وصف الدولة بالعاجزة وطلب استقالة محافظي صنعاء ومأرب وقادة الجيش والأمن..

الشرجبي: الوساطات القبلية مع المخربين مرفوضة والقوة العسكرية هي الحل

2013-06-01 03:43:44 أخبار اليوم/ خاص


استغرب المحلل السياسي الدكتور/ عادل الشرجبي من تساهل الدولة اليمنية مع مخربي أبراج الكهرباء وأنابيب النفط.
وقال أستاذ/ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء إن الدولة اليمنية تظهر نفسها بأنها عاجزة ضعيفة أمام المخربين من خلال إعلانها عن أسماء من يستهدفون خطوط الكهرباء وأنابيب النفط ثم لا تقوم بإتخاذ أية إجراءات قوية ورادعة ضدهم.
واعتبر الشرجبي في تصريح لـ "أخبار اليوم" لجوء الحكومة للوساطات القبلية وأسلوب المراضاة مع المخربين أمر غير مقبول, مطالباً باستقالة محافظي صنعاء ومأرب والقادة العسكريين والأمنيين في مأرب إذا عجزوا عن حماية خطوط الكهرباء وأنابيب النفط.
وأضاف الدكتور/ عادل الشرجبي أن خطاب الرئيس عبدربه منصور هادي الذي أكد فيه على عدم مراضاة المخربين واستخدام القوة مع المخربين, جعل الشعب اليمني يستبشر خيراً بأن الدولة سوف تستخدم قوتها في فرض سيادتها على كل المناطق بما فيها المناطق القبلية وأنها سوف تلجأ إلى التعامل بشكل قوي ورادع وفقاً للقانون مع مخربي الكهرباء والنفط وقطاع الطرق.
ولفت إلى أنه ينبغي على الدولة التعامل مع المخربين وقطاع الطرق بشكل قوي وعدم اللجوء إلى الوساطات القبلية في مثل هذه الظواهر التخريبية بحيث تظهر بتعامل مختلف عما كان ينتهجه النظام السابق في مواجهة هذه الظواهر.
وأشار الشرجبي إلى أن الوساطات القبلية تجني الأموال من خلال مساعيها بين الدولة والمخربين الذين يشهدون على الممتلكات العامة, وقال: ينبغي ألا يسمع من الدولة خطاب قوياً وأفعالاً ضعيفة.
ونجحت أمس الجمعة وساطة قبلية في إقناع المخربين القبليين بمحافظة مأرب بالسماح بإعادة التيار الكهربائي المقطوع على المدن اليمنية منذ يوم الاثنين الماضي ويأتي ذلك بعد أن تحدثت أنباء عن حملة عسكرية متوجهة إلى مأرب لضرب المخربين, أعقبها الحديث عن منع المخربين لأربع فرق فنية من إصلاح العطل في أبراج الكهرباء.
ووفقاً للشرجبي, فإن تساهل الدولة مع المخربين يشجع المجاميع القبلية مع إعادة الكرة مرة أخرى من التخريب, فيما إذا استخدمت الدولة القوة في ردعهم ستتراجع الأعمال التخريبية, مستغرباً من أن الدولة وعقب كل اعتداء تعلن عن عزمها استخدام القوة ثم لاتستخدمها ولاتنفذ القانون في هذه المناطق وتعود إلى الوساطات القبلية, منوهاً إلى أن ذلك يعني أن الأزمة السياسية لازالت قائمة وأنه ما تحقق حتى الآن لم يحقق حلاً لما مرت به اليمن خلال العامين الماضيين وأن مراكز القوى لازالت مؤثرة وقادرة على أنها تجابه الدولة التي يفترض بها استخدام قوتها حتى تؤكد للمخربين أنها لن تتوانى عن استخدام القوة العسكرية والأمنية في مجابهة كل من يدمر مصالح الشعب.. ولفت إلى أن مراكز القوى لازالت نافذة وأن ما يطرح من أن من يستهدف أبراج الكهرباء وأنابيب النفط لديهم مطالب فريدة وشخصية, ليس سوى مجرد تسويق لهذه الأعمال التخريبية.
وفسر الشرجبي لجوء الدولة إلى الوساطات وعدم استخدامها القوة, يشير إلى أن الدولة ضعيفة وغير قادرة على فرض قوتها رغم ما لديها من قوة عسكرية وأمنية, حيث تفيد المؤشرات أنها تمتلك 450 ألف جندي في الجيش و 200 ألف جندي في الشرطة, متسائلاً لماذا لا تستخدم الدولة الـ (650) ألف الجندي في حماية الممتلكات العامة حيث أول وظيفة للدولة تتمثل بحماية الأرواح والممتلكات وليس لها أية وظيفة أخرى سوى حماية الأرواح والممتلكات.
وقال الشرجبي إن على الدولة التواجد في مأرب والمناطق الحيوية التي تتواجد فيها ملكيات استراتيجية للدولة كالنفط والغاز, سواء من خلال اللواء الذي كان قائماً أو ألوية أخرى, تقوم بفرض سيادة الدولة في مأرب, منوهاً إلى تعقيدات في الوضع اليمني, حيث هناك قوى سواء داخل الدولة أو خارجها لازالت تتمتع بقدرة كبيرة, فضلاً عن أن قوة الدولة مشتتة حيث بعض القادة العسكريين والأمنيين ليسوا كلهم بيد الرئيس هادي, إذ لازال هناك تأثيرات لقوى داخل الجيش والأجهزة الشرطية والأمنية.. وطالب الدولة بعدم إعلان أسماء المخربين طالما ليست قادرة على ضبطهم كون ذلك يظهرها أكثر ضعفاً.
وقال إن إعلان الرئيس عن استخدام القوة وعدم المراضاة يمثل توجه الدولة وعلى الأجهزة الأمنية والعسكرية تنفيذ ذلك, مطالباً محافظ مأرب ومحافظ صنعاء وقادة الجيش والأمن إذا كانوا لايستطيعون القيام بالمهمة التي أوكلها لهم الشعب اليمني أن يقدموا استقالاتهم.
ونقلت صحيفة " الاتحاد " الإماراتية , عن الشيخ سلطان الباكري، وهو أحد وجهاء محافظة مأرب، :«نجحنا في إقناع المسلحين بالسماح للفريق بإعادة التيار الكهربائي، مقابل منحنا مهلة زمنية لإقناع السلطات في صنعاء بتنفيذ مطالبهم».
وحسب الصحيفة، أشار الباكري إلى أن التيار الكهربائي سيعود «في غضون ساعات»، معتبراً تجاوب المسلحين القبليين منع هجوم عسكري مرتقب عليهم، بعد تهديدات أطلقها الرئيس، عبدربه منصور هادي، السبت، في ظل تفاقم السخط الشعبي إزاء استمرار انقطاع التيار الكهربائي، الأمر الذي يؤكد أن الأنباء عن الحملة العسكرية لضرب المخربين لم تكن سوى مجرد أنباء فحسب وليس هناك أية نية لترجمتها فعليا على ارض الواقع.
وكانت خطب الجمعة في مساجد معظم أنحاء الجمهورية اليمنية أمس كانت بتوجيهات من وزارة الأوقاف؛ حيث تناولت موضوع تخريب أبراج الكهرباء وأنابيب النفط ونددت بأعمال التخريب وأدانت الاعتداءات على المصالح العامة.
وبحسب الصحيفة الإماراتية ذكر الوسيط القبلي أن جهود الوساطة نجحت بعد أن منع المسلحون، صباح أمس، فريقاً فنياً تابعاً لوزارة الكهرباء بإعادة التيار الكهربائي.
وذكرت وزارة الدفاع اليمنية، في رسالة نصية عبر الجوال، أن «عناصر مسلحة» اعتدت على الفريق الفني في محافظة مأرب، حيث المحطة الرئيسية لتوليد الطاقة الكهربائية.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد