الدخيل يعتبر سلمية الثورة اليمنية من مفاجآت الربيع العربي..

خاشقجي: مماطلة النظام اليمني محاولة لتأجيل استحقاقات المبادرة وسياسته كالحكم المملوكي

2011-09-11 17:04:51 أخبار اليوم/ خاص


ثمن قيادي في أحزاب اللقاء المشترك والمجلس الوطني للثورة، موقف دول مجلس التعاون الخليجي إزاء ما يحدث في اليمن.
وعبر القيادي المعارض عن امتنان المشترك وتقديره للجهود التي تبذلها دول مجلس التعاون ووقوفها إلى جانب التغيير في اليمن، وذلك عبر المبادرة الخليجية.
واعتبر تسويف ومماطلة النظام، ممثلاً بالرئيس صالح في توقيع المبادرة سيقود وزراء خارجية دول الخليج العربي إلى مواقف أكثر حزماً مع النظام اليمني قد تجاوز حث الرئيس اليمني على توقيع المبادرة، حيث أنه ومن المتوقع –بحسب القيادي في المشترك- أن يخرج اجتماع وزراء خارجية دول الخليج اليوم بقرار يفضي بإحالة الملف اليمني إلى مجلس الأمن.
وفي سياق متصل أكد المحلل السياسي السعودي/ جمال خاشقجي ـ في تصريحه لـ"أخبار اليوم" ـ أن ما يحدث في اليمن يستدعي الحكمة من جميع الأطراف، كون البلاد كلها على المحك، والوضع يستلزم مسؤولية من الشباب قبل الأطراف الأخرى.
وأضاف خاشقجي إن المعارضة اليمنية والحاكم تتشابه مواقفهم وأثرت في كلا الطرفين المكايدات السياسية والمشاحنات، مشيراً إلى أن الشباب هم اللاعب الأساسي في الساحة اليمنية حالياً، مشدداً على ضرورة تحول الشباب إلى قوة سياسية، معتبراً إياهم الضمين الذي بمقدوره الوصول إلى نتيجة مرضية وإنقاذ البلاد.
وقال المحلل السياسي السعودي: المهم حالياً في اليمن هم الشباب الذين لا نراهم إلا في الساحات ولا نراهم كقوة تفاوضية، لافتاً إلى عدم وجود مواقف ملموسة للمجلس الوطني لقوى ومكونات الثورة في التفاوض باسم الشباب.
وعلق على تشبث الشباب واكتفائهم بمطلب رحيل النظام بالقول: من الخطأ أن تطلب كل شيء أو لا شيء، أذهب وتفاوض وانظر ماذا تحصل عليه، إذ لو كان بمقدور الشباب ترحيل النظام لكان قد رحل –حسب تعبيره، مستدركاً بأن النظام منذ أكثر من "6" أشهر وهو باق، مؤكداً على أهمية تحول الشباب إلى عقل سياسي.
ويعرّف خاشقجي المبادرة الخليجية بأنها إحدى الأدوات المتاحة أمام اليمنيين التي تساعدهم وتعينهم للوصول إلى اتفاق وليست كل شيء.
وأوضح المحلل السعودي أن الوضع في اليمن لا يزال وضعاً محلياً، مستبعداً أن يخرج اجتماع وزراء دول مجلس التعاون الخليجي بموقف يحيل فيه الملف اليمني إلى مجلس الأمن، مشيراً إلى أن القضايا التي تذهب إلى مجلس الأمن هي القضايا التي تهدد السلم العالمي والحالة اليمنية لا تهدد السلم العالمي، إذ تستطيع الدول الإقليمية معالجتها –حد قوله- مضيفاً بأن الولايات المتحدة الأميركية نشطة أيضاً بالمساعي مع دول الخليج.
وتوقع خاشقجي أن يصدر قرار عن اجتماع وزراء خارجية دول الخليج العربي الذي ينعقد اليوم في العاصمة السعودية، بالتأكيد على استمرار المبادرة الخليجية ودعوة الأطراف اليمنية المختلفة بالقبول بها واستعداد المجلس باستمرار السعي للتوصل إلى آلية لتطبيقها.
