سنحاول هنا الإجابة عن أسئلة مهمة مثل، هل المشروع الإيراني مشروع أيدلوجي؟ أم أنه يستخدم الأيدلوجيا لتحقيق المصالح؟
ولفهم المشروع الإيراني في المنطقة، علينا تتبع الجماعات التي تحالف معها، فالإيرانيون لم يختاروا الجماعات بناء على الأيدلوجيا كما نعتقد فحسب، بل اختاروا التحالف مع الجماعات المستعدة للتمرد وحمل السلاح وتقديم الخدمات لهم مهما كانت أيدلوجيتها.
ففي العراق تحالف المشروع الإيراني مع الجماعات الشيعية للسيطرة على الخليج العربي بما فيه مضيق هرمز، وفي سورية مع الطائفة العلوية للعبور إلى المياه الدافئة في البحر الأبيض المتوسط، وفي لبنان وفلسطين تحالف مع جماعتين متناقضتين حزب الله الشيعي والجهاد السنية من أجل ابتزاز الغرب وأمريكا بأمن إسرائيل.
أما في اليمن فتحالف المشروع الإيراني مع الحوثية الزيدية للسيطرة على باب المندب والبحر الأحمر وتهديد السعودية الركن الصلب لدول الخليج والجزيرة العربية .
وأينما تتجه البوصلة الإيرانية فهي تبحث عن جماعة مستعدة لتقديم خدمات لها، بل إن هناك اتهامات لإيران بعقد صفقات مع تنظيمات إرهابية مثل الشباب المجاهدين الصومالية لتنفيذ عمليات قرصنة في البحر الأحمر، والقاعدة وداعش في العراق وسوريا واليمن وبعض الدول الإفريقية لخلط الأوراق ضد المصالح الغربية ولتحقيق المصالح الإيرانية.
كما أن إيران تنسق حتى مع خصومها من أجل مصلحتها، فالتنظيمات الكردية الذين تحاربهم في إيران والعراق تحاول احتواءهم في تركيا وسوريا، وفي الأردن والمغرب تحاول دعم جماعات مسلحة ضد حاكميها الهاشميين عكس ما تعمله في بعض الدول من احتواء للأيدولوجيا السلالية في تعزيز الطائفة الشيعية التي تدعي مناصرتها، وهناك اتهامات مؤخرا بدعم جبهة البوليساريو الانفصالية عن المغرب في الصحراء الغربية للوصول إلى مضيق جبل طارق.
المشروع الإيراني مصمم كخصم ضد مصالح الدول العربية بالذات دول الخليج، وهو يحاول وضع يده على أربعة عوامل قوة لاستكمال السيطرة على المنطقة:
1- الثروة البشرية للتجنيد لحروب النفط والمقدسات (العراق وسوريا واليمن كدول ذات كثافة بشرية).
2-الثروات (النفط والغاز واليورانيوم والذهب والمعادن كما في دول الخليج والدول الأفريقية).
3- المضائق المائية والبحار المغلقة والمفتوحة (هرمز في الخليج العربي- باب المندب بين البحر الأحمر والبحر العربي والمحيط الهندي - جبل طارق بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي).
4- المقدسات والرموز الإسلامية السنية والشيعية (كربلاء - القدس - مكة - المدينة- الأزهر - السيدة زينب …. إلخ).
إذن هذه الانتهازية الإيرانية لا تخفي وراءها إلا مشروع استعماري له امتداد إمبراطوري فارسي، وليس له علاقة بالمسلمين ولا العرب ولا حتى الشيعة.