العقيد/ عبيد القعيطي، أصغر المتقاعدين الجنوبيين في حوار مع اخبار اليوم: تقاعدت ووالدي ما يزال في الخدمة

2013-05-06 03:38:48 حاوره/ابراهيم مجاهد



إذا كنت لا تعرف ما لذي عاناه ويعانيه الضباط الجنوبيين المسرحين من اعمالهم، وكيف يستقبلون الامر، فبإمكان تنهيدة واحدة يطلقها العقيد/ عبيد محمد قاسم صالح القعيطي لتخبرك بأن ابنه تخرج من الثانوية العامة ولم يستطع ان يدخله الجامعة، لكنك ستفاجأ عندما تعرف ان القعيطي هو واحد من اصغر الضباط الذي تم احالتهم للتقاعد والتسريح من اعمالهم، وستندهش أكثر حين تعرف أن والده كان ما يزال في الخدمة حينها.
القعيطي ضابط متقاعد لم ينهِ عقده الخامس بعد، إلا ان قسمات وجهه تخبر بالكثير وكأنه عاش أكثر من عقوده التي بدأت في 1964: تمييز وعنصرية ضد الضباط الجنوبيين والاستهانة بهم، تخصيصهم للمهمات الميدانية فقط واستبعادهم من أي مهمات اخرى سواءً كانت دراسية أو مالية.
يقول القعيطي ان اسباب احالته للتقاعد قبل الاوان عائد "لأسباب سياسية بحتة، وهي عندما كنا ندعوهم الى نبذ العنصرية".
يروي القعيطي:" حتى على مستوى بدلات الضباط كانت تصرف لكل الضباط إلا نحن يصرف لنا البدلات الخاصة بالأفراد, وعندما أتيت أقدم طلب ترخيص سلاح شخصي كضابط في الشرطة العسكرية, قام "الميسري" ومزق بطاقتي".. "لقد كانت معاملة عنصرية" قال القعيطي.
وبألم بالغ يتحدث الرجل الخمسيني عن ضباط -هو أحدهم- يخرجون في مظاهرات سلمية تنديداً بوضعهم واحالتهم للتقاعد، فيما جنود ما يزالون في مقتبل عمرهم ينهالون عليهم بالهروات ناهيك عن الشتم.. فإلى تفاصيل الحوار.

* كواحد من الضباط الجنوبيين صغار السن الذين تم تسريحهم.. هل يمكن أن نعرف متى تقاعدت وما هو آخر عمل كنت متواجداً فيه؟
- تقاعدت عام 2001م, التقاعد بطريقة غير قانونية, نائبي الذي كان يعمل معي أعتقد أن عمره أكبر من والدي, وتقاعدت أنا فيما والدي لازال في الخدمة, وكذلك شقيقي الأكبر كان لازال في الخدمة حين تقاعدت وكان عقيداً في البحرية.
×الأسباب التي دفعت وزارة الدفاع إلى إدخالك قائمة التقاعد؟
- الأسباب سياسية بحتة, لأنه عندما كنا ندعوهم إلى نبذ العنصرية كان يتم التركيز علينا, والأخ محمد الحيمي, أركان حرب الشرطة العسكرية, كان دائماً يشيد بنا, ففي أي وقت كان يحضر, حتى بعد منتصف الليل, يجدنا جاهزين لأي مهمة, وكنا نذهب حينها إلى مأرب حملات, وكان يقول "لا يوجد إلا هؤلاء الضباط", ولكن عندما تكون هناك مأمورية مالية يتم استبعادنا واستدعاء آخرين, وعندما نكلم "الأفندم محمد" ليس في يده شيء, وبدأوا يضايقونا نحن الضباط الجنوبيين, حتى على مستوى بدلات الضباط كانت تصرف لكل الضباط إلا نحن يصرف لنا البدلات الخاصة بالأفراد حين عدنا, وكانت معاملة عنصرية.. أذكر عندما أتيت أقدم طلب ترخيص سلاح لي شخصي كضابط في الشرطة العسكرية المعنية بهذه الأشياء, وكان الميسري حينها مسؤول التصاريح, وما إن أعطيته البطاقة وكلمته, قام ومزق بطاقتي ودخلت حينها معه في مشادات, إلا أنه تم فض المشادات, ودخلنا إلى عند قائد الشرطة العسكرية وكان حينها حميد الخراشي, وحاولوا يهدئوا الأمور..