ونوه جمال خاشقجي إلى أن المملكة العربية السعودية لا تستطيع أن تفرض على الرئيس صالح التوقيع على المبادرة حتى وإن كان الرئيس ضيفاً.
وقال: إن على الأطراف اليمنية أن تجتمع وتتفق على تنفيذ المبادرة برعاية من دول الخليج.
واعتبر مماطلة الحزب الحاكم وتجاهله للمبادرة الخليجية ـ خلال مناقشته لها على مدى يومين ـ بأنها محاولة لتأجيل استحقاقات المبادرة الخليجية وكسب مزيد من الوقت، مستبعداً في ذات السياق أن يكون هناك طرف يمني عاقل يريد تفجير الوضع عسكرياً، كون ذلك سيؤثر على الجميع.
واعتبر تجاهل حزب المؤتمر الشعبي العام "الحاكم" للمبادرة استمراراً للسياسة التقليدية التي كانت سائدة أيام الحكم المملوكي وهي الحكم لأطول فترة ممكنة، فبالسياسة الحديثة –حسب خاشقجي- هي ماذا يحقق الحاكم من إنجازات ورفع مستوى الدخل وتوفير الوظائف، مشيراً إلى أن السياسية السائدة في اليمن هي "كيف أحكم وأمارس الحكم وأحيد الأعداء وأقرب الأصدقاء"، مشيراً إلى أن هذا النوع من فنون الحكم لا تزال مهيمنة وسائدة في اليمن، معتبراً أن السبب في عدم توفير العيش الكريم والوظائف للشعب اليمني هي تلك السياسة السائدة في اليمن، لافتاً إلى عناد الرئيس صالح والنظام لتحقيق الانجاز العظيم كأنه أكمل مدته الدستورية، على حساب التنمية في اليمن.
من جانبه اعتبر أستاذ الاجتماع السياسي بجامعة الملك سعود الدكتور/ خالد الدخيل تجاهل الحاكم في اليمن لمبادرة الخليج كما بدا في البيان الذي خرجت به اجتماعاته بأنه محاولة لكسب الوقت للبقاء في السلطة لفترة أطول، ولكسب ضمانات بموجبها تحصل حاشيته وأقاربه على مناصب في البلاد بعد رحيل النظام.
وأشار الدخيل في ـ تصريح خاص لـ"أخبار اليوم" ـ إلى أن إحالة دولة الخليج الملف اليمني إلى مجلس الأمن أمر قد لا يرضى به الشعب اليمني، وذلك لحساسية الشارع العربي من تدويل القضايا الداخلية، منوهاً إلى أن قضية اليمن لازالت في الإطار العربي والخليجي.
وقال الدخيل: إن هناك مفاجئتين للربيع العربي، إحداها هي اليمن، هذا البلد الذي يعاني من الفقر والفساد والثقافة القبلية ومع هذا استطاع الحفاظ على سلمية الثورة ولم يسمح بالانزلاق نحو الحرب، معتبراً ذلك مفاجأة كبيرة جداً، حيث كان هناك خوف من انفجار الوضع في البلاد.
وأضاف بأن اليمنيين في الشمال والجنوب حافظوا على عدم الانزلاق إلى المنزلقات الخطرة التي قد تضرب باستقرار اليمن ووحدته.
وأشار إلى أن أكثر شعب مسلح هو الشعب اليمني وعدم سماحه بالانزلاق إلى حرب أهلية جعله متفوقاً جداً وهذا يحسب للشعب اليمني.
وحسب الدخيل، فإن المفاجأة الثانية هي شجاعة أهل الشام المنقطعة النظير في مواجهة آلة الدمار والقتل الأمني والعنف الذي ينتهجه النظام السوري، حيث يواجه الثوار سلاح البعث السوري بصدورهم العالية دون معين لهم من الخارج.
 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد