لقي ما لا يقل عن خمسة وعشرين جندياً مصرعهم في هجوم مباغت شنه مسلحون يُعتقد انتماؤهم إلى تنظيم القاعدة.
وقال مصدر عسكري بأن مسلحين مجهولين شنوا فجر أمس السبت هجوماً بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة على نقطة تفتيش تابعة للواء 119 العسكري المرابط بمنطقة الراحة بمديرية الملاح بمحافظة لحج.
وأضاف المصدر -الذي طلب عدم الكشف عن هويته- بأن الجنود المرابطين في النقطة العسكرية التي نصبها الجيش على الخط العام بمنطقة اللجيين القريبة من منطقة الحرور بأبين التي تسيطر جماعات تنظيم القاعدة وأنصار الشريعة عليها منذ نحو عام قد تعرضوا لهجوم مباغت نفذه أكثر من ثلاثين مسلحاً من أفراد تلك الجماعات التي وصفها بالإرهابية, مشيراً إلى أن جميع من كانوا في النقطة وعددهم أكثر من عشرين جندياً لقي أثنى عشر جندياً منهم مصرعهم فيما ما يزال مصير باقي الجنود مجهولا حتى اللحظة, إضافة إلى تمكن المهاجمون من الاستيلاء على الأسلحة والمعدات العسكرية التي كانت بحوزة الجنود في النقطة، كما تم إعطاب دبابتين بعد الاستيلاء عليهما وتم الاستيلاء على ثلاثة أطقم عسكرية.
وفيما لم يتم التأكد عن مصير من تبقى من الجنود فقد أكد مصدر في تنظيم القاعدة عبر رسائل نصية بعث بها إلى مراسلي بعض الوسائل الإعلامية والمواقع الإلكترونية بأن الهجوم أسفر عن مقتل نحو ثلاثين جندياً.
وأضاف المصدر الذي أطلق على العملية اسم «غزوة الكرامة» إن الجنود الباقين سلموا أنفسهم، وإنهم استولوا على غنائم «دبابتين وثلاثة أطقم ودشكتين وبيكاتين وقواذف آر بي جي ونحو 30 كلاشنكوف وذخائر متنوعة".
وأرجعت مصادر مطلعة تلك الجريمة إلى إغلاق عناصر القاعدة ومحاصرتهم النقطة العسكرية من كل الجهات, كون النقطة العسكرية تبعد بضعة كيلو مترات عن معسكر اللواء 119 مشاة, الأمر الذي حال دون وصول التعزيزات العسكرية في وقتها, حيث شن الطيران الحربي والمدفعية التابعة للواء 119 مشاة العسكري الذي يقوده العميد/ فيصل رجب هجوماً على مواقع المسلحين, حيث قصفت الطائرات الحربية التي نفذت عدة طلعات مواقع يُعتقد بأن مسلحي القاعدة قد لجأوا إليها بعد تنفيذهم للهجوم.
وأفاد شهود عيان بأن المدفعية والطيران تمكنت من تدمير دبابة وأحد الأطقم العسكرية التي استولى عليها المسلحين, ولم ترد بعد مزيد من المعلومات عن العمليات العسكرية التي ما تزال تنفذها قوات الجيش وسلاح الجو اليمني حتى الساعة الخامسة من عصر أمس السبت..
وذكرت مصادر محلية في المنطقة أن سيارات تابعة لأنصار الشريعة كانت تتردد بين الحين والآخر خلال اليومين الماضيين على المنطقة وكانت تمر بطريق فرعي، ورجحت مصادر خاصة أن يكون لقيادات في الجيش علاقة بما حدث.
ووسط اندهاش عم الجميع من روع هذه المجزرة البشعة فقد شوهدت سيارات على متنها مسلحون يجوبون مناطق قريبة من منطقة حدوث المجزرة للبحث عمن قالوا بأنهم ينتمون إلى تنظيم القاعدة يرجح بأنهم قد شاركوا في ارتكاب الجريمة.
من جانب اخر، ابدت قيادات سياسية وعسكرية انزعاجها من عدم التعاطي المسؤول الذي يتواكب وحجم الحدث الذي يتعرض له الجيش المرابط في جبهات ابين من قبل قيادة المنطقة الجنوبية متسائلة في ذات الوقت : هل اللواء سالم قطن يسير على خطى سلفه مقولة في تعاطيه مع احداث ابين؟