منذ انقلاب ميليشيا الحوثي الإرهابية على مؤسّسات الدولة والتهام مواردها، أغرقت اليمنيين، في أسوأ معاناة، بدأتها بنهب رواتب الموظفين وتدمير مؤسسات الدولة، ومحاربة القطاع الخاص وتهجيره، ومضاعفة سياسة الإتاوات، وفتحت السجون للشباب وما رست القمع والإرهاب مبرّرات للقبض عليهم.
عندما شاهدت الميليشيات الحوثية أن اليمنيين غير متقبلين لمشروعها الفكري، وبدأ الشباب في مواجهة مشاريعها من خلال كتاباتهم وتعبيراتهم على جداريات الشوارع والجولات وفي مواقع التواصل الاجتماعي والتحليلات البسيطة خلال اجتماعات، اتخذت المليشيات منحنى آخر، ومارست القمع والتنكيل وتكميم الأفواه بحق الشباب المناوئين لها في مناطق سيطرتها.
وفي الثاني من نوفمبر 2018 عندما أعلن الجيش اليمني إطلاق عملية عسكرية لتطهير محافظة الحديدة، تحولت المليشيات إلى حيوانات مفترسة تفتك بأبناء الحديدة، فملأت بهم العمارات بعد أن استنفذت السجون.. فكانت تقبض على الشباب وترسلهم إلى صنعاء، حتى أصبحت أكثر السجون في بصنعاء من شباب الحديدة حتى كبار السن لم تتركهم بل كانت لا تفرق بين الصغير والكبير، بطريقه وحشية وإرهابية تحت مسميات متعددة.
عندما كنت في السجن السياسي كانت تهمة الشباب أنهم يتبعون ضابطا إماراتيا بداخل السجن. أما في وسائل إعلامها الإلكترونية فهم مرتزقة العدوان الإماراتي السعودي.
تلقى أبناء الحديدة أنواعا قاسية من العذاب الجسدي والنفسي، ورسمت على وجوه السجناء الشباب من أبناء الحديدة حالات نفسية عبر الواشين.
اليوم المليشيات تطلق العملية الثانية الإجرامية للتنكيل بأبناء تهامة القاطنين تحت سيطرتها تحت مسمى "جواسيس العدوان الإسرائيلي الأمريكي"، وتتلاعب بالألفاظ والعبارات والمبررات ضد أبناء تهامة لكي تثبت أنها جريمة.
عندما تشاهد كبار السن الذين قبضت عليهم المليشيات في 2018 وزجت بهم في السجون منهم عبدالله سلطان، البالغ من العمر 54 عاما لا يقرأ ولا يكتب، من موزع، كان يرعى أغناما له، واتهمته المليشيات بأنه جاسوس للإمارات.
أكثر من خمسة أشخاص لا يجيدون الكتابة والقراءة في السجن كنت معهم في زنزانة رقم 10 جناح داخلي الأمن السياسي.
هذا هو ديدن الميليشيات الحوثية ضد تهامة السنية وشبابها المسالمين، تنهب الأراضي وتقتل وتزج بهم في السجون، تارة بالعدوان الإماراتي السعودي وتارة الإسرائيلي الأمريكي.
أمس الأول الإثنين نشر إعلام الميليشيات الحوثية الإرهابية صورا لعدد من شباب محافظة الحديدة قالت إنهم جواسيس وأظهرت اعترافات لهم مكرهين تحت سياط جلاديها قالت إنهم جواسيس يعملون لصالح إسرائيل وأمريكا وبثت فيديو لما زعمت بأنها اعترافاتهم.
تأتي هذه العملية الإرهابية لتحقيق أهداف للمليشيات أهمها التغيير الديمغرافي التي تسعى من خلاله الميليشيات لإحلال سكان جدد يتبعون الميليشيات، ويدينون بالولاء لها، وقد لاحظنا الكثير من هذه الأعمال ضد عشرات القرى وسكانها بالحديدة.. في مديرية باجل والضحي وفي زبيد وكان آخرها قرية الدقاونة.
ما قامت به ميليشيا الحوثي مؤخرا يأتي في ظل الصراع في البحر الأحمر وإحلال إيران واحتلالها للحديدة وإنشاء قواعد عسكرية لها.. فالذرائع التي تختلقها المليشيات يأتي أيضا كاستعطاف للقبائل والشباب في مناطق سيطرته الميليشيات وحشدهم لاجتياح المناطق المحررة في الساحل الغربي بعد إيجاد الذريعة والحجة وهي نصرة أبناء غزة والقضاء على عملاء أمريكا وإسرائيل، حد زعمها.