استمرت المضايقات علينا كضباط جنوبيين في الشرطة, حتى إنه في يوم جاء مدير شؤون الضباط ويقول للقائد "هؤلاء لا يعرفون عسكرة, لابد أن نحولهم مأرب".. هل تعرف ليش؟!, لأننا نرفض أن نعطيه على كل واحد ألفين ريال لمدير شؤون الضباط, طيب كنت حينها استلم سبعة ألف ريال وأنا في صنعاء وتريد تأخذ ألفين وأنا في أمس الحاجة لها..
بعدها صدرونا إلى مأرب وكنا سبعة ضباط في الضالع, وصلنا وإذا بقائد الفرع يستغرب أنه تم تصديرنا جميعاً إلى مأرب وقلق لأن الخراش كان قبلها مدير أمن مأرب, فشعر مدير الفرع بأن هناك شيء, إلا أنني طمنته وقلت له "لا يوجد أي شيء يا فندم ونحن مظلومين" وعملنا هناك فترة واستشهدوا علينا زملاء لنا.
- اتمنى ان يتم توحيد الصفوف في الداخل والخارج و يكفي لعب بأوراق الجنوب
×عام 2001م كنت مليئاً بالطاقة.. ما هو العمل الذي كنت تقوم به؟
- آخر منصب عملت فيه ضابط أمن أراضي وعقارات الدولة في أمانة العاصمة, وحين تعينت رفض الضابط السابق أن يسلم, لأنه من "الحاشية" وبعد أن رفض عدنا إلى أركان حرب الشرطة الفندم/ فؤاد محمد الحيمي واستمر في الرفض وأنا بالاسم ضابط أمن وهو يأتي يومياً للعمل ويداوم ويمارس مهامه بشكل طبيعي ومع ذلك استمريت أنا أيضاً اعمل ما بمقدوري عمله في ظل هذه الازدواجية, وحينها تفاجأت بأنهم ينادونني بأن أحضر إلى قيادة المعسكر, وقالوا لي بعد أن دخلت المعسكر "اسمك مع المتقاعدين" ولم أجد ما أقلهم غير "شكراً جزيلاً" وقلت حينها يمكن أن نرتاح نفسياً, لأنه لا يوجد وطن يقدر أبنائه الذين يعملون بإخلاص ونزاهة, وهم كانوا يريدون من يقول "كل شيء تمام" وهذا لا يمكن أن نقوله, نحن تربينا وتعلمنا أن نقول للخطأ خطأ والصح صح.
*مواقف تذكر؟
- اتذكر أنه في يوم من الأيام أحد الزملاء الضباط جاء سلمني خيمة, ولكن جاء برأس الخيمة فقط, ويريد مني أوقع على استلام خيمة, ورفضت حينها ورفع بي تقرير, وأصريت وقلت له "أنا من سأستلم خيمة كاملة, لكن تريد أن أستلم رأس خيمة وأوقع على خيمة كاملة", وهو من أبناء مأرب, وكانوا يركزون علينا ويقولون لنا" أنتم أصحاب الضالع مزايدين وانفصاليين" قلنا لهم "قولوا ما شئتم نحن نؤدي واجبنا".
× وكواحد من مؤسسي جمعية المتقاعدين العسكريين نواة الحراك الجنوبي.. أين هي هذه الجمعية اليوم فالصوت يعلو للساسة.. صوتكم غائب؟
- لا نحن لسنا غائبين, بل متواجدين في الميدان, وإنما جاءوا شباب متحمسين يدخل في الحراك, ويتقدمون أمامنا, ونحن نرحب بهم.
× عن أي شباب تتحدث والصوت الذي يعلو هو صوت تلك القيادات القديمة, البيض والعطاس وعلي ناصر و... الخ؟
-لا.. أنا لا أتحدث عن القيادة في الخارج, فلا يمكن لها أن تأخذ مكاني في أوساط القاعدة ولا يمكن أنا أن آخذ مكانها, نحن كجمعية متقاعدين متواجدون في الداخل, ودورنا بفضل الله هو الذي حرك صوت الظلم والقهر.
