في تواصل للأحداث الدامية في منطقة كشر بمحافظة حجة بين قبائل المديرية والحوثيين من أبناء صعدة، قال عضو لجنة الصلح الشيخ/ عبدالله وهبان إن المواجهات المسلحة تجددت منذ فجر أمس الثلاثاء بعد أن كانوا قد توصلوا بين الطرفين إلى حلول وإيقاف الحرب، وقد خلفت هذه المواجهات مقتل ستة أشخاص من القبائل، والعشرات من الحوثيين لم يقدر عددهم.
وقال وهبان - في تصريح لـ "أخبار اليوم"- إن المواجهات التي جرت في منطقة حدودية بين مديريتي كشر ومستبأ بجوار المعهد المهني، قد توقفت عصر أمس وإنهم – أي لجنة الصلح- لا يزالون في المنطقة يواصلون جهودهم لوقف نزيف الدم بين الطرفين، مشيراً إلى أن مقتل أي شخص من أي طرف يعد خسارة ولا يوجد فيها رابح أو مهزوم لأن الجميع يمنيون، منبهاً أطراف القتال بأن يعوا هذه المسألة جيداً وألا يكونوا أداة بيد غيرهم من أصحاب المصالح الذاتية.
وأوضح عضو لجنة الصلح بأن حلولاً قريبة توصلت إليها اللجنة، تجري حالياً ويتوقع تنفيذها على أرض الواقع قريباً، إلا إنه لم يفصح عن طبيعة الإجراءات التي ستقوم أو قامت بها اللجنة بهذا لخصوص.
هذا وقد خلفت المواجهات المسلحة الأخيرة منذ اندلعت قبل ثلاثة أسابيع أكثر من مائتي قتيل من الطرفين معظمهم من صفوف الحوثيين، إلى جانب مئات الجرحى الذين يُعدون في كثير من الحالات معاقين أو غير قادرين على ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، كما تسببت الحرب الأخيرة بين الحوثيين القادمين من صعدة والقاطنين في مستبأ على جعل أكثر من خمسمائة أسرة من أبناء مديرية كشر ينزحون خارجها، لا يجدون مأوى أو ملاذاً سوى ما لقاه البعض من مدارس فتحت لهم للسكن فيها مؤقتاً في كل من الخميسين وخيران المحرق وعبس وحرض ومنهم من هاجر إلى مركز المحافظة يسكنون فيها بالإيجار.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الحرب قد عملت على إخلاء وتعطيل سوق عاهم التجاري التابع لمديرية كشر من حركته التجارية، والذي يضم مئات الملايين وهو ذو حركة مستمرة، بل والأكثر حركة من بين مديريات المحافظة، الأمر الذي زاد من حالات الفقر والبطالة والرحيل من المنطقة بشكل عام، إلى جانب إفلاس عدد من التجار الذين خسروا كل ما لديهم من مال ومسكن وغيره، وهو ما يتطلب ضرورة الإسراع في وضع حد لهذه المواجهات والحرب التي اعتبرها الكثير اعتداء يتعرض له أبناء محافظة حجة من الحوثيين القادمين من صعدة الذين يهدفون من ذلك – بحسب كثير من المراقبين– إلى توسيع امتدادهم الجغرافي في اتجاه ساحل ميدي لتكوين دويلة تقف بين اليمن والسعودية، لها مخاطرها الكبيرة على أمن واستقرار المنطقة.