عادت أزمة المشتقات النفطية إلى الواجهة مجدداً لتجتاح أمانة العاصمة ومنطقة تهامة, لاسيما وادي سُردد ووادي مور, ومحافظة حضرموت " الساحل" أزمة مشتقات نفطية شديدة وغير مسبوقة, حيث خلت المحطات يوم وليلة أمس من وجود أي مشتقات نفطية, خاصةً مادة البنزين وبشكل غير مسبوق عندما يتم البحث عن البنزين في محطات العاصمة من حي حزيز والسواد جنوباً وحتى الرحبة والمطار شمالاً ومن حي سعوان ونُقم شرقاً وحتى حي عصر والصُّباحة غرباً لا تجد محطة واحدة مفتوحة ولا لتراً واحداً من مادة البنزين.
وعلى صعيد متصل امتدت طوابير ناقلات الديزل في مدينة المكلا منذ يوم أمس الأول على مسافات غير مسبوقة في انتظار تحميلها بالديزل إلا أن الطوابير مازالت تمتد دون أن يتم تحميل أي ناقلة بالديزل وسط شكاوى حادة من انعدام مادة الديزل ووصول سعر الدبة " 20" لتراً إلى مبلغ 12 ألف ريال في بعض المناطق وهو رقم قياسي تجاوز الأرقام التي تم تسجيلها العام 2011م.
إلى ذلك أكدت مصادر محلية في وادي سُردد بتهامة محافظة الحديدة انعدام مادة الديزل في المنطقة وتوقُّف معظم الآبار عن ضخ المياه وعن أزمة حادة في المياه بما فيها مياه الشرب في المنطقة, ووصف مالك إحدى المزارع في الوادي الوضع للصحيفة قائلاً: بأنهم لم يجدوا ماءً في مزرعته حتى للوضوء لأداء الصلاة على الرغم من أن مزرعته في قلب وادي سُردد حيث عشرات الآبار المتوقفة نظراً لانعدام مادة الديزل.
وفي السياق ذاته أكدت مصادر محلية في وادي مور بتهامة محافظة حجة أن محاصيل الموز انتهت على الأشجار؛ نظراً لعدم تمكُّن الناقلات من الدخول إلى الوادي ومزارعه لقطف المحصول ونقله لانعدام مادة الديزل ما يعرّض المزارعين والعمال والتجار أيضاً والسوق لخسائر مهولة جراء فساد المحصول والعجز عن نقله لانعدام مادة الديزل في تلك المنطقة.
الجدير بالذّكر أن رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي كان قد كشف في خطابه الموجه إلى الشعب عشية شهر رمضان الجاري أنه تمكّن من إفشال انقلاب نهار الأربعاء 11 يونيو / حزيران الماضي وأن الحكومة قد فكّت الحصار عن مئات القاطرات المحمّلة بالمشتقات النفطية على طريق مأرب ـ صنعاء شرق العاصمة وطريق الحديدة صنعاء غرب العاصمة وكانت الحكومة أيضا وشركة النفط اليمنية قد أعلنت عن توفر المشتقات النفطية في السوق بما فيها ضخ 3 مليون لتر يومياً إلى أمانة العاصمة, إلا أن الأزمة اليوم أشد من ذي قبل وغير مسبوقة مع اتّساع دائرة انعدام المشتقات النفطية من شرق البلاد بحضرموت إلى غربها بتهامة مروراً بأمانة العاصمة صنعاء.