فيما الإعلام الرسمي يتهم قبائل أرحب بتزعم جماعات مسلحة إرهابية..

الشيخ الحنق: الإرهاب الحقيقي هو قتل الأبرياء وإقلاق الآمنين من الأطفال والنساء والشيوخ

2011-08-13 19:18:08 أخبار اليوم/ متابعات

الشيخ منصور الحنق

في حوار أجرته صحيفة الصحوة مع الشيخ منصور الحنق – عضو مجلس النواب – وأعادت نشره صحيفة "أخبار اليوم"، حول الحرب الدائرة في مديرية أرحب، أسبابها وحيثياتها ومستجداتها وكل ملابساتها.
وعن بداية الاعتداءات التي وقعت على أبناء قبيلة أرحب يقول الشيخ الحنق: "كانت البداية أن ألوية ما كان يسمى بالحرس الجمهوري والذي تحول إلى حرس عائلي يحمي مصلحة العائلة وليس مصلحة الشعب قامت بعمل نقطة عسكرية بالقرب من معسكر فريجة- اللواء 62- وسموها بنقطة الموت، وكانت المهمة الأساسية التي تنفذها هذه النقطة هي إيذاء أبناء القبيلة بشكل واضح وبيَّن، ثم انتقلت من الإيذاء إلى القتل، وكان أول الاغتيالات هو اغتيال الشهيد الأول حازم المراني، ثم الشهيد الثاني الشيخ عبد الحميد شبرين، كما أصيب اثنان من المشائخ هما الشيخ العميثلي والشيخ سوى" ويضيف قائلا: "وقد حاول العقلاء من أبناء قبيلة أرحب لمرات عديدة أن يتدخلوا لتخفيف الاحتقان، لكن لم تكن هناك نتيجة، بل صعَّدت تلك الألوية من اعتداءاتها مرتكبة جرائم بشعة في حق أبناء أرحب".
ولم تقف ممارسات الحرس العائلي عند ذلك الحد، بل تجاوزت ذلك إلى تنفيذ ما وصفها الحنق بـ "الجريمة الوحشية في حق أبناء أرحب أثناء مرورهم من نقطة فريجة أو ما سموها بنقطة الموت، حيث تم منعهم من الدخول إلى بيوتهم بحجة أنهم يحملون البنادق مع العلم أن هذه المعسكرات تقع بمحيط قراهم، وعندما أصروا على الدخول إلى قراهم فوجئوا بالقصف الوحشي والهمجي من قبل جنود الحرس بمختلف أنواع الأسلحة عليهم وعلى مخيمات الاعتصام السلمية على بعد كيلو متر من معسكر فريجة، مما أدى إلى سقوط 8 شهداء في هذا المكان، وتحولت القضية إلى مأساة كبيرة داخل عزلة «شعب»، فلقد قُتل أبناؤها في أراضيهم وعلى أبواب بيوتهم ومنعوا من دخول بيوتهم، ثم تطور الموقف عندما بدأت ألوية الحرس في فريجة والصمع تقصف قرى شعب وهي «البلد والروضة والقصبة وبيت العذري الأعلى وبيت العذري الأسفل» وعدة قرى مجاورة، وأحدثوا فيها دماراً واسعاً".
مؤكدا في السياق ذاته أن "الاعتصام كان سلمياً هدفه الحفاظ على الجنود والمواطنين من أي إشكاليات قد تحدث بينهم، ومنعاً سلمياً لتلك القوات التي تأتمر بأمر العائلة والفرد أن تتوجه إلى العاصمة صنعاء حفاظاً على أبنائهم وإخوانهم المتواجدين في ساحة التغيير بجامعة صنعاء، وبهدف إبقائها في مكانها كونها قوات تابعة للشعب وحاميةً له ولمكتسباته".
كما عبر عن أسفه تجاه موقف بعض قادات الالوية التابعة للحرس العائلي الذين رفضوا الانصياع لآراء لجنة الوساطة، بالقول: "لكن للأسف اتضح أنهم آلة لا يمتلكون حتى حرية الرأي أو حرية الاختيار، وكان آخر ما تم هو ذهاب لجنة مكونة من عدد من المشائخ، منهم الشيخ محمد جابر الجمرة والشيخ عبد الله سعيد أبو سرعة والشيخ محمد الشامي ونوفل والجمالي وعلي علوان وعدة شخصيات أخرى من مشائخ ووجهاء أرحب الذين أرادوا تهدئة الوضع، وتوجهت اللجنة لمقابلة قادة الألوية إلا أنها منعت أن تلتقي بقيادة آخر لواء وهو اللواء الثالث مشاه جبلي الذي كان يقوده عسكر دارس وقد تم منع اللجنة في نقطة الموت في فريجة".
