وصول سيارتين محملتين بالأسلحة ومقتل اثنين من العناصر المسلحة..

رداع.. حرب شوارع بين المسلحين والقبائل.. والحرس يكتفي بصرف ألف طلقة للمواطنين

2012-01-21 04:51:56 أخبار اليوم/ رداع/ خاص


 علمت "أخبار اليوم" من مصادر محلية بمديرية رداع ـ المضطربة ـ أن تعزيزات مادية تابعة للعناصر المسلحة الذي يعتقد ارتباطهم بتنظيم القاعدة المتواجدين في المدينة وصلت عند الساعة الحادية عشر مساءً إلى نقطة "لمسان" شرقي مدينة رداع، حيث تمثلت هذه التعزيزات بسيارتين محملتين بالسلاح، وقام المسلحون القبليون من "آل سرحان" الذين يتمركزون بالقرب من النقطة بإطلاق الرصاص على السيارة الأولى، مما أدى إلى مقتل سائقها واحتراق أجزاء من السيارة، لتمر بعد ذلك مباشرة السيارة الثانية بسرعة..
وأوضحت المصادر المسلحين قدموا من المدينة وقاموا بأخذ القتيل من السيارة وأخذوا الأسلحة المتبقية، منوهة إلى أنه يبدو أن المسلحين الذين أخذوا الجثة كانوا موجودين في محيط النقطة، ونظراً لكثرة تلك العناصر تجنب أبناء القبائل الدخول في مواجهات مع المسلحين وانسحبوا من الموقع الذي كانوا متواجدين فيه..
المصادر ذاتها كشفت أن السوق المركزي برداع شهد في وقت متأخر من مساء الجمعة مواجهات مسلحة بين أبناء القبائل وتلك العناصر التي تطلق على نفسها "أنصار الشريعة" أنتهت بسيطرة المسلحين على مدرسة الثورة للبنات – وتعتبر أعلى مبنى مرتفع وسط السوق حيث تطل وتسيطر على أربعة شوارع رئيسية والسوق المركزي..
وجاءت هذه المواجهات كتجدد للمواجهات التي نشبت عصر اليوم ذاته وتوقفت بعد قيام العناصر المسلحة الذين تمركزوا في مدرسة الرشيد الأهلية باختطاف حارس مبنى البنك اليمني للإنشاء والتعمير بتهمة إيواء مسلحين قبليين في مبنى البنك، وتمركز أبناء القبائل في مدرسة الثورة قبل أن يسيطر عليها المسلحون في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة، وقتل في المواجهات التي اندلعت عصر أمس أحد العناصر المسلحة ويدعى"هـ. خ"..
ويأتي ذلك في الوقت الذي كشف مصدر أمني بمحافظة البيضاء لـ"أخبار اليوم" عن مخطط تديره شخصيات عسكرية وأمنية لتسليم محافظة البيضاء للمسلحين خلال الأسبوع الجاري ـ حسب المصدر.
ويبدي أبناء القبائل والمشائخ تذمراً وسخطاً كبيراً من موقف قوات الحرس التي تكتفي بأخذ موقف المتفرج.. وكذا من قيام قائد الحرس في رداع العقيد "ناصر طريق" بصرف ألف طلقة من الرصاص لمشائخ القبائل لمقاتلة العناصر الإرهابية.. كما شهدت مدينة رداع عصر أمس الجمعة مواجهات بين الأهالي في حارة "حزيز" وأجزاء من حارة "القانع" وذلك على خلفية محاولة المسلحين من أنصار الشريعة اقتحام مدرسة الزهراء للبنات الواقعة شمال قلعة ومسجد العامرية, وإزالة بعض الحواجز التي أقامها الأهالي هناك.
وقد شوهد قيام "شيول" بإزالة بعض المتارس معززاً بطقمين عسكريين يحملان مسلحين من أنصار الشريعة إلا أن الأهالي أجبروهم على الهروب والعودة إلى ثكنتهم بقلعة العامرية.
وشهدت مدينة رداع يوم أمس ثاني خطبة جمعة في جامع العامرية منذ ما يزيد عن أربعة عشر عاماً ظل جامع العامرية مغلق من قبل السلطات المحلية بحجة الترميم, حيث كانت الجمعة الأولى هي الجمعة قبل الماضية 13 يناير حيث دخل المسلحون وأقاموا خطبتهم الأولى هناك.
