أكد وزير الدفاع/ محمد ناصر أحمد, على ضرورة العمل للنأي بالقوات المسلحة عن الخلافات والصراعات الحزبية والمناكفات.
وقال- في اجتماع ضم نائب رئيس هيئة الأركان العامة ومساعدي وزير الدفاع ورؤساء الهيئات ومدراء الدوائر وعدداً من القادة ومدراء الأكاديمية والكليات العسكرية- قال إن ما يستدعيه الواجب الوطني الذي يلزم الجميع بالعمل في إطار التعددية الحزبية في المجتمع المدني هو أن تبقى القوات المسلحة والأمن ملتزمة بالحيادية المطلقة.
وفي السياق استغرب سياسيون وناشطون في ثورة الشباب من تصريحات وزير الدفاع وحديثه عن النأي بالجيش عن صراعات وصفها بالسياسية والحزبية في الوقت التي تشهد البلاد تمدداً حوثياً مسلحاً وصل إلى مشارف العاصمة صنعاء.
وفي السياق ذاته اعتبر النائب/ عبد الله العديني، تصريح وزير الدفاع تخلياً من الدولة عن مسؤوليتها في حماية أمن البلاد وإيقاف الجماعات التي ترفع السلاح بوجه الدولة..
وأوضح أن مهمة الدولة هي إيقاف أي جماعة ترفع السلاح في وجهها، وأنه إذا ما ذهبت الدولة لتبرير ما تقوم به الجماعات المسلحة فإنها بذلك تتخلى عن مسؤوليتها، مشيراً إلى أنه في ظل عجز الدولة عن ردع الجماعات المسلحة أصبح اليمن شعباً بلا دولة.
واعتبر النائب العديني تصريح وزير الدفاع إعلانا لإفلاس الدولة وعجزها عن حماية الشعب اليمني.. وطالب العديني الشعب اليمني أن يبحث له عن دولة تحميه من أي صراعات مسلحة.
واستغرب العديني من صمت رئيس الجمهورية/ عبد ربه منصور هادي باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيال تصريحات وزير الدفاع، وقال إن على الرئيس اتخاذ الإجراءات لإيقاف مثل هذه التصريحات..
من جانبه أوضح الناشط في ثورة الشباب السلمية/ فؤاد الحميري، بأن رئيس الجمهورية يمتلك دعماً شعبياً ودولياً لم يمتلكه أي رئيس من قبله، مطالباً الحميري ـ في تصريح لـ"أخبار اليوم" ـ من الرئيس هادي بأن يحدد موقفاً واضحاً في عملية عسكرة الوطن ومحاولة الانحراف بعملية الانتقال السلمي للسلطة ووضع العصا في دواليب التغيير وإعاقة مخرجات الحوار عن طريق إعادة تشكيل الجغرافيا اليمنية، وباستخدام السلاح بشكل مخالف للدستور والقانون، مشدداً على الرئيس وكل القوى السياسية أن يتخذوا موقفاً حازماً حيال ذلك.
ودعا الحميري إلى إيقاف الشخصيات العامة عن إصدار تصريحات لا تصب إلا في مسار تقوية جماعات العنف ورفع صوت السلاح.
وقال إن تأخر صانع القرار السياسي عن اتخاذ موقف حازم إزاء تهديد العملية السياسية للبلاد يصب في خانة المعرقلين وجماعة العنف وتعد منحة تقدم على طبق من ذهب لأصحاب المشاريع الصغيرة..
وأشار إلى أن ما تشهده البلاد يستهدف ثورة التغيير السلمية وثورتي سبتمبر وأكتوبر والسلم الاجتماعي، كما تعمل على ضرب اسفين في نفسيات القبول بالآخر والتنوع والتعدد.
وحذر الحميري من أن صمت الرئيس والقوى السياسية تصب في خانة المشاريع المدمرة للوطن ووحدته، وحّمل الحميري رئيس الجمهورية والحكومة ومؤسسات المرحلة الانتقالية مسؤولية هذا الدور السلبي الذي لا يخدم الانتقال السلمي للسلطة.
وقال إنه لا مبرر لتقاعس الرئيس في ظل ما يحظى به من دعم شعبي ودولي، مشدداً على ضرورة تدارك الأمر.
وقال الحميري إن ثقافة النخب ما زالت هي ثقافة [الديولة بعقلية القبيلة] وبذلك تعمل على تهجير معاني الدولة لصالح القبيلة، وهي الثقافة التي قال إنها تحتاج إلى نضال لإزالتها.