*2007م بداية الحراك؟
- خرجنا في عام 2007م إلى الشوارع ولم يتنازل أي مسؤول داخل المحافظة أو في الدولة أن يأتي إلينا ونحن متجمعون في الشارع, وعملت خيمة وكنا "15" شخصاً.
× ولكن شكلت لجان؟
- اللجان لم تأتِ إلا بعد فترة طويلة, وحينها أجريت مقابلة صغيرة في إحدى القنوات الخارجية وسألني المذيع: ما هي مطالبكم؟.. قلت له: حالياً مطالبنا حقوقية.. وكانت فعلاً بداية مطالبنا حقوقية.. فقال لي: ولكن لمَ أسمع الآن أصواتاً أخرى؟.. فقلت له: هؤلاء يمثلون أنفسهم.. كان ذلك عام 2007م.
× هل لازالت مطالبكم حقوقية كمتقاعدين عسكريين؟
- الآن فات الأوان, فالأمور قد تطورت ووصلت إلى ما هو أبعد من هذا, إلى فك الارتباط, استعادة الدولة.
× هل أنتم من يتبنى هذه المطالب؟
- نحن جزء لا يتجزأ من شعب الجنوب.
× لماذا صعدتم في مطالبكم ووصلت الأمور إلى هذا المربع؟
- بسبب القهر والظلم والمعاناة والنهب, ولأنه لم يتم الالتفاف الينا منذ وقت مبكر, كنا كلما خرجنا للتظاهر يقمعونا بالرصاص ومسيلات الدموع, وبكل الوسائل كانوا يضربوننا بها ونحن ضباط عقداء وعمداء ويعتدى علينا في الشوارع.. تخيل وأنت ضابط يأتي جندي يضربك, وكأنك دخيل من أي دولة أخرى, وكأنه ليس وطنك, لم يكن هناك حسن تعامل لا من العسكر ولا من القيادة ولا الرئيس, من كل الجهات.
× اليوم برأيك ما هي الحلول الحقيقية لقضية المتقاعدين العسكريين قبل أن يتم الحديث عن قضية جنوبية؟
- الحلول, السلطة تظن أنها قد حلت قضيتنا حين أعادت البعض منا إلى الخدمة, في حين هم حلوا جزءاً بسيطاً في زمن المخلوع/ علي عبدالله صالح, وهم جزء بسيط وظلت البقية وهم الأكثر حتى اليوم دون حل وها هي اليوم تشكل لها لجان.. يفترض أن يستكملوا أولاً مساواتنا في الراتب وفي رواتبنا وممتلكاتنا ويعيدوا لنا كل ما نهب منا كمتقاعدين.
×هل نهب عليك شيء؟
- أنا أخذوا بيتي وأرضي والطقم الخاص بي "سيارة", لكن ماذا تعمل.
× هل عدت للخدمة الآن؟
- نعم عدت للخدمة, وأستلم مرتبي, لكن الترقيات لم تصل لنا بعد, ولا العلاوات ولا البدلات ولم نحصل على أي شيء.
× أفهم أنكم عدتم في الكشوفات لكن في الميدان لازلتم متقاعدين؟
- نعم.. في الميدان لازلنا متقاعدين أكثر من أي وقت مضى.
× هل لديك الاستعداد للعودة الآن للعمل في الميدان؟
- في هذا الوضع صعب.. صعب أن نعود وهم لم يعملوا أي شيء لزملائنا.
× اقصد بعد أن تعاد لكم حقوقكم وتعاد لكم امتيازاتكم كضباط في الميدان؟
- في ظل هذا الوضع والوقت الحالي صعب, وأنا لو أقول غير هذا الكلام اعتبر" منافق", فنحن تعودنا على نظام وقانون وقول الصدق ولو على رؤوسنا, من الصعب أن تعود للعمل مع النظام الذي كان بالأمس يخونك ويتهمك في مبادئك وينهبك ويحاول إبادتك.. بأي نفسية تريدني أن أعمل مع هذا النظام, فلم يتغير شيء.