إزاء ذلك رأى وجهاء وعقلاء المنطقة "ضرورة إزالة هذه النقطة التي سببت للناس الكثير من المعاناة – حسب قول الحنق – ثم حاول أبناء أرحب إزالتها، لأن الهدف من وجودها هو قتل الناس، خصوصاً أنه وصلت إلينا معلومات أنهم رصدوا بالاسم عدداً من الشخصيات المؤثرة من أبناء القبيلة وطلبوا من الجنود في تلك النقطة قتلهم في حال صادفوهم، وبدأوا فعلاً بعملية القتل هذه مستهدفين أحد الشخصيات الاعتبارية وهو الشهيد الشيخ عبد الحميد شبرين الذي قتلوه بدون أي سبب، بعدها ظهر للناس أن هناك مخططاً مفاده تنفيذ سلسلة اغتيالات للشخصيات المؤثرة داخل قبيلة أرحب ولذلك وصل الناس إلى ما وصلوا إليه". مؤكدا بأن تلك الاعتداءات لم تكن عفوية بل كانت ضمن مخطط مرسوم ومعد لاستهداف أبناء قبيلة أرحب.
وفي معرض رده على التهم الصادرة عن الاعلام الرسمي ممثلا بتصريحات عبده الجندي الذي يتهم أبناء أرحب بأنهم يتزعمون جماعات مسلحة إرهابية، يقول الحنق: " إن زعم بقايا النظام وعبده الجندي بأننا نتزعم جماعات مسلحة إرهابية هو كلام غير صحيح وتحوير وتزييف متعمد للحقائق كما هو دأبهم في تزوير الحقائق وتحويرها وفق مخططاتهم الإجرامية، فما يحصل هو أن أبناء أرحب يدافعون عن أنفسهم بما يمتلكون من وسائل بسيطة في وجه الطائرات وصواريخ غراد والكاتيوشا والدبابات والمدافع بعد أن بلغ بهم الضر مبلغاً عظيماً جراء تعسفات ألوية الحرس وعنجهيتهم وجرائمهم المستمرة في حق أبناء أرحب"، مؤكدا أيضا على حق أبناء قبيلة أرحب في الدفاع عن أنفسهم وفقاً للشرع والأعراف والقوانين، "خاصةً بعد أن حاولت وحدات من الحرس العائلي في تلك الألوية الخروج والتمركز في مناطق وتلال خارج حدودها بالقرب من منازل المواطنين في قرى شعب، ولأنهم معتدى عليهم فقد شرعوا بالدفاع عن أنفسهم لأن الإسلام قد شرع لهم الدفاع عن أنفسهم في حال أُعتدي عليهم، يقول تعالى (ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم)، وإن كنا لا نمتلك أن نرد عليهم بنفس الوسائل التي يقصفونا بها إلا أنا سندافع عن أنفسنا بكل الوسائل المتاحة لنا".
معتبرا الأسباب التي أوردتها وسائل الإعلام الرسمية عن استهداف قبيلة أرحب بالذات، أسباباً واهية حد وصفه قائلا: "بالنسبة للقائمة التي أعلنتها وزارة داخلية بقايا النظام التي تضمنت أسماء عدد من أبناء أرحب ووجاهتها على أنهم إرهابيون فنحن نقول بأن هناك اليوم عصابة تقوم بنهب ثروات البلاد وتقتل كل من يقف في وجهها، فهذه العصابة الإرهابية هم من يمثلون الإرهاب لأن الإرهاب الحقيقي في نظر الناس هو قتل الأبرياء واقلاق الآمنين من الأطفال والنساء والشيوخ.
ونحن نرى أنه لم يبق شرعية لهذه الوزارة وكذا لبقايا النظام حتى يتخذوا مثل هذه الاجراءات ويطلقوا مثل هذه الادعاءات، فما ورد في تلك القائمة بوصف أبناء أرحب بالمجموعات الإرهابية جريمة في حد ذاته".
مشيرا في الوقت ذاته إلى أن " أبناء أرحب جزء من هذا الشعب الذي أراد التغيير وسعى لتغيير هذا النظام الفاسد المستبد، ولسنا وحدنا الذين قمنا بهذه الثورة، بل نحن ساندنا وبذلنا وما زلنا نساند هذه الثورة، فإن كان سبب استهداف أرحب هو مساندتها لثورة الشعب فهي مثل بقية القبائل التي أعلنت تأييدها للثورة، فكل قبائل وشرائح المجتمع اليمني قد ساندوا وساهموا في الثورة السلمية، ولكن يبدو أن استهدافهم لأبناء أرحب يدل على أن هناك حقداً وكرهاً مسبقاً على هذه القبيلة، وأيضاً هناك رغبة مسبقة وقديمة أرادوا اليوم تحقيقها مستغلين هذا الحدث من أجل تدمير هذه القبيلة".
وحمل الشيخ الحنق الرئيس بالنيابة عبد ربه منصور هادي مسئولية ما يتعرض له أبناء أرحب كل يوم، قائلا: " وفقاً للدستور والقانون فإن المسئول عما يحدث لنا من جرائم واعتداءات وحشية هو عبد ربه هادي الرئيس بالنيابة، فهو المسئول الأول عن كل ما يحدث في هذه البلاد وفقاً للدستور، ونحن نحمله المسئولية الكاملة عما يجري في أرحب، ومن ناحية أخرى فإننا نحمل قيادة الحرس العائلي وقيادة ألوية الحرس التي تقصف وتقتل أبناء أرحب وهي اللواء 61 و62 و63 حرس جمهوري، واللواء 3 مشاه جبلي وكذا قادة مواقع الحرس في بني حشيش وغيرها من المواقع التي تقصف أرحب، باعتبارهم المسئولين المباشرين عن تلك الجرائم التي أدت إلى قتل العشرات من أبناء أرحب منهم أطفال ونساء وشيوخ، وكذا تدمير المنازل والمزارع والممتلكات، فضلاً عن ترويع وتشريد مئات الأسر من منازلها".
كما ناشد في هذا الصدد "المحامين والحقوقيين والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بأن تتحمل مسئوليتها بالشروع بتجميع وتوثيق وحصر هذه الجرائم والانتهاكات في حق أبناء أرحب، ومن ثم تقديمها إلى المحاكم الدولية ليتم تقديم المسئولين عنها للمحاكمة العادلة في المحاكم الدولية وخاصةً محكمة الجنايات الدولية وكذا القضاء في كل الدول التي تحترم كرامة الإنسان وترى أن انتهاك أي من حقوقه جريمة تستحق ملاحقة مرتكبها حتى وإن كان رئيساً".
وقد دعى الحنق كل القبائل اليمنية بالوقوف إلى جانب أخوانهم في أرحب، شاكرا كل من وقف هذا الموقف الايجابي بقوله: "ونحن نشكر القبائل التي بدأت تساند أرحب على هذه المواقف ونحن نعتبره واجباً عليهم باعتبار أن نصرة المظلوم واجبة، ونطالب البقية أن يكون لهم دور باعتبار أن أبناء أرحب ظلموا ويعتدى عليهم ومن حق كل مسلم ورجل عنده غيرة ونخوة وحمية أن يهب لنجدة المظلوم وأن يوقف الظالم، فنحن نشكر من يأتي ونقول للمتأخر عليه أن يكون له موقف وهذا واجب عليهم".
وعلى صعيد متصل وجه الشيخ الحنق رسالة إلى الجنود والضباط قائلا: "وهم إخوة وليس بيننا وبينهم ثأر ولا خلاف، ولكن هناك تعبئة خاطئة يتم توجيهها لهم سواءً عن الثورة أو عن أبناء قبيلة أرحب بالذات، وليعلموا بأنا حريصون على ألا يُسفك دم جندي واحد على أرضنا، ونطالبهم بأن يراجعوا حساباتهم، هل هم لحماية البلاد والجمهورية، أم أصبحوا مجندين لخدمة وحماية أسرة أو أشخاص معينين؟، فنحن نناشدهم بأن يقفوا مع خيارات الشعب لا مع مزاج الفرد، ونقول بأن من يأمروهم بقتل الأبرياء والضعفاء لن ينفعوهم - لا في الدنيا - حيث ستلاحقهم المحاكمات والملاحقات في المحاكم ولا في الآخرة حيث محكمة العدل الإلهية التي لا يفلت منها أحد".
شاكرا في ختام حديثه كل أبناء أرحب على تلاحمهم وتعاونهم، داعياً الجميع إلى تغليب مصلحة الوطن ووضعها فوق كل اعتبار أو مصالح شخصية، منوها إلى ماضيهم الذي يجب عليهم الاستفادة منه حد قوله: " فالماضي كان واضحاً بداية الجمهورية حيث كان الجمهوري لا يفرط في الملكي والملكي لا يمكن أن يفرط في الجمهوري حرصاً منهم على هذه القبيلة ونحن نقول لهم يجب أن تتنبهوا أنها أيام ونقول للمتخاذل أو الضعيف كما كان يقول آباؤنا (قبح الله وجهك يا الذليل عاد بعد الحرايب عافية)، فنحن اليوم في شدة وهي أيام وتبدأ العافية من جديد".

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد