وصفت سيلين إلهام جريزي - الدكتوره الباحثة في العلوم الجيوسياسية ومختصة في الشؤون العربية- وثيقة السلم والشراكة الموقعة بين السلطة اليمنية وجماعة الحوثي بأنها وثيقة استسلام "الرئيس عبدربه منصور هادي للحوثيين".
وفسرت استمرار الحوثيين بالانتشار المسلح داخل العاصمة اليمنية بأن هدفهم ليس فقط سقوط صنعاء أو سقوطها بنسبة %90.. مشيرة إلى أن أحد النواب الإيرانيين فرح جداً بسقوط صنعاء بيد الحوثيين كرابع عاصمة عربية تسقط وقال إن دولة مجاورة ستسقط قريباً..
وقالت في حديثها لقناة "فرانس 24" إنه لم يعد للرئيس هادي أي خيار ثان ولا يستطيع الصمود أمام قوة الحوثيين، فهادي كان يستمد قوته من الإخوان المسلمين الحارقة كروتهم والمحاصرين اليوم من كل الجهات داخلياً وخارجياً- حد قولها.
ولفتت إلى أن الدعم الإيراني للحوثيين ليس سراً.
وأفادت بأنه لا يمكن القول إن الحوثيين ليسوا كياناً سياسياً بل هم كيان سياسي بعصا غليظة- حد تعبيرها..
وقالت إن عدم توقيع ممثلي الحوثي على الوثيقة الأمنية له دلالة كبيرة على استمرار سيطرتهم أمنياً لكن بمعنى: "عصانا موجودة فوقكم ونسوي لكم سياسة ليّ ذراع"- حسبما أفادت..
وقالت إنه إذا كانت نوايا الحوثيين مساعدة الشعب فلينسحبوا من الأماكن المتغلغلين فيها ويتركوا صناديق الاقتراع تقرر اذا أرادوا الحكم والسلطة .
وقالت إنه برغم أن الحوثيين يتبعون المذهب الزيدي ومذهب إيران اثني عشرية إلا انه عندما تكون هناك مصالح جيوسياسية؛ ما كان عدو الأمس أصبح صديق اليوم من أجل وصول إلى هدفه بالرجوع من خلال الحرب إلى عهد الإمامة، هو ما يسمى بالإسلام السياسي وليس بالسياسة الإسلامية، مؤكدة: ما دام الحوثيون لم يصلوا إلى هدفهم المنشود فلا أظن أنهم سيتوقفون.
وخاطبت الحوثيين بالقول: إذا أنتم حمائم سلام وتبحثون عن التعايش لماذا طردتم السلفيين من دماج وعبدربه منصور هادي لم يتدخل.
وأضافت: الآن أصبح مسخرة ابتداء الحوثيين بالظهور في كل مرافق الدولة بعد أن كنا لا نعرفهم أو نسمعهم وتبين أنهم شبكة كبيرة، فالحوثيون اخترقوا الدولة اليمنية وتشعبوا إلى عروقها بطريقة ممنهجة- حد قولها.
وقالت إنه من المؤكد أن هناك نوعاً من التعاون بين الحكومة السابقة والحوثيين حيث تغيرت المحاور فيما هو حاصل اليوم وما يسمى بصراع القوى فعدو الأمس أصبح صديقاً, مردفة: الآن عندنا نفس العدو عندنا علي عبدالله صالح وعندنا الحوثيون وعندنا السعودية، كلها كفة لمواجهة الإخوان المسلمين.
وأكدت أنه لا يمكن الإنكار أن الحوثي اليوم أصبح قوة سياسية وعسكرية واقتصادية.
وقالت إن الحوثيين رفضوا التمثيل في الحكومة ويطالبون المشاركة بمنحهم القرار السياسي في السلطة, معتبرة ذلك تناقضاً, مشيرة إلى أن الهدف الأسمى للحوثيين أنهم يريدون أن يأخذوا الكعكة ويوزعوها بمزاجهم على اليمن.