وغير بعيد من جامع العامرية, أقيمت جمعة "بعزيمة الثوار نواصل المشوار" والتي توافد إليها الآلاف من أبناء مدينة رداع والتي أقيمت في ساحة الحرية جوار المحكمة, في المكان المحدد لها طوال العشرة الأشهر الماضية, والتي أكد فيها خطيب الجمعة الشيخ يوسف الصلاحي، عزم ثوار رداع مواصلة ثورتهم حتى النهاية دون الالتفات للعوائق التي يصنعها نظام علي عبدالله صالح هنا وهناك.
وفي مدينة البيضاء عاصمة المحافظة توافد إلى ساحة أبناء الثوار الآلاف من أبناء المدينة والمديريات المجاورة وعقب الصلاة ردد الثوار شعارات تندد بالمسرحيات المكشوفة لنظام صالح, مطالبين المجتمع الدولي باتخاذ عقوبات على صالح لتسليمه رداع للمسلحين.
وفي ذات السياق اعتبر مشترك البيضاء ما حصل برداع تنفيذاً لما هدد به النظام العائلي وبقاياه، محملاً قيادة السلطة المحلية والأمنية مسئولية ما حدث وما سيحدث, واعتبر مشترك البيضاء ما حصل برداع ـ من استيلاء مجاميع مسلحة على أجهزة ومؤسسات الدولة بمدينة رداع وتمكين مئات السجناء من الفرار ـ محاولة مكشوفة لنشر الفوضى وإقلاق السكينة العامة تنفيذاً لما هدد به النظام العائلي وبقايا الأجهزة الأمنية الموالية له، وثمن - مشترك البيضاء - في بيان صادر عنه أمس الجمعة موقف مشائخ واعيان ووجهاء وقبائل وأبناء محافظة البيضاء الذين نددوا بتواطؤ الجهات الأمنية بالمحافظة وتحملوا مسئوليتهم الوطنية في الدفاع عن المدينة، مؤكدين أنهم قادرون على وقف أي محاولة للزج بالمحافظة في صراعات المستفيد الرئيسي والوحيد منها هو بقايا نظامه.
وحمل مشترك السلطة المحلية والجهات الأمنية بالمحافظة المسئولية الكاملة عما يجري في رداع كونها الجهة المعنية بحماية المحافظة وأبناءها ودعاهم للقيام بكامل واجباتها لحماية المحافظة وأبناءها وتـحملها كامل المسئولية تجاه أي تقصير في هذا الجانب.
ووصلت وساطة يوم أمس الساعة الرابعة إلى مقر إقامة الشيخ طارق الذهب وتكونت الوساطة من الشيخ ابراهيم الجبري – خال الذهب – والسفير احمد علي كلز في محاولة لاحتواء الموقف, إلا أن الذهب جدد لهم التمسك بمطالبه السابقة, وقال السفير كلز لـ"أخبار اليوم": انه انطلاقاً من حرصنا على مدينتنا كوننا من أبناء رداع, قمنا بمقابلة عدد من المسؤولين في الجهات الأمنية الذين ابدوا استعداداً لحل المشكلة, وقابلنا اللواء غالب القمش – رئيس جهاز الأمن السياسي- وأبدا تعاونه معنا في إطلاق سراح نبيل الذهب, الا انه عند وصولنا إلى الشيخ طارق طرحنا عليه مسألة الإفراج عن اخيه, بعد خروجه من مدينة رداع, وقلنا له سنسلمك رهائن من أبناء المشائخ ضمان لاطلاق سراح اخيك, وعند وصولك إلى " المناسح " – قرية الشيخ الذهب – سنسلم لك اخيك, الا ان الشيخ طارق رفض ذلك العرض قائلاً أنا لايهمني اخي انا يهمني خمسة عشر سجيناً أريد الإفراج عنهم, إضافة إلى تشكيل مجلس للحل والعقد في المدينة مكون من سبعة أشخاص- ممثل لكل مديرية – يقيم شرع الله.

وانتهت الوساطة بين الجانبين بالفشل دون التوصل إلى حل بين الجانبين وتعتبر هذه الوساطة هي الوساطة الرابعة منذ دخول الذهب مدينة رداع.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد