جاء إلى منزله ليتفقده بعد شهور من النزوح في العراء بعيداً عن الأمن والاستقرار لينتظره لغم بعثر أشلائه ،هكذا تلخصت قصة المواطن/ محمد يحي الدعيشي –أحد أبناء عاهم بمحافظة حجة – الذي تلقفه لغم في باب حمام منزل أسرته صباح أمس والواقع بمنطقة الحازة، عقب تفقده له بعد نزوحهم من قراهم إثر المواجهات القتالية بين القبائل والميليشيات المسلحة للحوثيين .
وأوضح شهود عيان في تصريح لـ"أخبار اليوم" بأن أشلاء الدعيشي قد تطايرت ولم يتبق أمام منزله سوى رأسه لشدة الانفجار، كون اللغم من الأنواع كبيرة الحجم.. وعلى إثر ذلك هبت جموع المواطنين لإنقاذه، غير أن سلسلة ألغام أخرى كانت في انتظارهم على مسافة من الأول والتي قتل جراء انفجارها عشرة أشخاص وهم (إسماعيل أحمد علي جهضم السعيدي – أحمد محمد علي قروعة- علي محمد العمري- محمد جابر ملهي العمري- إسماعيل إبراهيم حسن النصيري- خالد حسن قوبع – محمد يحيى قحيم- محمد صالح قروعة- علي ياسين قطبي-محمد حمود الداقعي) وجرح أكثر من عشرين آخرين بعضهم جراحهم خطيرة .
الناطق باسم قبائل حجور الشيخ/ زيد عرجاش من جانبه حمل الحوثيين مسؤولية ما يجري من قتل وإصابات للمواطنين من أبناء كشر في ظل التهدئة للمواجهات المسلحة معهم ،واصفاً الحادثة "بالمجزرة الإنسانية"، كما دعا المواطنين لأخذ الحيطة من الألغام عند العودة إلى منازلهم ، منوهاً بأن الخوف يملأ النازحين حالياً من العودة إلى قراهم جراء هذه الجرائم خاصة وأن هذه الحادثة تعد الثانية خلال الأسبوع الجاري بعد مقتل طفلة الثلاثاء الماضي، مشيراً إلى أن ما يقرب من ثلاثة آلالف لغم تم زرعها في المنطقة بصورة مكثفة تهدد حياة الناس..
من جهته قال الشيخ/ يحيى السعيدي - أحد وجهاء كشر - إن الحوثيين أوهموا الناس بأنهم أزالوا الألغام من القرى والمنطقة بشكل عام وذلك في إيهام الأهالي بالأمان كي يقدموا على دخلوها وهو ما حصل من قبل البعض ، مما أدى إلى حدوث المجزرة من قتلى وجرحى.
وأكد على ضرورة تشكيل لجنة من خبراء إزالة الألغام لإزالتها وإبعاد الخطر القائم على المواطنين ، موجهاً نداءً عاجلاً إلى حكومة الوفاق الوطني بسرعة تشكيل الفريق الفني الخبير بإزالة الألغام لتأمين الناس وعودتهم إلى قراهم، وأن تتحمل الحكومة مسؤوليتها إزاء حماية المواطنين من مستقبل مخيف ينتظرهم.
