآليات الثقيلة.
وأضاف المخلافي -شيخ مشائخ شرعب، وأحد قيادات الثورة السلمية البارزين في المحافظة- أضاف أن الدبابات وقوات النظام قصفت أمس عدداَ من المنازل بشكل عشوائي مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى في صفوف المدنيين، فيما لم يؤكد سقوط شهداء نتيجة ما وصفها بعنف القصف.
ونفى الشيخ المخلافي وجود مسلحين في المنطقة التي قامت قوات النظام بقصفها أمس في شرعب, مؤكداً التزامه وأتباعه بوقف إطلاق النار.
وفي سياق متصل بالأحداث الجارية في تعز تحدث شهود عيان عن مواجهات مسلحة في نقطة الربيعي بين قوات النظام وقبائل المنطقة، كما أفاد ذات الشهود عن وصول تعزيزات عسكرية من مختلف أنواع الأسلحة بما في ذلك الثقيلة إلى المنطقة.
وفي ذات السياق هبطت بمطار تعز يوم أمس طائرة مخصصة لنقل الأسلحة ولم يتسنَ لـ"أخبار اليوم" معرفة ما بداخلها.
إلى ذلك واصلت بعثة الأمم المتحدة يوم أمس مهامها بتقصي الحقائق حول أحداث الانتهاكات التي شهدتها تعز منذ انطلاق ثورة الشباب فبراير الماضي، وخاصة فيما يتعلق بمحرقة ساحة الحرية التي ارتكبتها قوات النظام أواخر شهر مايو الماضي.
وعلى صعيد متصل أكد المرصد اليمني لحقوق الإنسان (YOHR) اختفاء 4 معاقين من ساحة الحرية ليلة اقتحامها.
وكشف تقرير حديث صدر يوم مس اعتزام المركز مواصلة البحث عن مصير الأربعة من ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين اختفوا من ساحة الحرية في مدينة تعز عقب اقتحامها أواخر مايو الماضي من قبل قوات الأمن والجيش، ومجاميع من المرتزقة.
وأضاف التقرير: وبحسب المعلومات الميدانية التي حصل عليها المرصد: فإن أربعة من ذوي الاحتياجات الخاصة كانوا في عددٍ من الخيام الموجودة في الساحة حتى ليلة التاسع والعشرين من مايو الماضي، وانقطعت أخبارهم عن أهلهم وذويهم وأصدقاءهم منذ تلك الليلة، ولم يُعرف مصيرهم حتى الآن.
وأستدل التقرير أن عبد الوهاب أحمد مهيوب، ذكر أن التواصل بينه ونجله عارف (30 عاماً)، انقطع منذ الـ29 من مايو الماضي، ولم يعرف شيئاً عن مصيره حتى الآن، مؤكداً أن عارف لم يبارح الساحة منذ أقام فيها داخل إحدى الخيام في فبراير الماضي.
ونقل المرصد عن عبد الوهاب مهيوب مباشرة، أنه وبعد اقتحام الساحة وإحراقها بحث عن ولده في مستشفى الثورة، وعدد من المستشفيات وأقسام الشرطة القريبة من الساحة، إلا أنه لم يعثر له على أثر.
 وقال: "حتى أنني بحثتُ لدى الأطباء في المستشفى الميداني عن أية معلومات عن عارف، لكنهم أبلغوني بقيام المقتحمين بإحراق كافة الملفات الخاصة بالقتلى والجرحى والمرضى في المستشفى، وبالتالي لم يعد بالإمكان الحصول على معلومات بشأنهم".
وأبلغ عبدالإله يحيى عبدالملك -رئيس جمعية الهدى لرعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة في تعز- المرصد اليمني باختفاء ثلاثة من المستفيدين من خدمات الجمعية من داخل الساحة، ولم تعرف مصائرهم حتى الآن.
وقال رئيس الجمعية: إن كلاً من عبد الرحمن يحيى علي (30عاماً) من أبناء منطقة المسراخ، وعبد الرحمن أحمد بن أحمد (25 عاماً) من مديرية جبل حبشي، ورفيق أحمد الكندي (22 عاماً) من مديرية المعافر كانوا في الساحة حتى ليلة اقتحامها، ولم تعرف عنهم الجمعية أية أخبار أو معلومات بعدها، مؤكداً أنه تم التواصل مع أهلهم وذويهم إلا أنه لم يتم الحصول على معلومة واحدة بشأنهم.
وأفاد التقرير أن هذه المعلومات تتطابق مع ما تم تناقله عقب اقتحام ساحة الحرية في مدينة تعز من معلومات لم تكن مؤكدة عن احتراق جثث عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة في الخيام التي كانوا يقيمون فيها بسب عدم مقدرتهم على الهروب، وهي المعلومات التي أكدها عددٌ من شهود العيان عن مشاهدتهم لجثث متفحمة في الساحة إثر اقتحامها، بالإضافة إلى تصاعد رائحة كريهة من المكان الذي كانت فيه الساحة بعد أيام من الاقتحام.
واعتبر المرصد التقرير بمثابة بيان وبلاغاً عاجلاً إلى كافة المنظمات المعنية بحقوق الإنسان في العالم، والمجتمع الدولي ومؤسساته للتدخل لكشف مصير كافة المخفيين والمعتقلين في سجون النظام، وإنقاذ اليمنيين من عمليات القتل والإبادة التي يقوم بها النظام الحاكم وأجهزته الأمنية والعسكرية.
من جانب آخر استاء أهالي حي الكمب بمحافظة تعز من التصرفات الغير مسؤولة التي تقوم بها إدارة أمن المحافظة من ترويع للمواطنين وامتهان كرامتهم دون سبب يذكر, موضحين أن 4 أطقم عسكرية داهمت مجموعة من أهالي الحي وعددهم "8" أشخاص بإطلاق الرصاص المباشر عليهم وضربهم بالهراوات بعد متصف ليلة أمس السبت أثناء تواجد هؤلاء المواطنين أمام منازلهم بفعل حرارة الجو داخل بيوتهم.
وكشف مصدر حقوقي أن الأطقم العسكرية كانت بدون أرقام, منوهاً إلى أن الأفراد الذين كانوا على متنها وبلباس مدني من أتباع مدير أمن المحافظة الذين استجلبهم من منطقته بمديرية خولان, وليس من جنود أمن المحافظةـ حسب المصدر الحقوقي.
وقال المصدر إن إدارة الأمن اعتذرت للمواطنين بكلمة (متأسفين) بعدما تم اقتيادهم إلى أمن المحافظة والإفراج عنهم بعد ذلك دون مراعاة لجروحهم التي أصيبوا بها جراء هذه الاعتداء الآثم وكان ضمن حالته إصابة مواطن بعيار ناري في إحدى قدميه.
من جهة أخرى شهدت محافظة تعز يوم أمس مسيرة جماهيرية طافت عدة شوارع بالمحافظة للمطالب ذاتها التي تنادي بها هذه المسيرات التي أصبحت يومية والمتمثلة بمجلس انتقالي ورفضاً للوصاية الخارجية التي تمارسها بعض الدول على الثورة اليمنية، وخاصة السعودية وأميركا، كما طالب المتظاهرون من أحزب اللقاء المشترك بتحديد موقف واضح من الثورة الشبابية الشعبية التي تشهدها اليمن.