× لكن هناك نظام جديد ورئيس جديد وحكومة جديدة؟
لا يوجد نظام, ذهب علي وجاء نائبه عبدربه, ما هو الجديد والنظام نفسه باق, ذهب الرئيس وأتى النائب حقه, ووزير الدفاع هو وزير الدفاع وقادة الألوية لازالوا موجودين هم لم يتغيروا, وقادة الكتائب والسرايا.. لم يتغير شيء.
× لكن ثمة رئيس جنوبي ووزير دفاع جنوبي سيكونون أقرب لمظالمكم؟
- "يطلق زفير طويل".. لا بالعكس, في هذه الأمور لا أعتقد, فهم لن يستطيعوا أن يفعلوا شيء, لأن هناك جهات أخرى مسيطرة عليهم, عبدربه استلم الرئاسة صحيح, لكنه في هذه المرحلة لن يستطيع فعل شيء.
أصبح التوريث في كل مكان حتى في الأحزاب والمعسكرات
× مسيطرة من الداخل أو الخارج؟
- من الداخل والخارج.
× من هي وما مصلحة هذه الجهات في إبقاء الوضع كما هو عليه؟
- مصلحة القوى القبلية المتنفذة وبقايا نظام المخلوع والأحزاب التي لازالت مهيمنة على المشهد, جميعهم مستفيدون من بقاء الوضع كما هو عليه.. أصبح التوريث حتى في الأحزاب والمعسكرات, في كل الاتجاهات.
× لكن الآن هناك عملية هيكلة تمت؟
- أي هيكلة حدثت, ما تم هو مناقلة من منطقة إلى أخرى.
× لا, ولكن هناك قادة جدد, ومعظمهم من الذين كانوا بدون عمل؟
- هل ذهب القادة السابقون, هل جاءت الفرصة لنا وللجيل الذي بعدنا كي نمسك مناصب قيادية في الدولة؟!.لا, لا زال الوضع كما هو عليه.
× هل لازال لديك الآمل بأن تكون يوماً قائداً للواء؟
- أذكر أول ما تجندنا كان الشهيد صالح مصلح يقول: أي جندي لا يطمح أن يكون في منصب وزير الدفاع, فلن يكون جندياً, ولابد لأي جندي أن يطمح أن يكون وزير دفاع, وأن يعمل في كل المناصب القيادية حتى يصل إلى وزير الدفاع.
× وهل لازال هذا الآمل يبادرك؟
- طبعاً لازلت أطمح.. لكن في ظل هذه الظروف المعيشية السيئة للمتقاعدين التي عانيناها منذ فترة التقاعد وحتى الآن لن يستطيع أن يتحملها أي إنسان, لكننا تحملنها, لأن لدينا أطفال ونخاف من الله.
× لكن ثمة من استفاد من الحراك الجنوبي؟
- لا يوجد أحد استفاد من جمعية المتقاعدين كجمعية وأريد أن أنوه إلى أن العميد "النوبة" هو واحد من مؤسسي هذه الجمعية وليس وحده من بدأ أسسها, ونحن نحترم ونقدر الأخ النوبة, فهو من الناس النظيفين والقياديين الرجال الأوفياء.. ونحن لا نظهر دائماً في الإعلام وفي عهد علي عبدالله صالح حين كان يستخدم كل شيء لقمعنا ظهرت أنا والأخ/ صالح حمود وعمر في مقابلة في وقت كان الجميع يتحاشى الظهور وبعدها قُطع راتبي لمدة أربعة أشهر وظليت أتابع من شؤون الضباط إلى الاستخبارات وغيرها, ويأتي ضابط في الحرس الجمهوري ونحن نعامل ويقول متعمداً إنه يوجه كلامه لي بالقول:" الوحدة تعمدت بالدم وسنعمل المستحيل, ونحن في الاستخبارات".. وقلت له:" لا يمكن لأي وحدة تعمد بالدم أن تدوم, فالوحدة قلوب, وليس عنف, لأنه منتهي".. عندما رآني مدير دائرة شؤون الضباط الحالي العميد/ العنسي الذي أحترمه وأقدره, قال لي:" لماذا يقاعدوك, لازلت صغيراً على التقاعد, ولابد أن أرتب وضعك, وقال جريمة أن يقاعدوك".. يشعرك بالأمل.. صح أنني تعبت, ولا أخفيك أنهم عقدونا نفسياً حين قاعدوني وأنا لازلت في سن العمل وبكامل طاقتي, وانصدمت, فوالدي وأخي الأكبر مني لازالوا في الخدمة حين تقاعدت.
