قالت مصادر مطلعة لـ"أخبار اليوم" إن أهالي المسلحين الذين قتلوا أمس في الغارات الجوية التي استهدفت تجمعاً للعناصر المسلحة مساء الاثنين بمنطقة المنياسة بمديرية لودر محافظة أبين، قد

استلموا ثلاث جثث وتم دفنهم في شبوة والوضيع ومودية.
وذكرت المصادر أن غارة جوية قد نفذت أيضاً فجر أمس الثلاثاء على منطقة العرقوب دون أن تذكر نتائج ذلك القصف، مشيرة إلى أن المسلحين قد أعلنوا حالة تأهب وتوزعوا في أماكن متفرقة شمال

شرق مدينة لودر، موضحة أن أهالي المنطقة قد عثروا صباح أمس على صاروخ من بقايا الغارات بجانب ملعب المنطقة لم ينفجر، مطالبين جهات الاختصاص في المديرية القيام بإبعاد الصاروخ حتى لا

ينفجر ويتسبب في كارثة بين الأطفال.
 وفيما يتعلق بالحرب الدائرة في جبهتي زنجبار والكود بين المسلحين والجيش، فقد أكدت المصادر أن الجيش قد قصف مساء أمس بشكل متقطع بالمدفعية وصواريخ الكاتيوشا، عدة مواقع يتمركز فيها

المسلحون، خاصة في باجدار والمشقافة - شمال شرق مدينة زنجبار، حيث أسفر ذلك القصف وفق إحصائية أولية عن مقتل أحد المسلحين في المشقافة.
إلى ذلك - وفي ظل استمرار الحرب الدائرة في أبين منذ تسعة أشهر ولم تحسم وزيادة معاناة النازحين سوءاً، فقد نظمت اللجنة المؤقتة لأهالي نازحي أبين أمس مسيرة احتجاجية في مديرية خور مكسر

محافظة عدن لتوجيه رسالة إلى الحكومة بحل قضية نازحي أبين وعودتهم إلى ديارهم وتطهير محافظتهم من المسلحين.
وقال الشيخ شائع الداحوري - رئيس اللجنة المنظمة للمسيرة- إن هذه التظاهرة ضمن البرنامج التصعيدي لنازحي أبين، والتي تأتي ضمن سلسلة تظاهرات لإيجاد حل لنازحي أبين بعد أن تم تجاهلها

من الجميع في السلطة.
وطالب الداحوري - في تصريح لـ"أخبار اليوم"- جميع أبناء محافظة أبين إلى رص الصفوف والالتفاف مع بعضهم البعض من أجل حل قضيتهم المتمثلة في عودة جميع النازحين إلى محافظة أبين

والضغط على السلطة في التوجيه لحسم المعركة وإعادة إعمار ما خربته الحرب لمنازل المواطنين وإعادة البنية التحتية لمدينة زنجبار التي دمرت بالكامل جراء الحرب.
إلى ذلك أفاد تقرير صحفي لشبكة CNN الأميركية التي تبث بالعربي، بأن تنظيم القاعدة يحقق تقدماً ميدانياً في عدة مناطق يمنية، وخاصة في جنوب البلاد، حيث تضعف سلطة الدولة، مشيراً إلى سيطرة

مجموعات تابعة للقاعدة بمدينة زنجبار- عاصمة محافظة أبين لأشهر طويلة قبل أن ينجح الجيش بطردها، ولفت التقرير إلى أن تنظيم القاعدة يسعى أيضاً إلى تعزيز قدراته والتحرك باتجاه محافظات

أخرى شمالية بعد ترسيخ أقدامه في المناطق الجنوبية، وقد قام قبل أيام بالسيطرة على مدينة رداع التي لا تبعد أكثر من مائة كيلومتر عن العاصمة صنعاء.
وحذر مسؤولون أميركيون وخبراء في المجال الأمني من تزايد خطر تقدم تنظيم القاعدة في اليمن بالتزامن مع الانتخابات الأميركية، مؤكدين أن تزايد الخطر يتعاظم مع تحقيق التنظيم تقدماً ميدانياً بارزاً في

عدة مدن يمنية، رغم الضربات المتلاحقة التي تعرض لها التنظيم، وخاصة بعد مقتل الوجه القيادي فيه، أنور العولقي، وحذروا أيضاً من أن رقعة انتشار عناصر التنظيم تتزايد مع تراجع قبضة الحكومة

اليمنية في الكثير من المناطق بسبب الأزمة السياسية الداخلية.
 من جانبه، قال غريغوري جونسون- الخبير في شؤون اليمن لدى جامعة برنستون- إن تنظيم القاعدة يستفيد من الفوضى في اليمن، وهو أمر وافقه عليه دانيال غرين- الباحث في معهد واشنطن

لسياسات الشرق الأدنى- الذي حذر من نية التنظيم شن هجمات كبيرة خلال السنة الحالية بالتزامن مع الانتخابات الأميركية.
وقدّر جونسون وجود ألف عنصر مسلح تابع لتنظيم القاعدة في اليمن، معتبراً أن هذا الرقم جدير بالانتباه باعتبار أن التقديرات السابقة كانت تشير إلى عدة مئات من العناصر فقط، ولكن مصادر أميركية

توقعت أن العدد ربما يصل إلى ثلاثة آلاف مقاتل، إذا جرى إضافة المجموعات الأقل تدريباً، والتي تنشط مع جماعة "أنصار الشريعة."
 وحسب شبكة CNN الأميركية -عن مسؤولين لم تسمهم قولهم- فإن تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية يواصل السعي لضرب أهداف في الولايات المتحدة، رغم ما قاله الرئيس الأميركي، باراك

أوباما، مؤخراً عن أن مسلحي التنظيم "لن تنجح بالإفلات من أمام واشنطن.
وذكر عدد من المسؤولين الأمنيين أنه رغم مقتل العولقي، إلا أن عدداً كبيراً من قادة القاعدة في اليمن مازالوا طلقاء، وعلى رأسهم زعيم القاعدة في الجزيرة العربية، ناصر الوحيشي، الذي كان مقرباً من

زعيم التنظيم الراحل، أسامة بن لادن، إلى جانب إبراهيم العسيري، المتخصص في صناعة القنابل، والذي يعتقد أنه يقف خلف محاولة تفجير طائرة أميركية عام 2009.
ووفقاً لما قاله مسؤول أميركي لـ CNN - مشترطاً عدم ذكر اسمه: "تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية لم يبدل أهدافه الرئيسية التي تتمثل بالحصول على ملجأ آمن في اليمن ومواصلة الهجوم

على الغرب، ويبدو أنهم يحرزون بعض التقدم في الهدف الأول بسبب الأوضاع السياسية المضطربة باليمن، والتي قد تستمر لفترات مقبلة."