استنكرت مستشفيات محافظة تعز استمرار استهداف مستشفيات المدنية بالأسلحة الثقيلة وتعرضها للدمار من قبل قوات صالح، مهددة بذات الوقت في رسالة بعثت بها إلى محافظ المحافظة بإغلاق كافة مستشفيات المدنية في حالة استمرار هذه القوات بقصف المستشفيات وكان آخرها مستشفى الروضة الذي تعرض لقصف مدفعي عنيف بقرابة 13 قذيفة هاون مما أدى إلى تدمير طوابقه العلوية التي كانت تعج بالجرحى كما تعرض من قبلها مستشفى الصفوة لحالة مماثلة مع نهب كافة محتوياته.
وقالت جمعيات مستشفيات المدينة إن القصف الذي يطال هذه الأماكن من قبل قوات الجيش يتنافى مع القوانين الدولية والإنسانية والأخلاقية، مطالبة بذات الوقت بالحصانة والحماية للمستشفيات العاملة بتعز، محملين محافظ تعز مسؤولية المستشفيات، كونه المسئول الأول في المحافظة.
إلى ذلك تستمر حركة الإضراب بمحافظة تعز ولليوم الثاني على التوالي تضامناً مع شهداء جمعة 11/11 وللمطالبة برفع القوات العسكرية من المدنية والأماكن التي تم استحداثها بالمحافظة وخاصة المرافق الصحية والخدمية.
وفي ذات الشأن تتواصل ردود الأفعال الغاضبة بمحافظة تعز حول مجزرة جمعة " لا حصانة للقتلة " إذ شهدت شوارع المحافظة أمس مسيرة جماهيرية حاشدة هتف من خلالها المظاهرون بمحاكمة القتلة وسرعة تقديمهم للعدالة، متهمين دول الجوار والمجتمع الدولي بمنح صالح ضوء أخضر لممارسة أعمالها الإجرامية تجاه مدنية تعز المحافظة التي انطلقت منها شرارة الثورة.
وفي الصدد نفسه بعث الشيخ/ محمد مقبل الحميري ـ النائب البرلماني عن حزب المؤتمر المستقيل ـ برسالة عاجلة إلى ملك المملكة العربية السعودية عبدالله بن عبدالعزيز جاء فيها:
إن الشعب اليمني عندما تعرض لمحنة وظلم وقتل جماعي من قبل النظام، بدلاً من أن يجد السعودية إلى جانب جراحه ورفضاً لظلمه وجد النظام السعودي ينحاز للقاتل ضد المقتول وللجلاد ضد المجلود..
وجاء في الرسالة: جلالة الملك، الشعب اليمني يذبح كل يوم بل وكل ساعة عل مرأى ومسمع من العالم كله وأنتم من هذا العالم، حتى النساء والأطفال لم يسلموا من هذا القتل الجماعي.. وأنتم أهل الشهامة والنجدة، ألم يحرك ذلك مشاعركم ونخوتكم التي تحركت مع الشعبين الليبي والسوري فالأقربون أولى بالمعروف، مذكراً إياه بموقف الخليفة المعتصم عندما استصرخته امرأة مسملة في بلد عمورية عندما لطمها العلوج فصرخت "وامعتصماه".
وأشارت الرسالة إلى أن جامعة الدول العربية علقت عضوية سوريا لأنها لن تنفذ المبادرة العربية، لم يمض عليها شهر واحد، بينما المبادرة الخليجية التي هي بالأساس مبادرة سعودية مضى عليها أكثر من سبعة أشهر ولم ينفذ منها هذا النظام حرفاً واحداً بل اتخذ منها مظلة للإمعان في سفك الدماء اليمنية لأنها توفر له الحصانة في حالة اضطراره لتنفيذها بعد عمر طويل.


وذكرت رسالة الحميري، الملك/ عبدالله بمواقف شقيقه المغفور له جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ الذي كان يشمل الشعب اليمني برعايته وهو بأوج الخلاف مع النظام اليمني آنذاك ليقينه أن الشعب غير النظام، ولذلك لا يكاد يذكر الملك فيصل إلا وترحم عليه خمس وعشرون مليون مواطن يمني لأن الشعب اليمني أهل معروف ولا ينسون المعروف، لافتاً إلى أن الشعب اليمني يشعر بجرح كبير جراء مواقف المملكة مع النظام رغم أنه كان يأمل فيها الكثير ولا زال.