× حين ينظر إليك أولادك وأنت لازلت صغيراً ومتقاعداً.. ماذا يقولون لك؟
- لا أدري ماذا أقول لك.. لكن الحمد لله فلدي ابن أنهى تعليمه الثانوي ولا أستطيع أن ألحقه بالجامعة, فالراتب لا يكفي للإيجار ومصاريف الشهر لأسرتك المكونة من ثمانية أطفال, إيجار (30) ألف, أضف اليها فواتير كهرباء وماء عشرة ألف وماذا تأكل أنت وأولادك.. وأوكد لك أن أوضاعنا نحن المتقاعدين هي أصعب وضع.
× هل تم إصلاح وضع رواتبكم بعد إعادتكم للخدمة؟
- تم إصلاح جزء بسيط, فنحن لا نستلم لا علاوات ولا بدل سكن ولا أي شيء من الامتيازات التي يستلمها الضباط في الميدان, حتى لو عملنا في الميدان لا يعطونا شيئاً كبقية الضباط.
× هل من رسالة توجهها عبر "أخبار اليوم" للرئيس وللحكومة ووزارة الدفاع فيما يخص أوضاع المتقاعدين؟
- أوجه للقيادة أن يهتموا بالمتقاعدين ويعيدوا ممتلكاتهم وحقوقهم ويرتبوا أوضاعهم, ونتمنى أن يعيدونا للخدمة, منذ سنتين لم يصلح وضع أحد ولم يحلوا مشاكل أحد.
× ولكن الدولة تتحدث عن لجان؟
- الدولة عادة تتشدق باللجان, أنا كنت آتي من الضالع إلى عدن كي أقابل اللجنة, أقترض خمسة ألف ريال وحين أصل أصور ملفي وأسلمه للجنة وهي كثيرة تلك اللجان وأظل يوم يومين حتى أقابل هذه اللجنة وأسلمهم الملف وأظن أني سلمت أكثر من أربعة ملفات لأكثر من أربع لجان.. الشاهد هنا أنه يتم الكذب على الناس.. لا يوجد مصداقية لمسناها.
× طيب.. هناك لجان تشكلت حديثاً؟
- اللجان الموجودة حالياً تعبي استمارات, ويبيعوا الاستمارة من ألفين ريال, ويقولوا العمل حق اللجان موقف, لكن الاستمارات تبيعها بيع.. ليش؟!.. أين النظام والقانون؟ أين المحاسبة والرقابة؟.
× هل تتوقعون نتائج منها؟
- أكون صادقاً معك, من خلال بعض الأشخاص الموجودين والمعروفين بالنزاهة والإخلاص والصدق والشرفاء أشعر أن هناك أمل بأن يقدموا شيء, لكن ليس بأيديهم شيء, فالأمور متعلقة بالقيادة فوق.
- ابني أنهى تعليمه الثانوي ولا أستطيع أن ألحقه بالجامعة
× هل تتوقع شيئاً من القيادة الحالية؟
- إن شاء الله, لكن أتساءل: لماذا تشكل لجان؟, أنت لديك كمبيوتر في شؤون الضباط فيه كل شيء, من الدفعة كذا إلى الدفعة كذا, يتم إصلاح أوضاعهم وانتهت الاشكالية, لو كان هناك جدية.
× يعني هناك اللجان جاءت للتسويف والمماطلة في حل قضايا المتقاعدين؟
- نعم.. للمماطلة, وهم يعتقدون أن هذه اللجان ستهدئ الوضع, لكن الشارع اليوم ملتهب, أنظر شوارع عدن, فالوضع الذي وصل إليه أبناء الجنوب مزري, حتى الطفل يمكن أن يتكلم معك حول الحياة المعيشية, ماذا قدموا لعدن؟ حتى عادوه الكهرباء تظل تقطع بين الحين والآخر, لم يستطيعوا أن يوفروا كهرباء فقط لعدن.. الموجودون في السلطة لم يعتبروا بعد, لازالوا يؤمنون بالحلول الكاذبة والترقيع.
