تصريحات الزُبيدي التي يجدد من خلالها تمسكه بمشروع استعادة دولة الجنوب حسب تعبيره أو فك الارتباط أو سموها كيفما شئتم..
هذه التصريحات الخاطئة وفي التوقيت الخطأ .. تمثل دعماً لمشروع مليشيات الحوثي الإيرانية في جميع المسارات السياسية والعسكرية والاقتصادية ..
سياسياً.. هذه التصريحات تنسف كل ادعاءات رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي عن تقدم في مسار وحدة الصف، بل تزيد من عمق الانقسام داخل مجلس القيادة, وبالتالي داخل الحكومة ومؤسساتها .
عسكرياً.. تعبر هذه التصريحات عن السياق التعبوي المعزز للانقسامات العسكرية للكيانات المسلحة، وتعزيزاً لعقيدتها التعبوية المعادية لوزارة الدفاع والقوات المسلحة التابعة للحكومة، لتجعل الحديث عن إنشاء غرفة عمليات مشتركة استهلاكاً إعلامياً لا أقل ولا أكثر.
اقتصادياً.. هذه التصريحات تزيد من حالة التوتر السياسي الذي بات يؤثر بصورة مباشرة على استقرار العملة من جهة ومن جهة ثانية تعزز مخاوف الاستثمارات الأجنبية والمحلية التي تحتاج إلى لغة سياسية تعيد لأصحاب الأموال الطمأنينة والشعور بالاستقرار حتى وإن كان في أدنى مستوياته.
وقياساً لواقع المستفيد من هذه التصريحات اللامسؤولة، تضعف منظومة الشرعية وتعزز موقف الحوثي، وكأنه يأتي في سياق تخادم مشترك، لهدف مشترك القضاء أو بمعنى أوضح الإجهاز على ما تبقى من وجود للشرعية (رئاسة وحكومة ومؤسسات دستورية وجيش وقوات أمن)، عوضاً عن كون هذه التصريحات لها تبعات على الوضع المعيشي للمواطن بصورة مباشرة من خلال تأثر سعر العملة بالتوترات السياسية.
والتحلي بالمسؤولية هنا لا تقتضي تخلي الزُبيدي عن مشروع استعادة دولة الجنوب حسب تعبيره.. بل تقتضي المسؤولية إدراكه متى وأين يمكنه إطلاق مثل هذه الخطابات، فاختيار التوقيت المناسب لإطلاق هكذا خطابات أو تصريحات يمنع تحويلها إلى خدمة مجانية للعدو المشترك (مليشيات الحوثي).
•• إن انعدام الوعي والمسؤولية لدى أغلب قيادات المجلس الانتقالي ومليشياته إن أحسنا الظن بهم.. قد تحولوا إلى كيان يجسد حالة التخادم مع مليشيات الحوثي وتعزير التوسع النفوذ الإيراني.
وتعليقاً على تصريحات مماثلة سابقا للزُبيدي علق أحد أعضاء مجلس القيادة الرئاسي في حديثه معي بقوله إن الزُبيدي يوهم نفسه أنه في حال استمر الحوثي في سيطرته على الشمال وبعض مناطق الجنوب يمكنه تحقيق استعادة دولة الجنوب أو الانفصال.
وأضاف: على عيدروس أن يدرك أن مشروع الحوثي يتجاوز خارطة الجمهورية اليمنية، وأنه من خلال عدم جديته في الاصطفاف لكسر شوكة الحوثي عسكرياً يقدم الجنوب من جديد للحوثي.
عضوا مجلس القيادة الذي عبر عن موقفه في نقاش ثنائي قبل حوالي شهرين كان من أكثر المتعصبين مع عيدروس الزُبيدي، بل سعى لإقناعي بأن الزُبيدي أكثر منا مصداقية لتحرير الشمال،
تغيرت تلك القناعات خلال عام ونصف.
إننا في واقع الراهن أمام تحديات جسيمة تفرض علينا وحدة الصف وتفرض على الجميع الخروج برؤية مشتركة لما بعد مليشيات الحوثي، كنقطة انطلاقة لوحدة الصف وهزيمة مليشيات الحوثي واستعادة مؤسسات الدولة وتحرير العاصمة صنعاء !!