توافد مئات الآلاف من المواطنين يوم أمس إلى ساحة الحرية بتعز لإحياء جمعة " نصر من الله وفتح قريب " وأكد خطيب الجمعة على قرب النصر، فرغم المؤامرات التي أُحيكت تجاهها.. أثبت اليمنيون شجاعتهم وصبرهم من أجل نجاح الثورة والانطلاق نحو بناء اليمن الحديث ـ حد قوله.
وضمن البرنامج التصعيدي الذي أتبعته محافظة تعز استعداداً للحسم الثوري فقد شهدت ساحة الحرية يوم أمس توسعاً نوعياً من خلال استحداث أكثر من ساحة في أكثر من مديرية حيث احتشد عشرات الآلاف من أبناء حيفان و الصلو و خدير إلى ساحة الحرية بالراهدة بمديرية خدير وكان الحال مشابه في كل من مديريتي المعافر ومقبنة التي شهدت جموعاً ضخمة توافدت إليها من عدة مديريات مجاورة.
وفي ذات السياق وعقب خطبتي الجمعة شيعت ساحة الحرية بالمحافظة أمس ثلاثة من شهداء الثورة اليمنية وهما الشهيدان أكرم احمد عيسى ردمان الدبعي ومحمد احمد عيسى ردمان الدبعي اللذين استشهدا بمدينة عدن بتاريخ 5 / 8 / 2011م بالطريق البحري الرابط بين خور مكسر والشيخ عثمان، وشهيد ثالث هو عبدالغني القدسي الذي أصيب بساحة النصر بتعز في جمعة النصر بتاريخ 3 / 6 / 2011 وتوفي في السعودية بتاريخ 20 / 8 / 2011م متأثرا بجراحه نتيجة الإهمال الطبي الذي مني به بالمستشفى العسكري بمدينة تبوك وشيع جثمانه حشود هائلة إلى مسقط رأسه بقدس.
إلى ذلك دشن بساحه الحرية يوم أمس مشروع التوقيع على أطول رسالة في العالم وتستهدف جمع مليون توقيع من شباب ساحات وميادين الحرية والتغيير لمناشدة الضمير الإنساني بمساندة الشعب اليمني بتحقيق مطالبه في التغيير.
وجاء نص الرسالة كالتالي: (إلى كل ضمير حي في العالم نتوجه إليكم بهذه الرسالة لنخاطب فيكم قيم الإنسانية التي نحملها جميعا... أن حلمنا المنشود هو حلم كل أمة تسعى للحرية والمساواة للعيش بكرامة، ولو كنا نعيش كباقي البشر ما تركنا بيوتنا وافترشنا الشارع وواجهنا أداة القتل والفتك إلا لأننا آمنا بعدالة قضيتنا ومطالبنا المشروعة).



الرسالة والتي حملت بصمة البصمة باللونين الأحمر والسماوي وترمز إلى شهادة وفاة النظام من المقرر أن تمر كافة ساحات الحرية وميادين التغيير في الجمهورية وبعدها سوف سترفع إلى الأمم المتحدة، وعبرها إلى كافة المنظمات العاملة في حقوق الإنسان على مستوى العالم.

من جانب آخر شهدت تعز مساء أمس الأول مواجهات عسكرية في منطقة الحوبان ومفرق الذكرة بين قوات النظام ومسلحين مواليين للثورة حسب مصادر في هذه المناطق.
وعلى صعيد متصل منعت قوات اللواء 33 مدرع ظهر أمس مسيرات قادمة من مديرية التعزية عند نقطة الحصين من الوصول إلى المحافظة للمشاركة بالمسيرات التي شهدتها المدنية.
وفي ذات السياق وضمن سلسلة الاعتصامات والمسيرات اليومية التي تشهدها تعز فقد شهدت شوارع المحافظة صباح أمس الأول مسيرة جماهيرية حاشدة جابت عدة شوارع بالمحافظة وصولا إلى شارع جمال والاعتصام فيه لأكثر من ساعة من زمن، وأكد من خلاله المتظاهرون على استمرارهم بالمسيرات السلمية حتى تحقيق النصر، مؤكدين أن يوم الخلاص أضحى على الأبواب.
وبمجرد الانتهاء من بيان الوقفة الاحتجاجية واصل المتظاهرون مسيرتهم نحو ساحة الحرية مرددين بذلك العديد من الشعارات المطالبة بالحسم الثوري وبناء دولة اليمن الحديث.
من جانب آخر صدر يوم أمس عن علماء تعز بيان إدانة حول ما تتعرض لها مديرتا شرعب والتعزية من اعتداءات مستمرة من قبل قوات النظام.
واستنكر البيان الذي حصلت " أخبار اليوم " على نسخة منه ما يتعرض له المواطنون في مديريات شرعب والتعزية وعدد من أحياء مدينة تعز من قصف  بالمدفعية والأسلحة الثقيلة التي تهدد حياة المواطنين وتدمر ممتلكاتهم ومنازلهم ومزارعهم.
وقال إن القوات المسلحة عهد عنها منذ القدم وفي كل بلاد العالم  التي تحترم شعوبها ومواطنيها أن تحمي الأوطان وتدافع  عن المواطنين لا أن تعاديهم وتقتلهم.
واتهم البيان قائد اللواء 33 بضرب المواطنين بعضهم ببعض من خلال بيانات التحريض واستعداء البعض ضد البعض الأخر مما يعني أنه وبدلا من أن يكون عاملا من عوامل السكينة والأمن والاستقرار إذا به يتجه لزرع الخلافات وإحداث النزاعات بين قبائل المحافظة ومناطقها.
وأدان البيان المحاولات التي تثير الفتن وتزرع البغضاء والشحناء بين الناس، مطالباً من يقوم بهذه الممارسات بالكف عنها والأفعال السيئة والكف عن إثارة الفتن والاعتداءات على القرى الآهلة بالسكان.
وحث علماء تعز المواطنين على التعاون والتلاحم والتضامن التام فيما بينهم ومع القرى التي تتعرض للقصف وان يلتحم كل المواطنين بالدعم والتأييد للثورة الشعبية التي تشهدها اليمن.