× في ظل الوضع الحالي هل تتمنى أن يحدث شيء من التغيير والاصلاحات؟
- أتمنى أن تحل مشاكل جميع أبناء الجنوب وأنا واحد من أبناء هذا الشعب واحترم كل جنوبي أكان في المؤتمر أو الإصلاح أو أي كيان سياسي, أحترم رأيه ويحترم رأيي.. ونقول لإخواننا الذين جاءوا من بعدنا ويريدون أن يقفزوا علينا: أهلاً وسهلاً, الباب مفتوح, نحن وصلنا إلى هنا وأنتم كملوا, ونحن لازلنا معكم, لكن أتمنى أن يوحدوا صفوفهم.. وأوجه رسالة عبركم بأن يوحدوا صفوفهم في الداخل والخارج, يكفي لعب بأوراق الجنوب.
× من يلعب بها؟
- نشعر أن هناك لعباً بأوراق الجنوب من الداخل والخارج ولم نفهم من يقف وراءها, فثمة عادات سيئة لا تحصل عادة ولكن تحدث هنا أو هناك وهي لا تمثل الحراك والمتقاعدين.
× هل تشعرون بأن هناك صراعاً على زعامة؟
- أشعر أنها أنانيات لدى بعض القيادات وهذه جريمة.
× هل هذا نتاج إرث 86؟
-86 انتهى وتسامحنا وتصالحنا ولا يوجد شيء, فنحن إخوة.
× ولكن القيادة لازالت متفرقة؟
- إذا لم تتوحد هذه القيادة سيلفظها الشارع ويرفع لها الكرت الأحمر وتبقى في المنفى, ونحن لا نريدهم أن يكونوا علينا قيادات في المرحلة القادمة.
× لكن مفهوم التصالح والتسامح تلاشى حين لم يسمح تيار في الحراك للعميد النوبة بإلقاء كلمة يوم 27 أبريل؟!
- لازال التصالح والتسامح باق والأخ النوبة هو يعتبر قائدنا مسؤول المتقاعدين ونحترمه كل الاحترام.. لكن ما حصل أن اللجنة التنظيمية المكونة من جميع مكونات الحراك تم الاتفاق على عدم إلقاء أي كلمة في المنصة.
× وتم الاتفاق بعدم رفع صور أي من القيادات ومع ذلك رفعت صور البيض؟
- فعلاً رفعت عدة صور.. لكن ما نريده من القيادات أن يخرجوا من مرض الزعامة, وينزلوا الشارع, فكل سواء, فلا علي ناصر ولا علي سالم ولا العطاس, يزيدون علينا بشيء لكنا سواء.
× هل هذه القيادات تعاني من مرض الزعامة؟
- نقول الله يهديهم, ويهدي قيادتنا في الداخل والخارج ويوحدوا صفوفهم, فتفرقهم يؤثر على القضية الجنوبية وعلينا أن نعود إلى الله ونستفيد من الألم الذين بداخلنا في هذه الفترة.
× برأيك هل استفاد الرئيس عبدربه من الحراك في الوصول للسلطة؟
- هناك كثير استفادوا من الحراك, خاصة من هم في السلطة.


بطاقة
العقيد/ عبيد محمد قاسم صالح القعيطي, من أبناء مديرية الضالع قرية ثوبة, مواليد 1964, متزوج وأب لـ "8" أبناء، خمس إناث وثلاثة ذكور, تجند في عام 81م في الشرطة العسكرية وبعد فترة رافق بطل وشهيد اليمن صالح مصلح قاسم، والذي كان وزير دفاع آنذاك حتى 85, وبعدها جاءت أحداث يناير 86 وبعد يناير رافق وزير الدفاع صالح عبيد أحمد حتى عام 90م, ومن ثم عاد للشرطة العسكرية إلى عدن, ثم صار قائداً لنقطة بوابة عدن إلى عام 94م, تخرج من الكلية الحربية سنة 90م, الدفعة 18 التي رافقت إعلان الوحدة.



المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد