على خلفية استهداف القاعدة لطلاب كلية الشرطة بصنعاء..

الجحمي يستغرب من عدم استقالة وزيري الداخلية والدفاع ومطالبات واسعة بإقالتهما

2012-07-12 03:34:28 أخبار اليوم/ خاص


استغرب الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية سعيد عبيد الجحمي من عدم تقديم وزيري الدفاع والداخلية استقالتهما بعد أن بدا عدم قدرتهما في ضبط الأمن داخل أمانة العاصمة، بعد أن استهدف هجوم انتحاري طلاب كلية الشرطة أمس بصنعاء، ما أسفر عن سقوط عشرة شهداء، وذلك بعد نحو شهر من عملية السبعين الانتحارية.
وقال عبيد في تصريح لـ"أخبار اليوم": إنه كان من المفترض أن تأخذ وزارتا الدفاع والداخلية والأجهزة الأمنية تهديدات القاعدة وتصريحات قادتها على محمل الجد، بعد أن قال أحد قادتها إن عملية السبعين التي أسفرت عن مئات الضحايا من الجنود في 21 مايو الفائت، بأنها ليست سوى رسالة بسيطة بعثت بها القاعدة للحكومة اليمنية.
وأشار إلى أن القاعدة أعلنتها صراحة بأنها قادرة على أن تضرب في كل مكان وأن هناك تنفيذ عمليات أكبر من عملية السبعين التي قالت بأنها نفذتها.
وقالت إنها تنصح وزير الدفاع للنظر في داخل مؤسسته العسكرية المخترقة من قبلها وأن لديها داخل المؤسسة العسكرية أفراد مستعدون لتنفيذ عمليات انتحارية.. مضيفاً بأن هذه التصريحات على لسان أحد قادة القاعدة كان ينبغي ألا يتساهل معها وزيرا الدفاع والداخلية.
ونوه عبيد بأن تهديد القاعدة حقيقي، حيث من الواضح أن للقاعدة هندسة في إستراتيجيتها، إذ اختارت المكان المناسب في التوقيت المناسب والهدف المناسب، عبيد يستنتج من هذا أن القاعدة في اليمن لازالت هي الخصم الأعنف ولازالت هي الخصم الذي لا ينام.
وأضاف أن عملية كهذه التي استهدفت العشرات من طلاب كلية الشرطة في قلب العاصمة، لو حدثت في أي دول من دول العالم لقدم وزيرا الدفاع والداخلية استقالتهما.
وقال عبيد: إذا كان أفراد المؤسسة العسكرية المدربون والمسلحون مهددين بالقتل في أي وقت أرادت القاعدة ذلك، فما بال اليمنيين والمثقفين والسياسيين إذا عزمت القاعدة التوجه إليهم.
ولفت إلى أن القاعدة كما قالت "بالفعل" فهي انسحبت ولم تنهزم في أبين، حيث أن ظهورهم العلني في محافظة أبين وإعلان إمارتهم هناك، ليتراجعوا عن ذلك بعد أن وجدوا أن ذلك غير مناسب، إذ اعتبرت القاعدة ذلك مجرد تجربة نقلوها إلى الواقع ليقولوا للناس: هكذا سنكون نحن لو حكمنا.. من حيث إرساء قواعد الأمن وإقامة العدل بطريقتهم كما يعتقدون.
وأكد الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية أن الوضع خطير جداً في اليمن، حيث أصبح المواطنون يعيشون في خوف، إذ لم يعد المواطن في العاصمة المركزية لا يعيش في أمان، متسائلاً: فكيف سيكون الحال في بقية المحافظات، إذا ما استطاعت القاعدة أن تضرب في صنعاء بإمكانها أن تضرب في أي مكان، وأن القاعدة – حسب عبيد- ترسل رسائل قوية ذات معنى، يجب على القادة الأمنيين أن يجيدوا قراءة هذه الرسائل.
وقال: إننا حالياً نأمل أن تكون هناك دولة، حيث لازال اليمنيون يحذوهم الأمل بأن يكون هناك استقرار وأمان، ويتفاءلون بأي وعد بمستقبل أفضل، أما إذا كان المواطن نفسه – يتساءل عبيد- لا يأمن على نفسه ومستقبل بلاده، فكيف سوف تستمر الحياة؟.
وأضاف: نحن لدينا داء اسمه القاعدة وإذا لم يفهم القادة العسكريون والأمنيون معنى القاعدة، فلا يمكن قدرتهم على التعامل معها إذا لم يقرأوا رسائلها جيداً.
وقال: إن القاعدة لا تكتم سراً، حيث أعلنت أنها متواجدة وتستطيع أن تضرب في كل مكان.. مشيراً إلى أن الحقيقية موجودة في تصريحات القاعدة، فيما المبالغة فقط في التوصيف، إذ في تصريحاتها عن اختراق المؤسسة العسكرية تكون المبالغة فقط في مقدار ومدى الاختراق فقط وذلك لتثير الفزع.
وقال عبيد الجحمي: إن القاعدة عندما تضرب في المركز تبعث برسالة فحواها: "نحن فيما دون صنعاء أهون علينا.. مشيراً إلى ما قالته القاعدة من أنها نفذت عملية السبعين بـ10 كيلوجرامات من المتفجرات وأنها لو أرادت لأدخلت طناً بسيارة مفخخة ببساطة.. وذلك لكونها تدرك حجم الانفلات الأمني ومكامنه وتستغل ذلك في مكان وزمان مناسب.
واعتبر الجحمي عمليات القتل بالجملة تعد إستراتيجية جديدة للقاعدة وتبدو – حد وصفه- ناجحة، فقد نفذتها في السبعين واليوم في كلية الشرطة وغداً لا ندري ماذا سيحدث؟! بعد أن أعلنت الحرب على المؤسسة العسكرية والأمنية وحكومة الوفاق.
وفيما اعتبر عبيد إعلان السلطات اليمنية عن ضبط خلايا إرهابية ونشر أسمائهم يعد تقدماً إيجابياً، مستدركاً: لكنه لا زالت الدولة ومؤسستها العسكرية لا تمتلك إستراتيجية كاملة وكافية وناجحة لمواجهة القاعدة، حيث لازالت القاعدة بعشوائيتها وعنفها هي الأقوى وهي التي تبادر بالعدوان، مشيراً إلى أن ما حصل في السبعين وكلية الشرطة لو حدث في غير اليمن لتبعتها استقالات لوزيري الدفاع والداخلية، لكن في اليمن لم يحصل هذا ولن يحصل – بحسب الجحمي.
إلى ذلك تلقت "أخبار اليوم" اتصالات كثيرة من مواطنين يمنيين طالبوا بإقالة كل القيادات الأمنية والعسكرية وفي مقدمتهم وزيري الدفاع والداخلية.
وقالوا: إنه في حال عدم قدرة القيادات الأمنية والعسكرية على ضبط الأمن، فليس أمام القيادة السياسية خياراً سوى إقالة هذه القيادات الفاشلة من المؤسستين العسكرية والأمنية وإحالتها للتحقيق والمحاكمة.
وأضافوا: إذا كانت هذه الكوارث الأمنية تحدث في قلب العاصمة، فما بالنا ببقية المدن والمحافظات.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد