عدن في يوم 14أكتوبر 2011م ليست عدن فيما مضى، فلقد خرج شباب عدن وشاباتها عصر أمس الجمعة في فعالية كبرى حضرها عشرات الآلاف ليحيوا هذه الثورة الخالدة في تاريخ المدينة ووجدانها.
بدأت الفعالية - التي شهدت توافد الآلاف من أبناء عدن (رجالا ونساء) إلى أمام بوابة عدن التاريخية - بمسيرة باتجاه شارع أروى.
وقد حمل المشاركون الأعلام الوطنية وصور شهداء ثورة 14أكتوبر وشهداء الثورة الشبابية السلمية، كما رفعوا صور رواد التغيير والتنوير في المحافظة.
كما رفع المشاركون لافتات معبرة عن دور محافظة عدن في النضال من أجل ثورة 14 أكتوبر ونضالها السلمي في ثورة التغيير الشعبية السلمية ودور المرأة النضالي في الثورتين..
وبعد وصول المسيرة إلى ساحة الحرية قام الشباب بإيقاد شعلة الثورة في جبل "البادري"..
وخرج المشاركون ببيان تنشره الصحيفة وهاكم نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: ((من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً)).
أيها المناضلون الأحرار:
 يحتفل اليوم شعبنا اليمني بالذكرى الثامنة والأربعين لثورة 14 أكتوبر المجيدة ونحن نعيش معاني ثورتنا الشبابية الشعبية العظيمة ونجدها فرصة سانحة أن نستلهم المعاني والقيم العظيمة التي أرستها ثورة 14 أكتوبر وان نتذكر بإجلال وإكبار تلك الأرواح الطاهرة للشهداء جميعاً، الذين افتدوا تربة هذا الوطن الغالي ونحيي كافة المناضلين الشرفاء.
لقد كانت ثورة 14 أكتوبر 1963م ثورة تحرر وطنية وضعت في صلب أهدافها الحرية والاستقلال والكرامة ووضع نهاية الاحتلال واستعمار دام نحو أكثر من قرن وربع القرن لجنوب بلدنا الحبيبة لتضع بذلك نهاية لصراع طويل بين شعبنا في الجنوب والاستعمار البريطاني ولتؤسس وحدة متينة بين المناضلين خلال الكفاح المسلح ليتوج ذلك بوحدة الجنوب بعد أن جزأته السياسة الاستعمارية البغيضة إلى 23 سلطنة ومشيخة.
إن شباب الثورة بعدن وهم يحتفلون بذكرى هذه الثورة المجيدة يؤكدون على التالي:
1- إن ثورتنا الشبابية السلمية ليست وليدة اللحظة بل هي امتداد وتتويج لنضالات شعبنا الأبي الذي انتفض في سبتمبر وأكتوبر ليرفض الاستعمار والاستبداد وليحقق العيش الكريم والحياة السوية والعدالة الاجتماعية.. ولهذا فإننا نسجل اعتزازنا بنضال آبائنا وتضحياتهم الجسيمة ولدمائهم الزكية كما نعتز ونفخر بشهدائنا الأخيار في ثورتنا الشبابية السلمية.
2- إن كل المعاني والقيم التي أرستها ثورة 14 أكتوبر من مقاومة الاستعمار ورفض العبودية والظلم والذل والهوان تمثل زاد ثورتنا الشبابية السلمية التي تهدف إلى إسقاط نظام العائلة الاستبدادي الدموي وبناء الدولة المدنية الحديثة.
3- نجدد عهدنا لشعبنا بالمضي في التصعيد الثوري حتى تحقيق النصر- بإذن الله - ولن نألوا جهداً في سبيل ذلك، مؤكدين للجميع بأن ثورتنا هي من ستنصف قضيتنا الجنوبية العادلة وستفتح الطريق أمامها باعتبارها قضية سياسية وطنية بامتياز وتحتل صدارة القضايا بعد إسقاط النظام.
4- نناشد المجتمع الدولي وكافة المنظمات الإنسانية والضمير العالمي تحمل مسؤلياتهم التاريخية والوقوف بروح مسئولة تجاه معاناة الشعب اليمني ومساندة ثورتهم السلمية العظيمة ورفع الغطاء عن علي صالح وأركان حكمه.
5- نحمل بقايا النظام في المحافظة كافة المسئولية عن ممارسة العقاب الجماعي والانفلات الأمني وبث الرعب والإرهاب في المحافظة ونهيب بكافة أبناء المحافظة الشرفاء الصبر والمرابطة والاحتشاد في الساحات والميادين والالتحام بشباب الثورة في كافة المناشط الثورية.
6- ندعو كافة القوى والمنظمات والكيانات الداعمة لثورتنا والمساندة لمسيرتنا النضالية التحضير لتشكيل المجلس الثوري بمحافظة عدن ليكون سنداً وعوناً لتلك الثورة الشبابية في استكمال تحقيق أهدافها وبلوغ غاياتها، الرحمة لشهدائنا.. والشفاء لجرحانا.. النصر لثورتنا.. الحرية لمعتقلينا الأحرار.