أكدت مصادر ميدانية محلية بمديرية "مستبأ" ـ محافظة حجة ـ قيام عناصر مسلحة حوثية باستحداث جملة من الأعمال الاستفزازية في عدد من المنشآت الحكومية, خاصة المدارس الواقعة على حدود المديرية مع منطقة "بني حسن" التابعة لمديرية عبس – كبرى مديريات المحافظة- بهدف زرع عناصرهم المسلحة من خلال التوسع باتجاه الغرب إلى الجنوب من "مستبأ" التي يتخذون منها مركزاً للدخول والسيطرة على محافظة حجة.
وقالت المصادر لـ"أخبار اليوم" بأن العناصر المسلحة الحوثية في منطقة الخميس التابعة لـ"مستبأ" اقتحمت أمس الأول مدرسة ثانوية وأنزلت العلم الجمهوري واستبدلته بشعارهم.
وأوضحت المصادر أن تلك العناصر تعمل منذ مطلع سبتمبر الجاري على حفر الخنادق وإنشاء المتارس في التباب والمرتفعات المطلة على عدد من القرى والمناطق التابعة لمديرية عبس، إلى جانب ما قامت به قيادات حوثية من محافظة صعدة خلال السنوات الأخيرة على وجه الخصوص من شراء لأراضٍ واسعة على سواحل "ميدي" وكذا الأراضي الزراعية الواقعة ما بين "حرض وميدي" بمسافات كبيرة والتي بمجملها تمثل استيلاءً حقيقياً على تلك المناطق ولم يتبق سوى إعلان دويلتهم .
وتأتي هذه التحركات الحوثية في ظل غياب تام للجهات الرسمية، بينما هناك توجس وتخوف شعبي من أبناء تلك المناطق الذين لا حول لهم ولا قوة في مواجهة العنجهية والاستعراضات المسلحة التي يقوم بها عناصر الحوثيين القادمون من محافظة صعدة ومحافظات أخرى .
وأمام كل تلك الأعمال التي سبقتها استيلاء على عدة مدارس وتحويلها إلى ثكنات مسلحة تابعة للحوثيين في "مستبأ" على وجه التحديد ومنع التعليم فيها، وجه الأهالي نداءات استغاثة للدولة والجهات المعنية وفي مقدمتها قيادة المحافظة للعمل على وضع حد لهذه الأعمال المخلة بالأمن والاستقرار في المنطقة بشكل عام، مطالبين بعدم التهاون أو السكوت عنها حتى لا تتمادى تلك العناصر المسلحة التي لا تخدم أعمالها سوى مخططات خارجية من شأنها تمزيق أبناء الشعب والقضاء على توحدهم وتلاحمهم .
يذكر أن أبناء حجور قدموا ـ خلال مواجهاتهم مع الحوثيين في منطقة "عاهم ومستبأ" طيلة الأشهر الماضية ـ العديد من التضحيات في سبيل صد هذا المد الحوثي العدواني –كما وصف ذلك أبناء حجور في بيان لهم صدر مساء أمس تلقت "أخبار اليوم" نسخة منه – وبلغت تلك التضحيات أكثر من مائة شهيد وخمسمائة جريح وخمسين معاقاً فيما لايزال الحصار على أبناء المنطقة والقتل قائماً، إلى جانب ما خلفته تلك الاعتداءات الحوثية من تشريد لأكثر من خمسة آلاف أسرة يعيشون في العراء بلا مسكن أو غذاء".
