استبعد المحلل الساسي عبد الناصر المودع استفادة اليمن من الموارد المالية المتوفرة جراء عملية رفع الدعم عن المشتقات النفطية والذي أقرته الحكومة اليمنية الأربعاء الماضي..
وأضاف المودع في تصريح لـ" أخبار اليوم بأنه وفي ظل الأداء السيئ للحكومة والرئيس عبد ربه منصور هادي لا يتوقع أن تستثمر السلطة هذه المبالغ المالية باتجاه برنامج سياسي واقتصادي يستفيد منه المجتمع اليمني، كون هناك رغبة في الاستحواذ على السلطة.
وأضاف المودع: إنه من المتوقع أن يستغل الرئيس هادي الموارد المالية التي تحققت جراء رفع الدعم باتجاه شراء الولاءات والإنفاق السياسي لتعزيز سلطته، مشيراً إلى أن الخطورة في إقرار هذه الجرعة هي استحواذ الإنفاق السياسي على الجزء الأكبر من الموارد المالية المتوفرة جراء رفع الدعم عن المشتقات النفطية.
وأوضح بأن رفع الدعم عن المشتقات النفطية ضرورة اقتصادية وذلك لصعوبة القيام بخيارات أخرى، مستدركاً بأن المشكلة في الجرعة السعرية التي أقرتها الحكومة قبل أيام تتمثل في أنها اُتخذت في ظل وضع سياسي متأزم وفي ظل تخطيطها السيء لهذه الجرعة حيث أن اتخاذ مثل هذا الإجراء كان يتطلب غطاءً سياسياً كافياً لمثل هذا القرار إلا أن الرئيس عبد ربه منصور هادي في سياسته لتفكيك الطبقة السياسية اليمنية ورغبته في الاستحواذ على السلطة أصبح لا يمتلك الغطاء السياسي الكافي لتمرير الجرعة بسهولة، حيث أصبحت القوى السياسية مستبعدة من القرار والفعل السياسي؛ الأمر الذي يتيح لهذه القوى افتعال عراقيل أمام الرئيس هادي ــ حد قوله.
وأضاف: إنه في حال أرادت القوى التي أصبحت في خصام غير معلن مع الرئيس هادي أن تصعّد ضده ؛ فإنها قادرة على ذلك غير أنه يبدو أنها لا تريد هذا التصعيد لخشيتها من المجهول القادم، كونها لا تتملك استراتيجيات واضحة ولا قاعدة سياسية صلبة تستند عليها, فجميع القوى في حالة دفاع وصراع مع بعضها البعض لتنفيذ أجندتها الخاصة.
ولفت المودع إلى أن "مافيا" تهريب النفط متداخلة مع السلطة وهي تضم جزءاً كبيراً من الطبقة السياسية السابقة والحالية وهي على جميع المستويات, سيما المستويات العليا، مشيراً إلى أن السلطة لجأت إلى الخيار الأسهل برفع الدعم عن المشتقات النفطية لعجز السلطة عن محاربة "مافيا" النفط المتداولة مع السلطة.
ووصف المودع قرار رفع الدعم بأنه أقل الأضرار سواءً كون البديل تدهور حاد في مستوى المعيشة وحدوث تضخُّم عالٍ؛ الأمر الذي سيؤثر سلباً على الطبقة الوسطى والدنيا في المجتمع بشكل أسوأ من نتائج الجرعة السعرية ــ حسب إفادة المودع.